ما نعرفش شكون سماني الزربوط .
ولا نعرف ، كيف كيف ، علاش سماوني الزربوط ..
في هاك ليام البعيدة .. البعيدة برشه ، ربطتني بالتيجاني ، صاحبي هذا ، علاقة ود واحترام !
الزربوط !
الزربوط صاحبك !
مستحيل !! ..
نعرف اللي ثمه فيهم شكون يقول :
الزربوط هذا ، لو كان يمد يدو باش يصافح الشيطان ، الشيطان يهرب ، ويخليلو البلاصة واسعة وعريضة !
نحب نقلك :
ما تتغشش مني ياصاحبي ، نحب انا نحكيلك حكايتك !
لتو مانيش مصدق اللي انت ما عادش تنجم تتكلم ، عجزت عالنطق !
كيفاش ؟ وعلاش ؟
اخزرلي عيش خويا ، حاول باش تفهمني ، انا لتو مانيش فاهم ، ولا عايلتك كيف كيف ، فاهمة شيء ، حتى مرتي واولادي ، بهتو ..
في العادة لسانك كان داير برقبتك ..
ما عندك سو ، لا بأس عليك ، هكاكا لا طاح لا دزوه ، رقدت ، قمت ، بكشت ، ما عادش تنجم تتكلم ، وعندي شك بالكش ما عادش تحب تتكلم .
حالة مالارهاق والتعب من كثر الكلام خلاتك ، تطوي لسانك في فمك وتسكتو ، وتوقف صوتك ، وليت تتكلم بعينيك ، حتى كي هزوك للطبيب النفسي ، ما نجمش يشخص حالتك ، السمع وتسمع مليح ، وتشوف مليح ، صحيح جاتك متاعب صحية كبيرة ، خرجت منها سلامات ، لكن ...
بعدما استرجعت نشاطك ، ولات عندك حالة اكتئاب ..
علاش يا صاحبي تعمل فيا هكا ..
علاش تسكت ..
مع اشكون باش نتكلم انا توه ..
اه ، نعرفك ماكش باش تجاوبني ..، راسك صحيح .
لكن انا باش نحكي حكايتك ..
لازمني نعلمك ، اللي انا شفتها بالصدفة ، مع وليد وبنية ، كبار ما شاء الله ، صبية وعازب ، قالتلي :
اولاد بنتي ، واحد في كلية تجارة وعلى أبواب تخرج ، والثانية تخرجت وتخدم ، وعلى أبواب عرس ،
قلتلها :
ربي يونسك بيهم .
فيها الخير ، سألتني عليك .
انت وقتها كنت ، في هاك المرحلة الصعيبة برشه ، كنت بين الحياة والموت ،
نقلتلها المعلومة ، و ياريتني ما قلتلها ، المرا تهزت وتنفظت ، وقالتلي ، وهي مصدومة و مفجوعة :
قللي فين راقد لازمني نمشي نطل عليه .
ويلعن بو هاك الصدفة اللي خلاتني نقابلها ، ونقوللها اللي انت تاعب برشه ، شفت في عينيها الدمعة يأتيجاني قالتلي :
التيجاني مريض ! فين يرقد !
كي سميتها الكلينيك . قالتلي :
اه . اليوم نمشيلو ، بنتي تتعامل مع الكلينيك هاذاكا ،
وودعتني وقالتلي :
زربوط .. يعطيك الصحة كي قلتلي ع التيجاني ..
اه يا يأتي جاني يا صاحبي ، حكايتك ، بالكش فيها شوية خيال ،
عاد شبيه ! الخيال فيه برشه تفاصيل تشبه للواقع ،
وبالكش تعبر عالواقع ،
انا ، صاحبك الزربوط ، اللي قاعد معاك توه ، ممكن نكون مانيش كيما كنت نحب نكون ، لكن اهي الدنيا لفت بيا واعطاتني مرات وجهها الخايب ومرات وجهها الباهي ، لكن انت ما خيبتش روحها معاك برشه ، ما وجعتكش كيف وجعتني انا ،
صاحبك هذا ، اللي تشوف فيه قدامك ، كيما تعرفني ، ماكنتش نحب الكذب والتبلعيط ، و بالطبيعة هاك الجدية هاذيكا دفعتني برشه اثمان ،
وفي الدنيا هاذي ، كيما تعرف ، عرفت عباد شفت فيهم الباهي وشفت فيهم ، اشكون يفركس على منفعتو ، وما يهموش إذا يعفس عللي في ثنيتو ويتعدى ، ما في بالو
بحتى شيء ، ماكينات ، تدور وتمشي وترحي !
الحمد لله اللي ما ترحيشتش ، ووصلت لبر الأمان ، لكن الثنية اللي مشيت فيها ، كانت صعيبة برشه ، وما كنتش راضي على على وانا ماشي مع السيستام ، لكن اش تقول ، ما لقيت كان الثنية هاذيكا ...
انت يأتيجاني ، حكاية أخرى ، ذيب ، عرفت كيفاش تسلكها ، ووقت اللي ريتهم يزفرولك قفزت بروحك ومنعت ، كسرت قلمك ،. عفست على قلبك ، وشديت ثنية أخرى !
ياصاحبي !
تحب والا ما تحبش يأتيجاني ، ونحنا هنا انا وانت ، واليوم وفي العمر هذا ، ما نجمش نخبي عليك ، كيفاش كنت نحب نحكيها حكايتك ، بره قول انت :
الزربوط يستخايل ، والا يهنتش ، والا يهز ويسبط ، ووللى
يهتري ، وكبر ، وما عادش يضبط . قول اللي تحب ..
اما بربي خليني نحكيهالك ،
انت برك ترشف قهوتك ، واخزر للبحر ، وخللي النسمة تضربك ، واسمعني ، وخليني نحكي ، على خاطر المهم ، هو كيف انا ركبت الحكاية من اولها ، في هاك الزمان البعيد
، في مخي ، لكن قعدت ساكت ، كل مره نقول لازم ، نتعدى حاجز الحشمة ، و نحكيها .
حكاية صغر وطفولة ، وحكايتك انت وهاك المجنونة ، الحلوة المليانة ، اللي قشرتها قمحي ، اللي تحطك قدامها ، على هاك البنك الصغير ، وتحط ساقها عالمانيفال متاع ماكينة الخياطة ، وتعمل روحها تخدم ، وهي بالمنجد تخدم ، لكنها تخيط ، وتخزرلك من تحت لتحت ، ومن بعد تأخذ ترتيحة ، وتحط ساق على ساق ، وتسرق خزره لوجهك ، باش تشوفك فين ترمي في عينيك ، المنديلة البيضاء المشقوقة ، اللي لابستها عالغونيلة ، وقت اللي تحط ساق على ساق ، يبان كل شيء ، وانت قدامها ، قاعد زعمه زعمه تقرأ في كتابك ، والا في كراستك ، كنا نحسدوك على هاك الحظ اللي رامي عليك جوانحو .
هي كانت كي تتعدى ، الدنيا الكل تتهز وتتحط .
وكي تمشي ، وكي تضهر ، وكي تدور ، الواحد ساعات ، يوللي ماذا بيه يلحس التراب اللي تعفس عليه ، ملعون هاك الزمان ، قداش كان الواحد جيعان ومشتاق ، اوووه ، والا وقت اللي تبدى متعدية ، تتبختر وماشية للسكنى متاعها ، الرقاب بكلها تتلوى ، ونحنا صغار ، مراهقين ، الواحد منا كي يتمد على سريرو ، ويسرح بيه الخيال ، في ظلام الليل ، ويتخيلها هي بين يديه ، وهو يبوس ويعنق ويمغمغ حتى لين يوللي يلهث ويلبو العرق !
كنت ديما سكوتي !
فين التيجاني ؟
وين مشى التيجاني ؟
ابدا ديما بحذاها ، حتى نهار السبت ، كي الناس تروح ، تهزك ترقد بحذاها .
تخاف مسكينة ، تحب الونسة ، ونهار سبت ، ما يقعد كان اللي يسكن بعيد ، وهي واحدة منهم ..
هكا ديما ، كل نهار سبت عشية ، تهز فاليجتها ، وتمشي للحمام ، وتروح مالحمام هكا تقول .، تلق لقان ..
صحه ليك ،،
كنا نحسدوك عالنعيم اللي انت فيه ..
اشكون يجي لبالو ..
ولد صغير ، نظيف وعاقل ومتربي ، وهي مرا صغيرة كهبت عالثلاثين ، موش ممكن يشكوا في حاجة هكا والا هكا ، ما ينجموا يقولوا كان :
الطفل كي خوها والا كي ولدها . اش كان عليه كي يبات بحذاها ويونسها ..
يونسها ؟!
تحطك قدامها ع الطاولة ، وهي في غونيللة ، وتعشيك وتدللك ، وتمدلك الغلة ة تقللك :
كول ما تحشمش .
ومن بعد تهزك تغسل يديك ، وتغسل فمك بالدونتيفريس ، تقللك هاذي الشيته متاعك انت ، لازمك تغسل فمك مليح باش تستحفظ على سنيك .. فهمتني .
تقوللها انت :
باهي متفاهمين .
من بعد تهزك لبيت النوم متاعها ، تجبدلك بيجاما مخلياها بذكمتك في الخزانة ، وتلبسهالك . بيجاما نظيفة ومرتوبة .
وتقللك :
تو تمشي تغسل ساقيك .
وتمشي تغسل ساقيك ، ماك حتى انت نهار السبت عشية تمشي معانا للحمام زاده ..
لكنك تسمع كلامها ، وتغسل ساقيك بالصابون الممسك ، ومن بعد تنشفهم ، وتحطلك الشلاكة بوصبع اللي شاريتهالك ، تلبسها ، تفوحلك بكونوليا ريحتها تفتق ، ميش كي هاك القوارس بوذروح ، اللي نشريوها مالنصب نهار السوق باش نفوحو بيها .
وتطلع عالفرش ياصاحبي . تحطك في شيرة الحيط ، وتعرضلك مسند ، باش كي يهزك النوم وترقد وتتقلب على جنبك ، ما تلصقش للحيط .
صحة ليك . قداش كنا نحسدوك عالوضع اللي انت فيه معاها ، صحة ليك ، ومللى زهر عندك في هالشياح اللي كنا نقاسيو فيه نحنا .
الزح ، تي احنا كنا كي نشوفو طفلة ، والا مرا لابسه السفساري وماشية تتهنكر ، نولليو نتهزو ونتحطو وتتحل فينا جعفرية .
كي تطمن عليك ، وتحطلك المخدة ، وتقربها لمخدتها ، وتقللك :
لازمك تقرب بحذايا ، باش كي تدور ، جنبك ما يجيش في الحيط ، ومن بعد تحل هي الراديون وتقللك :
تحب تسمع المسلسل .
تقوللها انت :
ميسالش . كيما تحب .
هو انت يأتيجاني ، ثمه حاجة من عندها ، والا فيها ما تحبهاش ياصاحبي . راك افة زرقه ، واد ساكت ، وحامل ،
ما تسمعش هديرو .
تمشي هي تطفي الضوء ، وتخللي النموسية تشعل ، ضوء احمر وخافت ، تنحي الروب د/شامبر ، تقعد في غونيلة ، غونيلة بيضاء ، قصيرة ، يادوب تغطي شوية من افخاذها ، ولكن الصدر يبقى محصور في سوتيان ، ما نجمش يستوعب بزازلها ، بزازلها المشحوطين ، بحيث شطرهم يقعدو دازين على قدام ، كاينهم يتحداو في عطشنا ، وجوعنا ، وحرماننا ، وخيبتنا ، وزهرنا المقود .. وسمانا الزرقاء ..
تعرف ياصاحبي ، في هاك الليلة لولى اللي بيتتك عندها ، كانت ليلة بالنسبة ليها وبالنسبة ليك زاده ، ليلة حلوة وليلة
ما تنساش ..
والله كايني كنت حاضر ، ونتفرج عالمشهد ، وأنا شاعلة فيا نار تحرق ، لهبتلي كنيني ..
كي طلعت بحذاك عالفرش ، حطت زندها وقالتلك :
أقربلي . اشبيك بعيد . حط راسك على زندي .
ومدت يدها نحات فلس الفيسته متاع البيجاما ، وقالتلك :
ما سخنتش . ياسر سخانة . بالعمل نحيت الروب/د/شامبر على ماهي الليلة سخونة .
نحيت الفيستة وقلتلها :
بالحق الدنيا سخونة شوية . وحتى كان بردت ، هانا متغطين مليح .
حطت يدها على شعرك ومشات صوابعها ، ومن بعد وشوشتلك في وذنك ، وشوشتلك؟ قول حطت شفايفها على حلمة وذنك وقالتلك :
تيجاني .. اه ... زيد .. زيد اقربلي . حط ساقك بين فخاذي . يأتيجاني .. خلينا ندفيوا بعضنا يأتيجاني .
وهبطت يدها ، وبدات تنحيلك في سروال البيجاما وهي تقللك :
تيجاني . نحي سروال البيجاما . حتى هو قطن يزيد يسخنك ، اقعد في الكلسون يزي ، تي انا حتى مالغونيللة باش ننحيها على ما فديت .
ونحات الغونيلة ياتيجاني .
وقربتك لصدرها ياتيجاني ،
ومدتلك الحلمة متاع بزولتها ياتيجاني وبدأت تلهث ، وقالتلك :
ارضع ياتيجاني .
حطها في فمك وارضعها ياتيجاني .
تعرف علاش ماو .. على خاطر نحب نعرف البنه متاع الرضاعة ، باش كي نجيب ولد والا طفلة ، نعرف نرضعهم .
اه يا تيجاني ياصاحبي يا عفريت .
ويقولو عليك متربي ،
ويقولوا عليك عاقل ، وصغير ، وناس ملاح ، قريب يعملولك جبه خضراء ويردوك ملايكة تمشي على وجه الأرض . واحنا ، المغبونين ، المكبوتين ، اصحابك ، ناكلو في رواحنا ماكله ، ونتفرجو في العجب و ساكتين ، صاحبنا ، اش ننجمو نقولو ..
ههه .. ترضعلها بزازلها ، باش توللي تعرف كيفاش ترضع صغيرها كي تجيبو للدنيا ههه .. يا وحيد انت ..
-------------------------------------
إلى الحلقة الثانية
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire