صباح الخير يامدام . نسمع في الصوت . تلفتت نلقاها هيا . مدام امال ام حبيب . صبحت عليها وقربنا لبعضنا تباوسنا . مااحلى ريحة البارفان متاعها . تقتل . الحقيقة مرا ملايكتها خفيفة ووجهها منور بكلو بشر . مرا فينو وكلاس في لبستها في كلامها . مرا عندها الريشة . قالتلي:
اووووه ما احلاها مشطتك ، تبارك الله ،
قلتلها :
يعيشك يا مدام من ذوقك الباهي .
قالتلي :
اش باش تقول ، أو ووه يعطيني ، مشغشبة راني ، اه ، البارح قلت لحبيب بربي سلملي على مدام وهيبة ، هاك الاستاذة التحفونة . وراني نمشي ونوصي فيه باش يقعد عاقل . هو الحقيقة حبيب عاقل ..
ومن بعد قالتلى وهي تمد يدها باش تبعد خصلة من شعري لوحتها نسمة الصباح على جبيني :
اووووه باش نعاود نقللك ، مااحلاه شعرك وما احلى الصبيغة اللي عملتها ، وما احلى مشطتك . زادت فيك الشطر . تبارك الله عليك بكلك تتزرط زرطان .
حشمتني على روحي . وقلت في قلبي ، حتى انت ام حبيب ، إذا كان لسانك انت هكا يغزل الحرير ، مالا ولدك تايبين لله
الا ما يطير بيا طيران ، علاه يا مدام اش عملتلكم انت وولدك عليا .
تفكرت هاك المغبون راجلي . تنهدت تنهيدة خفيفة وقلت :
اشكون اللي يعرف يرى ويخزر كيفك انت يا مدام ، اعطيه عينيك وعينين حبيب ، وياذنوبي كان يتعلم ويفهم ، ومن بعد قلتلها :
ووه يامدام يعيشك ، زدت حشمتني على روحي ، ما خير منك وما احلى منك حد . وصلني سلامك ، يعطيك الصحة ، الحقيقة حبيب وليد باهي ، ما شاء الله عليه ، حطو عالجرح يبرا .
باستني ، وعنقتني ، ومن بعد حطت عينيها في عينيا وقالتلي :
اسمع ، والله هبطت على قلبي عسلة مصفية ، حبيتك مللي شفتك ، كايني نعرفك من زمان ، ايا يزينا مالرسميات وقللي بالله ، وقتاش نتقابلو لخرة نعملو بتي_داج مع بعضنا .
ياوالله عسل . اللي طالاتلي بيه هيا وولدها ، وانا نقول الولد منين جاه اللسان اليغزل الحرير .. حتى هو ما يبعدش على امو في كلامها الزين وتبشبيشها وروحها الخفيفة ..
المرا كلاتني ماكلة ، ما خلاتليش وقت باش نجاوب ، مدتلي الكارت_فيزيت متاعها ، وطلبتني في رقم تاليفوني ، بعدما عطيتهولها سجلتو وباستني وقالت :
ايا عزيزتي ، ما نزيدش نعطلك اكثر ، ربي يعينك . اتو نتصل بيك . بون_جورني/بون_ترافاي .
ركبت في البي_ام متاعها ، لوحتلي ضحكة . سلمت بيدها مالشباك . عملت ديماراج اميركان وغابت ...
كي دخلت القسم . جات عيني في عينو . وين باش نهرب منو هالطفل . كيفاش ننجم نهرب منو . عندي مشكلة . ولات عندي مشكلة . ومشكلة كبيرة زاده ، حسيت اللي حتى تركيزي في الدرس باش يتخلخل . قعدت في بيرويا . وبديت الدرس . قلت :
نبداو الدرس . شكون يطلع للسبورة . هز صبعو مع ثنين والا ثلاثه . وحط عينيه في عينيا ما خلانيش نتنفس . قلت :
حبيب يطلع للسبورة . وبديت نمل في المشكلة وهو يكتب .
قلت :
اليوم كيفاش نلقاو الحلول للمسائل المعقدة في الجذور .
الدرس كان صعيب شوية . لكنو درس يلزم بتقرا ، ويتحلل ويتفهم . و يعملوا عليه تمارين ، هذا درس أساسي في الرياضيات . ما صدقت لربي كملت الحصة على خير . وتهنيت عالتلامذة بالاخص ، بعدما تاكدت اللي هوما فهموا الدرس ، وتفاعلوا معايا فيه .
كي ضرب الناقوس . حسيت براحة كبيرة ، كايني عصفورة وحلولها القفص ، باش تخرج وتطير وتجنح .
خرجوا التلامذة لحصة الراحة . خذيت كرطابتي ، تعديت لقاعة الأساتذة ، ومن بعد خرجت ، ومشيت للباركينغ ، ركبت في كرهبتي وروحت . اليوم عندي كان حصة صباحية برك . وصلت للدار . لوحت الكرطابة ، والصباط ، والصاكوش ، والفيستة ، ونحيت الجيب ، وتلوحت عالفرش . ما نعرفش كيفاش خذاتني نوبة متاع بكا . بكيت .. بكيت .. بكيت برشه لين عينيا حمارت . ومن بعد قمت ، مسحت دموعي ، وبليت وجهي بالماء . ورجعت اتكيت وهزني النوم . ما قمت كان بعد وين ووين .. فيقني التلفون . جاني صوت مدام امال ام حبيب . سألت وسلمت وقالتلي :
ان شاء الله مانكونش قلقتك ..
قلتلها :
لا يامدام ، مرحبا بيك في كل وقت ، انت تفرحني وتسعدني يا مدام ، تفضل فاش ننجم نخدمك ؟
قالتلي :
ما ينفعش نكلمك في التلفون ننجمش نقابلك ؟
قلتلها :
افيك_بليزير . تفضل وقتاش تحب وفين تحب .
كي تقابلنا . تصرفنا بشكل طبيعي مع بعضنا .
قالتلي :
لقيت روحي في الليزونفيرون ، قلت فرصة كان نلقى فيك فضاء نقابلك .
قلتلها :
تفضل مدام ..
قالتلي :
نحب ندخل ديراكت في الموضوع .
قلت بيني وبن روحي :
حبيب طالعلها حتى هو ، ماشي معايا ديراكت في الموضوع .
قالتلي :
انا مكسبي كان ولد واحد . حبيب . وانا وبوه غارقين في الخدمة لشوشتنا . بوه مدير في بانكة اجنبية . وانا عندي معمل متاع منتجات متنوعة للتصدير في قرمبالية . وما عندناش وقت باش نتلهاو بمراجعة دروسو . وساعات تجيني سفرات وكيف كيف بوه زاده . صحيح احنا موفرينلو كل حاجياتو لكن الجانب هذا نحسو اللي احنا مقصرين فيه معاه . على هذا انا قاصدتك في خدمة وان شاء الله ما تخيبنيش . قلتلها :
تفضل مدام . قللي . الشيء اللي ننجم نخدمك فيه على راسي وعيني .
شفت الفرحة في عينيها والبشر على وجهها وهي تقللي :
هكا سهلتلي برشه الامور . انا نحبك تتلهالي بحبيب . ماذا
بيا انت اللي تاطرو . نحبو يعرف ينظم روحو في دراستو تحت إشرافك انت .
قلتلها :
على راسي وعينيا قللي كيفاش .
قالتلي :
انا ماذا بيا كل يوم . ما عنديش مشكلة في الرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية ، ولا في الانكليزية والفرنسية ، الحقيقة هو تحصيلو متوازن في المواد الكل .
قلتلها ،:
مالا إذا كان هو ماشي باهي علاش تحب تاطرو ، بالنسبة ليا نقللك الله يبارك . نعملو تجربه . وكان الامور مشات نكملو .
لكن تسمح لي نقللك اللي المتابعة اليومية تنجم توترو وتدخلو اضطراب على طريقة التحضير ويوللي ضغت كبير عليه ، والأولاد يا مدام كيما تعرف ، في السن الحساسة هاذي ، ماذا بينا ما نكبسوش عليهم برشه ونخليولهم هامش مالحرية والراحة باش يتفرهدوا ويمارسوا هواياتهم .
قالتلي :
كلامك في بلاصتو ، لكن انا عندي ثقة اللي الامور باش تمشي كيما نتمنى . بوجود تاطير من جانبك . حبيب ، عندو سويت في الدار . والدار ماتبعدش برشه ع المدرسة . حكاية درجين ربع ساعه مشي . عاد ماذا بيا تكون الحصص يومية ما عدا الوك_اند . بالنسبة لحقوقك ، تسمحلي نقترح عليك الف وخمسميات دينار في الشهر ، وعلى مدار العام . حاجة أخرى . نحطلك على ذمتك كرهبة جديدة من باكوها على حساب المعمل متاعي ، مع بونوات ايسونس بقيمة ثلاثميات دينار في الشهر .
قلتلها :
المشكلة بالنسبة ليا انا ميش مشكلة فلوس يا مدام ..
ما خلاتنيش نكمل قالتلي :
نعرف يامدام .. خوذ وقتك . خمم . نكلمك الليلة . كان عندك شروط قللي عليها ، وانا مستعده ، المهم نتهنى على ولدي .
كملت القعدة . تفارقنا . روحت للدار مخي داير . تصونيت . فانا عالم نحنا عايشين .
الحقيقة ، المرا كانت متواضعة معايا ومتربية ياسر ، و مالاول حسستني اللي هيا ام ، وأم إيجابية وحنينة ، وما تحبش تكسب الفلوس وتضيع ولدها ، نوع مالتوازن ، يفرضوا الواقع ، وتطلبو المعادلة اللي تحدد التوازن المعقول بين حاجيات الأسرة ، ومطالب العمل والطموح والنجاح .
بمعنى هالنوعية مالناس ، عارفين اهدافهم ، وعارفين اشنية المعوقات اللي ممكن تحد من حرية حركتهم ، وتفقدهم سيطرتهم عالوضع ، الشيء اللي خلاهم ، يختاروا يبذلوا الفلوس.، باش يعوضوا أولادهم عالشيء اللي ما ينجومش هوما يوفروه لاولادهم باستمرار ، عاد لقاو في بعض المربين والمربيات ، نوع مالتعويض وسد النقص .
لقيت في هالاالم الجديد اللي دخلتلو مناخ آخر وطريقة تفكير أخرى وتعاطي مع أمور لولاد والبنات غير اللي كنت نعرفو واللي كنت نشوف عند الأسر التونسية المتواضعة اللي يبداو يجريو ويجريو ، باش يوفروا الحد الأدنى لذريتهم ، شفت هاك الأسر مساكن ، كيفاش ولاو اسرى لنوعية مالمربين ، همهم وللي ما عادش توفير دروس تدارك ، ولكن همهم الأكبر هو فرض دروس التدارك ، مقابل تحسين اسناد الإعداد ، و بالطبع ، ولاو الأولياء مساكن مستنزفين ، ومن
هنا ، تحلت منافذ التعليم الحر ، ووللى الولي يقللك انا ندفع ندفع ، عاد ندفع في مدرسة حرة وما نخليش روحي في هالحالة هاذي ..
المهم . مانيش متعوده نلقاه في الدار . بهتت . قلتلو :
كي سبتك بكري اليوم ؟
قاللي :
تعبت . حسيت بدوخة وارهاق ، تعديت للفارماسي خذيت شوية حرابش ، وروحت عملت تيزانا . شربتها ، وهاني قعدت نرتاح .
كي حكيتلو الحكاية قاللي :
صحة ليك . هاذي جنة وفيها بريكاجي ! الف وخمسميات دينار وكرهبة وايسونس . لو كان يسمع وزير التربية تو هو بيدو يمشي يعرض خدماتو . ...
في قلبي قلت :
قداكش مسطك . انا كياني مشقلب وداخله للغريق .. وانت ما علبالكش . ملا وحلة وحلت روحي فيها ..
.(.نكملو وقت آخر .... )
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire