خزرة عينيه ، فيها برشه كلام ، ملا عينين عليه هالطفل . تبارك الله . خزرت لشعرو لصفر رطب مسيب ، وحواجبو مقرونة ، لونو قمحي ، طول بعرض ، يملأ العين ، قد ما حاولت باش نهرب بعينيا منو . شيء . عندو جاذبية وسحر غريب ، ما هيش في ولد بالعمر هذا ، امو قالتلي :
جا لبوه أصلهم أندلس ، ما خذا مني كان قشرتي !
كي تخزرلو ما يعطيكش عمرو . طول وقد وبدن . تبارك الله عليه . سبعطاشنسنا تقولش عليه عمرو عشرين ، مغروم بالكاراتي ، وأوقات فراغو يعديهم يترانا في الصالة متاع السيتي . ما يتكيفش ، يحب الموزيكا ، بوه شاريلو غيتار ، وعندو حصة في الكونسرفاتوار كل نهار سبت عشية ، ماو امو هي اللي قالتلي ، وقالتلي زادة :
هاوكا على نظرك ما نوصيكش عليه بربي !
في قلبي قلتلها :
يا مدام ، وصيه هو عليا ، الطفل مالخزرة لولى باش ياكلني بعينيه ، وين انا باش نهرب منو ..
نحنا اول العام . القسم اللي اعطاوهولي ، قسم متاع نخبة ، معناها قسم حساس ، وعليه العين ، قاللي المدير :
يامدام ، انت ماشاء الله عليك اعدادك باهية ، والقسم اللي عطيتهولك ، الوليدات والبنيات اللي فيه منقين بالكعبة ، ووالديهم متريشين ، ما يحسبوش الفلوس ، عاد ماذا بيك تنورلي وجهي .
قلتلو :
كون متهني سيدي المدير . واجبي نقوم بيه كيما يلزم ، الله يبارك .
كيفاش نقلت لهنا ، لهالمدرسة المعروفة ، في هالحي المشهور ، في نواحي المدينة ، واللي سكانو مكثرهم ، ينتميوا لطبقة رجال الأعمال ، من مستويات مختلفة ومن أصحاب المهن الحرة ، مهندسين ، أطباء ، محامين الخ .. و بالطبع لقيت الزملاء والزميلات اللي يخدموا فيها ، اغلبيتهم عملوا يدين وساقين باش يحصلوا فيها موقع ، وكيف كيف برشه تلامذه ، والديهم ، عينيهم قريب توللي وراهم ، باش نجموا دبروا لوليداتهم بلاصة فيها .
عاد المسيو متاعي ، جرا لين ساقيه قريب تحفى ، وقريب يبوس الساقين ، باش دبرلي نقلة لهنا .
موش على حاجة ، على خاطر لهنا ، بالنسبة لزوجي عندو حسبة مادية بحته ، الوليدات والديهم متريشين ، في سراهم ، ويهونوا على صغارهم من غير حساب ، خللي عاد كي تبدأ عندك سمعة باهية ، توللي اللي تطلب تاخو . حسبة مالية ما كنتش انا حاسبتها ، كنت حاسبتها مسألة قرب للسكنى متاعى ، وتقليل هرج في المشي والجي ، وتكسير الراس متاع السيركولاسيون ، اللي تعبتني وارهقتني شوية ، بالأخص انا ما كنتش متعودة على هالنوع مالهرج متاع مدينة مجنونة ومرهقة كي العاصمة ..
في المدينة المتوسطة اللي قريت فيها وعشت فيها وقريت فيها ، وحتى المعهد اللي كنت نقري فيه ما يبعدش برشه عالدار ، عاد كي نقلوني اول مرة للمدينة ، لقيت روحي بحكم بعد المعهد عالدار ، متعذبة برشه ..
الفلوس ، والايتودات ، ما كانوش في حسابي ، اللي كان في حسابي ، المتعة والتفرهيد ، والسفر ، والاستماع ببهجة الحياة والانطلاق ..
الفلوس .. ميش مشكلتي ، عمري لا فكرت فيها الا كوسيلة لتحقيق متع الحياة ،
اي نعم ، مرتبي كان يكفيني . لا باس . ما عنديش هواجس ولهفة ورغبة في تكديس الفلوس .
مشكلتي كيما قلت ، نحب نعيش .
في بالي تزوجت باش نتفرهد ، ونعيش ، ونسافر ، ونحب ، ونتحب . في بالي حلمي باش يولي حقيقة و نعيشها ..
وفي بالي ، حتى الراجل اللي اخترتو ، واخترتو بالمواصفات اللي حبيتها انا .. المواصفات البدنية ، ومعاملاتو وطريقة تعاطيه معايا ، سواء في سياق الحياة اليومية ، والا في الفرش ، اي نعم ، لازم نكون واضحة ، الاشباع العاطفي والجنسي ، كانوا في جملة اعتباراتي كي عرفتو وقربتلو وحسيت اللي احنا حبينا بعضنا و فهمنا بعضنا ،
هاذي رفقة عمر ، وعشرة ، الواقع الأمور في الأول ، في الأشهر الأولى مالعرس ، كانت باهية و ممتازة ، ومشات تقريبا كيما كنت نحب ونشتهي ، لكن اتضحلي ، مع الايام وبعد لشهره لولى مالعرس ، اللي انا حطيت ساقيا في الميلوسي .
السيد طلع مهووس بحب الفلوس ، قريب يقدسها ويعبدها ، تفاجات بهاللهفة العجيبة الغريبة ، نهار كامل وهو يحسب ، قداش صور ، رصيدو في البانكة ، يتحدث عالشراء والمكاسب ، واسعار البرطمانات ..
الراجل ما عادش لاقي وقت حتى باش يقعد معايا على طاولة الفطور ، وانا نطيب ونصنف ونميل في راسي ، وننصب هاك الطاولة في الفطور ، والا في العشا ونستناه ، هاو تو يروح هاو توه يجي .. نوللي ناكل النصيب اللي كتب ، ونخللي الطاولة منصوبة ، كي يروح نقللو :
تحب نسخنلك !
يقللي :
لا.. كليت كسكروت في القسم . مالقيتش حتى طرف وقت ، هالغروب داخل هالغروب خارج ، ولينا تفاهمنا انا وزميلي باش نكريو برطمان اكبر ، انا نأخذ زوز بيوت ، وزميلي يأخذ زوز بيوت ، وهكاكا نوللي نراجع لزوز غروبات فرد وقت .. ماك تعرف هاذي ميسرة ، والبني وللى غالي ولازمني نزيد نشري حنى زويز برطمانات في هاك البلايص الهادي .. اووووه قاللك الكرا فيها عالي ، البرطمان يتكرا بهاك الحسبة .
يتكلم والخزران ما يخزرليش ، ما يقدمش حتى اعتذار عالشقا اللي شقيتو ، ما يعطينيس حتى بوسه ولو بالكذب يقللي بيها :
سامحني في تعبك .
والا يقللي :
ما احلاك وما احلى مشطتك ، وما ابن ريحة البارفان ، قربلي خليني نشم ونمغمغ ..
شيء .. النافع الله . لا خزران . لا كلام حلو . يقوم الصباح . درا كيفاش يطش وجهو بالماء . يسلت هاك اللحية . يلبس اللي جا قدامو ويخرج كي المهبول . ما يرجع كان مع التسعة /العشرة متاع الليل . فيسع يمشي يتكب يرقد ، ويخليني مرمية في الصالة بسورية النوم ، بالماكياج ، بالبارفان ..
قلت لروحي :
تفوه على هالرمية اللي رميت فيها روحي .
قالولي :
يامهبولة . القسم اللي انت فيه يدفعوا عليه الهبوط .. ماو اعمل ليتيد تو تصور الخير والبركة .
قلتلهم :
لا . انا كيف نقري دروسي كيما يلزم ، فيه البركة . شبعانة . الحمد لله . انا ما تربيتش عالنهب والهات هات كيما برشه جواعه .
الوليد ، الحبيب ، يقعد في الطاولة القدامية . الحقيقة متربي وعاقل وجدي في الدروس متاعو . كي يدخل يصبح والا يمسي ويخزرلي في عينيا ويتبسم .
الحقيقة الامور بدأت تتحرك عندي .
اي نعم ، نعترف اللي ولاتفيا حاجة بدأت تتحرك ، بالأخص كي يحط عينيه في عينيا . وليت نقرأ في عينيه كلام . المفرخه متاع توه عينيهم صحاح . يمشيو للهدف طول . موش كيفنا نحنا ، ايجاني ونجيك . نبداو نلكلكو لين الحاجة تبرد وتمساط .
نهار ، الناقوس ضرب ، والتلامذه خرجوا ، قعد كان هو ، زعمه زعمه يكمل يلم في ادواتو.. ااااا. هنا ، مكنتني حاجه ميش عادية . قلت هالطفل موش باش يخليني رايضة . قلتلو وانا نلهث وصوتي يرعش :
هيا حبيب . ازرب روحك . زملائك الكل خرجوا ، وانت مازلت تلم في ادواتك .
هز عينيه ورشقهم في عينيا . بهذلني . درولني . هزني . حطني . جبدني . عنقني . باسني . حملني . طيشني عالسرير . مدلي نوارة حمرا . طيرني في العلالي . ملا فروخ متاع توه .
قلتلو :
حبيب ... زيناش توه مالتكركير .
وانا ذايبه فيه ، وصوتي كاينو جاي من برور بعيده كملت :
هيا عاد حبيب ..
عينيه ما هبطهمش . وكاينو تأكد اللي هو غلبني قاللي :
مدام ما احلاك ، وما ازينك ، وما احلى عينيك ، وما احلى شعرك لكحل المسيب على كتافك . انت عسلة يامدام .
هالفرخ ما خلاش فيا عرق ينقح .. ما عطانيش حتى فرصه باش نجبد النفس زاد على مابيا وكمل قاللي :
ماما .. قالتلي :
اسال المدام كان ممكن تعمللي ايتود في الدار .
ما جاوبتوش . مالتبهذيلة اللي تبهذلتها هزيت كرطابتي ، والساكوش متاعي ، وخرجت نزرب كي الهاربة . نسمع فيه ورايا يعيطلي :
مدام . مدام .
ما حبيتش نتلفتلو حتى التلفيته . تلميذة قالتلي :
مدام حبيب يعيطلك .
تلفتت قلتلو :
أ . حبيب ، أش تحب ؟
قاللي وهو يلوحلي في هاك التبسيمة اللي قهرتني :
مدام نسيت تليفونك على بيروك .
خذيتو من عندو قلتلو :
مرسي حبيب.
وكملت ثنيتي نزرب لقاعة الأساتذة .
( ما نطولش عليكم نرجع وقت اخر في الجزء الثاني والأخير .. نهاركم سعيد )
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire