mardi 7 janvier 2020

جروح الراجل الساكت 3/1


ما نعرفش شكون سماني الزربوط .
ولا نعرف ، كيف كيف ، علاش سماوني الزربوط ..
في هاك ليام البعيدة .. البعيدة برشه ، ربطتني بالتيجاني ، صاحبي هذا ، علاقة ود واحترام !
الزربوط !
الزربوط صاحبك !
مستحيل !! ..
نعرف اللي ثمه فيهم شكون يقول :
 الزربوط هذا ، لو كان يمد يدو باش  يصافح الشيطان ، الشيطان يهرب ، ويخليلو البلاصة واسعة وعريضة !
نحب نقلك  :
ما تتغشش مني ياصاحبي ، نحب انا نحكيلك حكايتك !
لتو مانيش مصدق اللي انت ما عادش تنجم تتكلم ، عجزت عالنطق !
كيفاش ؟ وعلاش ؟
اخزرلي عيش خويا ، حاول باش تفهمني ، انا لتو مانيش فاهم ، ولا عايلتك كيف كيف ، فاهمة شيء ، حتى مرتي واولادي ، بهتو .. 
في العادة لسانك كان داير برقبتك ..
ما عندك سو ، لا بأس عليك ، هكاكا لا طاح لا دزوه ، رقدت ، قمت ، بكشت ، ما عادش تنجم تتكلم ، وعندي شك بالكش ما عادش تحب تتكلم .
حالة مالارهاق والتعب من كثر الكلام خلاتك ، تطوي لسانك  في فمك وتسكتو ، وتوقف صوتك ، وليت تتكلم بعينيك ، حتى كي هزوك للطبيب النفسي ، ما نجمش يشخص حالتك ، السمع وتسمع مليح ، وتشوف مليح ، صحيح جاتك متاعب صحية كبيرة ، خرجت منها سلامات ، لكن ...
بعدما استرجعت نشاطك ، ولات عندك حالة اكتئاب ..
علاش يا صاحبي تعمل فيا هكا ..
علاش تسكت ..
مع اشكون باش نتكلم انا توه ..
اه ، نعرفك ماكش باش تجاوبني ..، راسك صحيح . 
لكن انا باش نحكي حكايتك ..
لازمني نعلمك ، اللي انا شفتها بالصدفة ، مع وليد وبنية ، كبار ما شاء الله ، صبية وعازب ، قالتلي :
اولاد بنتي ، واحد في كلية تجارة وعلى أبواب تخرج ، والثانية تخرجت وتخدم ، وعلى أبواب عرس ،
قلتلها :
ربي يونسك بيهم .
فيها الخير ، سألتني عليك .
انت وقتها كنت ، في هاك المرحلة الصعيبة برشه ، كنت بين الحياة والموت ،
نقلتلها المعلومة ، و ياريتني ما قلتلها ، المرا تهزت وتنفظت ، وقالتلي ، وهي مصدومة و مفجوعة  :
قللي فين راقد لازمني نمشي نطل عليه . 
ويلعن بو هاك الصدفة اللي خلاتني نقابلها ، ونقوللها اللي انت تاعب برشه ، شفت في عينيها الدمعة يأتيجاني  قالتلي : 
التيجاني مريض ! فين يرقد  !
كي سميتها الكلينيك  . قالتلي :
اه . اليوم نمشيلو ، بنتي تتعامل مع الكلينيك هاذاكا ،
وودعتني وقالتلي :
زربوط .. يعطيك الصحة كي قلتلي ع التيجاني  ..
اه يا يأتي جاني يا صاحبي ، حكايتك ، بالكش فيها شوية خيال ،
عاد شبيه ! الخيال فيه برشه تفاصيل تشبه للواقع ،
وبالكش تعبر عالواقع ،
انا ، صاحبك الزربوط ، اللي قاعد معاك توه ، ممكن نكون مانيش كيما كنت نحب نكون ، لكن اهي الدنيا لفت بيا واعطاتني مرات وجهها الخايب ومرات وجهها الباهي ، لكن انت ما خيبتش روحها معاك برشه ، ما وجعتكش كيف وجعتني انا ،
صاحبك هذا ، اللي تشوف فيه قدامك ، كيما تعرفني ، ماكنتش نحب الكذب والتبلعيط ، و بالطبيعة هاك الجدية هاذيكا دفعتني برشه اثمان ، 
وفي الدنيا هاذي ، كيما تعرف ، عرفت عباد  شفت فيهم الباهي وشفت فيهم ، اشكون يفركس على منفعتو ، وما يهموش إذا يعفس عللي في ثنيتو ويتعدى ، ما في بالو
بحتى شيء ، ماكينات ، تدور وتمشي وترحي !
الحمد لله اللي ما ترحيشتش ، ووصلت لبر الأمان ، لكن الثنية اللي مشيت فيها ، كانت صعيبة برشه ، وما كنتش راضي على على وانا ماشي مع السيستام ، لكن اش تقول ، ما لقيت كان الثنية هاذيكا ...
انت يأتيجاني ، حكاية أخرى ، ذيب ، عرفت كيفاش تسلكها ، ووقت اللي ريتهم يزفرولك قفزت بروحك ومنعت ، كسرت قلمك ،. عفست على قلبك ، وشديت ثنية أخرى !
ياصاحبي !
تحب والا ما تحبش يأتيجاني ، ونحنا هنا انا وانت ، واليوم وفي العمر هذا ، ما نجمش نخبي عليك ، كيفاش كنت نحب نحكيها حكايتك ، بره قول انت :
الزربوط يستخايل ، والا يهنتش ، والا يهز ويسبط ، ووللى
يهتري ، وكبر ، وما عادش يضبط . قول اللي تحب .. 
اما بربي خليني نحكيهالك ،
انت برك ترشف قهوتك ، واخزر للبحر ، وخللي النسمة تضربك ،  واسمعني ،  وخليني نحكي ، على خاطر المهم ، هو كيف انا ركبت الحكاية من اولها ، في  هاك الزمان البعيد
، في مخي ، لكن قعدت ساكت ، كل مره نقول لازم ، نتعدى حاجز الحشمة ، و نحكيها . 
حكاية صغر وطفولة ، وحكايتك انت وهاك المجنونة ، الحلوة المليانة ، اللي قشرتها قمحي ، اللي تحطك قدامها ، على هاك البنك الصغير ، وتحط ساقها عالمانيفال متاع ماكينة الخياطة ، وتعمل روحها تخدم ، وهي بالمنجد تخدم ، لكنها تخيط ، وتخزرلك من تحت لتحت ، ومن بعد تأخذ ترتيحة ، وتحط ساق على ساق ، وتسرق خزره لوجهك ، باش تشوفك فين ترمي في عينيك ، المنديلة البيضاء المشقوقة ، اللي لابستها عالغونيلة ، وقت اللي تحط ساق على ساق ، يبان كل شيء ، وانت قدامها ، قاعد زعمه زعمه تقرأ في كتابك ، والا في كراستك ، كنا نحسدوك على هاك الحظ اللي رامي عليك جوانحو .
هي كانت كي تتعدى ، الدنيا الكل تتهز وتتحط .
وكي تمشي ، وكي تضهر ، وكي تدور ، الواحد ساعات ، يوللي ماذا بيه يلحس التراب اللي تعفس عليه ، ملعون هاك الزمان ، قداش كان الواحد جيعان ومشتاق ، اوووه ، والا وقت اللي تبدى متعدية ، تتبختر وماشية للسكنى متاعها ، الرقاب بكلها تتلوى ، ونحنا صغار ، مراهقين ، الواحد منا كي يتمد على سريرو ، ويسرح بيه الخيال ، في ظلام الليل ، ويتخيلها هي بين يديه ، وهو يبوس ويعنق  ويمغمغ حتى لين يوللي يلهث ويلبو العرق !
كنت ديما سكوتي !
فين التيجاني ؟
وين مشى التيجاني ؟
ابدا ديما بحذاها ، حتى نهار السبت ، كي الناس تروح ، تهزك ترقد بحذاها .
تخاف مسكينة ، تحب الونسة ، ونهار سبت ، ما يقعد كان اللي يسكن بعيد ، وهي واحدة منهم ..
هكا ديما ، كل نهار سبت عشية ، تهز فاليجتها ، وتمشي للحمام ، وتروح مالحمام  هكا تقول .، تلق لقان ..
صحه ليك ،،
كنا نحسدوك عالنعيم اللي انت فيه ..
اشكون يجي لبالو ..
ولد صغير ، نظيف وعاقل ومتربي ، وهي مرا صغيرة  كهبت عالثلاثين  ، موش ممكن يشكوا في حاجة هكا والا هكا ، ما ينجموا يقولوا كان :
الطفل كي خوها والا كي ولدها . اش كان عليه كي يبات بحذاها ويونسها ..
يونسها  ؟! 
تحطك قدامها ع الطاولة ، وهي في غونيللة ، وتعشيك وتدللك ، وتمدلك الغلة ة تقللك  :
كول ما تحشمش .
ومن بعد تهزك تغسل يديك ، وتغسل فمك بالدونتيفريس ، تقللك هاذي الشيته متاعك انت  ، لازمك تغسل فمك مليح  باش تستحفظ على سنيك .. فهمتني .
تقوللها  انت :
باهي متفاهمين . 
من بعد تهزك لبيت النوم متاعها ، تجبدلك بيجاما مخلياها بذكمتك في الخزانة ، وتلبسهالك . بيجاما نظيفة ومرتوبة .
وتقللك :
تو تمشي تغسل ساقيك .
وتمشي تغسل ساقيك ، ماك حتى انت نهار السبت عشية تمشي معانا للحمام زاده ..
لكنك تسمع كلامها ، وتغسل ساقيك بالصابون الممسك ، ومن بعد تنشفهم ، وتحطلك الشلاكة بوصبع اللي شاريتهالك ، تلبسها ،  تفوحلك بكونوليا ريحتها تفتق ، ميش كي هاك القوارس بوذروح ، اللي نشريوها مالنصب نهار السوق باش نفوحو بيها . 
وتطلع عالفرش ياصاحبي . تحطك في شيرة الحيط ، وتعرضلك مسند ، باش كي يهزك النوم وترقد  وتتقلب على جنبك  ، ما تلصقش للحيط . 
صحة ليك . قداش كنا نحسدوك عالوضع اللي انت فيه معاها ، صحة ليك ، ومللى زهر عندك في هالشياح اللي كنا  نقاسيو فيه نحنا .
الزح ، تي احنا كنا كي نشوفو طفلة ، والا مرا لابسه السفساري وماشية تتهنكر ، نولليو نتهزو ونتحطو وتتحل فينا جعفرية . 
كي تطمن عليك ، وتحطلك المخدة ، وتقربها لمخدتها ، وتقللك :
لازمك تقرب بحذايا ، باش كي تدور  ، جنبك ما يجيش في الحيط ، ومن بعد  تحل هي الراديون وتقللك :
 تحب تسمع المسلسل .
تقوللها انت :
ميسالش . كيما تحب .
هو انت يأتيجاني ، ثمه حاجة من عندها ، والا فيها ما تحبهاش ياصاحبي . راك افة زرقه ، واد ساكت ، وحامل ،
ما تسمعش هديرو .
تمشي هي تطفي الضوء ، وتخللي النموسية تشعل ، ضوء احمر  وخافت ، تنحي الروب د/شامبر ، تقعد في غونيلة ، غونيلة بيضاء ، قصيرة ، يادوب تغطي شوية من افخاذها ، ولكن الصدر يبقى محصور في سوتيان ، ما نجمش يستوعب بزازلها ، بزازلها المشحوطين ، بحيث شطرهم يقعدو دازين على قدام ، كاينهم يتحداو في عطشنا ، وجوعنا ، وحرماننا ، وخيبتنا ، وزهرنا المقود .. وسمانا الزرقاء ..
تعرف ياصاحبي ، في هاك الليلة لولى اللي بيتتك عندها ، كانت ليلة بالنسبة ليها وبالنسبة ليك زاده ، ليلة حلوة وليلة
ما تنساش ..
والله كايني كنت حاضر ، ونتفرج عالمشهد ، وأنا شاعلة فيا نار تحرق ، لهبتلي كنيني ..
كي طلعت بحذاك عالفرش ، حطت زندها وقالتلك  :
أقربلي . اشبيك بعيد . حط راسك على زندي .
ومدت يدها نحات فلس الفيسته متاع البيجاما ، وقالتلك :
ما سخنتش . ياسر سخانة . بالعمل نحيت الروب/د/شامبر على ماهي الليلة سخونة .
نحيت الفيستة وقلتلها :
بالحق الدنيا سخونة شوية . وحتى كان بردت ، هانا متغطين مليح .
حطت يدها على شعرك ومشات صوابعها ، ومن بعد وشوشتلك في وذنك ، وشوشتلك؟ قول حطت شفايفها على حلمة وذنك وقالتلك :
تيجاني .. اه ... زيد .. زيد اقربلي . حط ساقك بين فخاذي . يأتيجاني .. خلينا ندفيوا بعضنا يأتيجاني .
وهبطت يدها ، وبدات تنحيلك في سروال البيجاما وهي تقللك  :
تيجاني . نحي سروال البيجاما . حتى هو قطن يزيد يسخنك ، اقعد في الكلسون يزي ، تي انا حتى مالغونيللة باش ننحيها على ما فديت .
ونحات الغونيلة ياتيجاني  .
وقربتك لصدرها ياتيجاني  ،
ومدتلك الحلمة متاع بزولتها ياتيجاني وبدأت تلهث ، وقالتلك  :
ارضع ياتيجاني .
حطها في فمك وارضعها ياتيجاني  .
تعرف علاش ماو .. على خاطر نحب نعرف البنه متاع الرضاعة ، باش كي نجيب ولد والا طفلة ، نعرف نرضعهم .
اه يا تيجاني ياصاحبي يا عفريت  . 
ويقولو عليك متربي ،
ويقولوا عليك عاقل ، وصغير ، وناس ملاح ، قريب يعملولك  جبه خضراء ويردوك ملايكة تمشي على وجه الأرض . واحنا  ، المغبونين ، المكبوتين ، اصحابك ، ناكلو في رواحنا  ماكله ، ونتفرجو في العجب و ساكتين ، صاحبنا ، اش ننجمو نقولو ..
ههه .. ترضعلها بزازلها  ، باش توللي تعرف كيفاش ترضع صغيرها كي تجيبو للدنيا  ههه .. يا وحيد انت ..
-------------------------------------
إلى الحلقة الثانية

samedi 4 janvier 2020

الحب في رواية تونسية قصيرة . ( العجوز يثرثر )


كان حبيتك من فوق ، تقللي :
أشنوه هالتكبر ، تواضع شوية وتعالالي  .. 
كان حبيتك من تالي ، تقللي :
 أشنوه ماعجبتكش كشختي ، مللى رويق هذا .. 
كان حبيتك من قدام ، تقللي :
 شبيك رامي عينيك عليا ، من هوني ، ومن غادي ، عندك حاحة مخبيها في شوني .
كان حبيتك ماللوطة ، تقللي :
هز راسك لفوق ، خليك بكرامتك ، اللي يحب ما يهبطش راسو .. 
كان حبيتك عالجنب اليمين ، تقللي :
 ما يحوكش أن شاء الله ، شبيك تخزرلي مسارقة .. 
كان حبيتك عالجنب اليسار ، تقللي :
 ماو لا بأس ، عجبتك الخوصة اللي في وذني ، تهنى راهي فالصو ، مذرحة ..  
كان حبيتك ومشيت ، تقللي :
 إيجا لهوني ، ياخي اللي يحب يخاف ، ويمشي فيسع ، كاينو هارب ، رانا ما ناكلوكش .. 
كان حبيتك وجيت ، تقللي  :
 وه ، عالحس تقسم الباي ، أشبيك مزروب ، الصوف يتباع بالرزانة.
كان حبيتك وتحيرت ، تقللي :
آشنوه اللي  يحيرك ، ياخي فما حاجة ريتها مني .. 
كان حبيتك وتهنيت ، تقللي :
ياوعدي ياوعدي ، الناس ترقد وانا نبات ساهرة وحدي .. 
كان حبيتك وفرحت ، تقللي :
 ياخي هبلت ، آش توتى عليك .
كان حبيتك وحزنت ، تقللي :
 شكون قاللك حبني ، وانا راني ماقتلكش نحبك .. 
كان حبيتك عالأخضر ، تقللي :
 شبيه لحمر دوني .. 
كان حبيتك ع الأحمر  تقللي :
 من أولك ناوي عالخنن ، ونيتك ميش صافيه .
كان حبيتك عالألوان الكل ، تقللي  :
 شوف ، أنا الترهدين ما نحبوش ، ياتحبني عالأبيض ، ياتحبني عالأكحل ، اللون اللي هكا وهكا ، راني تطيرلي منو ، ما نهضموش .. 
كان حبيتك ومديتلك وردة حمرا ، تقللي :
شنوه زعمه زعمه رومانسي .. 
كان حبيتك وقلتلك  :
ما احلاك وما احلى زينك وعينيك ، وما احلى شفايفك ، وما احلى فارتك وتهنكيرتك ومشيتك ، وما أبن ريحة البارفان اللي عاملتو ، تقللي :
 أسمع ، أدخل طول في الموضوع ، ويزي مالمقدمات .. وهاني من تو نقلك ، التحرش راني ما نحبوش ..
وكي نقللك :
من فضلك لازمك تفرق بين التغزل واتحرش ..
تقللي :
عيشك يزيني مالفلسفة والتدوهين ، كي تقللي ما أحلى فاراتك وما احلى شفايفك ، اش معناها تره .. وكي تزيد عليهم المشية والتهنكيرة ، اش قعد تره .. 
كان حبيتك ودخلت في الموضوع من غير مقدمات  تقللي :
 صار أنت هذا علاش ناوي ، أنا راني مانيش متاع هذا ، أعرف في أشكون قاعد تكلم .. 
وكان حبيتك وعملت مقدمات ، فيها كليمات من هنا ومن غادي  تقللي :
وووووه ، ياخي هكا ، طول لا طاح لا دزوه ، ماو نتعرفو على بعضنا قبل ، وندرسو طبايع بعضنا . 
كان حبيتك وفي يدي جريدة ، تقللي :
 خيت عليك هو انت من جماعة الثقافة ، وووه عليا ووووه ، صار أنت مالجماعة اللي يقراو في الجرايد ، ما تقللي تحب تقرأ الكتب زاده .. 
كان قلتلك :
ايه ، نقرأ الكتب ، وعيب عليك ، قداش فكرتك خايبة عالمتثقفين ، المتثقفين راهم نوارات البلدان ، وفنارات الشعوب ، ما تقولش عليهم هكا ، تقللي :
ما امسطهم هاللي يقولوا عليهم متثقفين ، ما نطيقش نتفرج عليهم في التلفزة ، فيسع نمشي نلوج فيلم ..
وكي نقللك  :
هو انت تشوف متاع التلفزيون ، وتقيس عليهم في المثقفين  تقللي :
علاه ، ياخي عندكم ما خير ،
وكي نقللك :
ايه ايه عنا برشه ، شعراء ، وناس تكتب الأدب و القصص ، وناس تبحث وتبربش وتفكر ، تقللي  :
عيشك يزيني من هالرويق البارد ، عفت الأدب راني مللي انا في الباكالوريا ، خللي عاد ، كي نقراو على هاك السد المحنون متاع المسعدي ، اللطف وبره ، راني عام كامل وانا نقرأ في السد ونعاود ، لين عديت الباكالوريا ما فهمتش اش يحب يقول ، ههه ، قاللو هلهبا هلهبا صبحت صاهبا ، ههها ، انا وصاحباتي كي يجي الدرس عليه نقولو :
اليوم عندنا حصة هلهبا وصاهبا .. ويبدأ هاك الأستاذ يتهز ويتنفض ونحنا ما على بالناش ..
وكي نقللك :
راو المسعدي يطرح في السد قضيايا وجودية تتعلق باردة الكائن الإنساني ، وقدرتو على مجابهة الصعاب واثبات ذاتو ، و التحكم في مصيرو ، تقللي :
ووووه على دين امي وووه ، عيشك اخطاني ، مانيش ناقصة تكسير الراس ، راني قعدت نص ساعة في الحجامة فلقتلي راسي ، ما تزيدش تكمل عليا انت ، بلا قاللو شعراء و حكايات فارغة ، فك عاد ، اقلب عليا هالصحن ..
كان حبيتك وانا زاهي وفرحان و نغنيلك في غناية عم اسماعين بين الوديان ، تقللي :
موش حلو ، عاد انت تحب الربوخات حطيت حبوبة خير ، اش بيها غناية روح مالسوق عمار .. 
كان حبيتك ، وفي يدي كسكروت كفتاجي :
 تقللي ، خيت خيييت ، مللى فقري ، هاي حتى كرشك ميش لاقية فيك الخير .. 
كان حبيتك وأنا لابس كسوة موهرة ، تقللي :
موش حلو ، ياخي ماشي لعرس .. خليك كول ..
كان حبيتك وانا لابس دجين ، تقللي :
 شنوه هالتزوفير ، ياخي هذا سروال تقابلني بيه ، لوكان يشوفوني صاحباتي ، تو يقولولي ، ياخي عندك دهينة في الدار .
كان حبيتك وانا محجم لحيتي ، تقللي :
س/با/بوووو/كوم/صا. 
كان حبيتك وأنا مسيب اللحية ، تقللي :
 خيت لحيتك تجيب الشبهات ، تقولش عليك خوانجي .. 
كان حبيتك وقلتلك :
أنا راني من ذراع بن جودر ، متاع آعتصام هاك النهار تقللي :
وجللين ، بكلنا توانسة ،
ومن غدوة ماتهزش عليا التلفون وتبدل البوس ، رغم اللي أنا نعرف اللي أنت أصيلة  سيسب البو عالجد ، ومولودة في سيسب . 
كان حبيتك وقلتلك  :
ما نسمع كان وردة ، وصليحة ، كيف يغنيو من فراق غزالي ، فيسع توللي في المعارضة وتقللي :
موش حلو ، أنا نسمع كان عبد المطلب ، كي يغني الناس المغرمين . 
كان حبيتك وانا عندي كرهبة مضخمة ، تقللي :
بربي كرهبة شكون . 
وكان حبيتك وانا عندي كرهبة مرهزة سيري 75 ، تقللي :
خيييت ، هاي خردة ، وتسميها كرهبة هاذي . 
كان حبيتك و قلتلك :
 فين تسكن ، تقللي :
موش وقتو السؤال هذا .. 
كان حبيتك وقلتلك :
ما تحبش تعرف وين انا نسكن ، تقللي :
نعرفك فين تسكن ..
ونعرف فين تخدم ،
ونعرفك قداش تصور ،
ونعرفك مع شكون تقعد ،
ونعرفك فين تقعد ،
ونعرف عمرك قداش ،
ونعرف البانكة متاعك ،
ونعرف القهوة اللي تقعد فيها ،
ونعرف الطفلة اللي كنت مصوحبها ،
ونعرف بنت خالتك اللي كنت خاطبها ،
ونعرف المتوظفة اللي حبت ترمي عليك بلاها ،
ونعرف قداش مزالك في القرض باش يخلص ،
ونعرف الحزب اللي أنت معاه ،
والحزب اللي يخلص فيك باش تتجسس عالحزب اللي أنت فيه ،
ونعرف بنت المدير اللي حبيت تاخذها ، ولقيتها مع صاحبها في بحذا البلايص ،
ونعرف الهجالة اللي مشيت باش تعمل معاها عمرة ، زعمة زعمة تعمل في الخير ، ورقدت معاها غادي ، وكي روحت قالت لأمها :
اسكت ياميمتي ، لقيت ولد حلال ، مللي مشينا للي جينا ماخلانيش نهز يدي لراسي ، الليل واش جابك ياليل ونحنا نعملو في التهجد ..
وتلفتت لصاحبتها قالتلها :
أما وخيتي آش نحكيلك ، الليل واش جابك ياليل وهو يمخض فيا ، ألناس تعمل في التراويح ، وهو يعمل في القباحة ..
حتى كيف صاحبتها قالتلها وهي تطرشق في لوبان الحج :
وووه يعطيك ! تو هذا حلو ! 
قالتلها :
بربي اش نعمل لعمري ! عالاقل غادي ما نجيبش لروحي  الشبهات ! وزيد هوما الكل يتهداو بيه ، والا هاذي تقللي محلاه راجلك ! أما ايجا نقللك ، والله النهارين لخرانين شديت روحي بالسيف ، وماخليتوش يعمل حتى شيء !ياشومي قلت ! فلوس العمرة كمبيالاتهم مقيدين على كرومتي ، ونزيد ما نحصلش حتى عمرتين والا ثلاثة !
وسمعت صاحبتها تسأل فيها :
اشنوه كبير والا صغير زعمه !؟
قالتلها :
يعطيك اش باش يقول فمي ، نعرفك راني ، ديمة نيتك مطبسة ، وما تلوج كان عالكاليبروات..
ومسكتتلهاش صاحبتها قالتلها  :
تي اشبيك هكا ، وين مشى بيك مخك ، نسأل على عمرو ..
قالتلها :
اشنوه ! ناوية عليه !؟ هاهاها .. انا راني مانيش مغيارة ! قللي ، كان تحب العمرة الجاية نمشيو جميع ونهزوه معانا !
قالتلها :
وووه يعطيك ، والله شهيتني  ! 
ياخي طبست عليها الحاجة وقالتلها : 
 شهيتك في العمرة والا فيه !؟
ضحكت وقالتلها : 
باش تقتلني بالضحك . في لثنين ، في لثنين  ، هو والعمرة !
بالك تحسبني درويشه وبنت باب الله ، ااااه ، رد بالك ، راني طايحة مالسلوم ومكردغة ، ولحمي مر ، واعرف مع اشكون تلعب ..
نعرف راني كل شيء  ..
ونعرفك علاش تمشي وعلاش تجي  ..
ونعرفك وين تحب توصل  ..
بره ابعدني وزيد اقرا دروسك مليح .. 
بره آمش ألعب بعيد .. 
راك ما تلعبنيش ..

تحرش 3/3


ما نعرفش شبيه كياني تشقلب .
لا . الحقيقه نعرف .
هالطفل بخزرات عينيه زعزعني . رجني .  هزني وحطني . تصويرتو ما عادتش تفارقني . ضحكتو . خزرتو . مشيتو . وقفتو . قعدتو قدامي عالطاولة . خزرة عينيه نار ..
تتسلل لكل منطقة في بدني .
 اشبيني هكا .. 
اشبيني وليت مدروله وما ندل حيرة .. تقولش عليا مراهقة .. اشبيني نخزر لتفاصيل بدنو ، وجهو . شعرو . حواجبو المقرونين . خدودو . رقبتو . صدرو العريض . راجل . فحل !
اه .. ياميمتي . 
وحدي في هالمدينة . ما أبعدك عليا . 
اه لو كان جيت بحذايا ، تو نفرغلك قلبي . ونحط راسي على صدرك ونقللك :
 يامي راني نحب . راهو ما عادش فيا . تغلبت . لوكان .. لوكان يامي .. لوكان .. بنتك ذوبها هالبوغوس .. راهو فرخ صغير رجعني لسنين صغري .. حصرني ..
ما لقيت وين نهرب منو .. 
الراجل اللي غلطت واخترتو ، طلع ما عندوش بلاصة نتخبى فيها ..
 ما عندوش لا قلب ولا احساس ..
 نهار كامل وهو يحسب ..
وبنتك يامي موجوعة ، وحدانية ، وغريبة ، عايشه مع روحي ماعندي لشكون نشكي .. 
هالولد ترمى قدامي .. نلقاه كي الدواء ..
ما ننكرش اللي انا اللي بديت ..
انا اللي تضربت فيه ..
واش كان عليه يامي ..
بنتك ما كانش تعرف الحب قبل ،
والحب يامي ، ما يعرفش وما يعترفش ، لا بسن ، ولا بوقت ولا بمناسبه ..
 حاجه تشبه للقضاء والقدر ..اذا دق باب القلب .. يدق يدخل ، ما يستناش ، ما يمهلش . 
طلعني للسويت متاعو ، وهو شاددلي يدي ، عريس شادد يدين عروسه ، في يدي بوكي النوار ، والكتاب ، وساكوشي قريب يطيح من على كتفي ، دايخة ومانيش دايخة ، نسمع في كلام من فمو عسل يقطر بالفطرة :
 تفضل يامدام .
يااحلى مدام ،
ساعد روحك ،
كان الدروج عالين عليك نحملك ،
انا فرحان اللي انت جيت ،
قلبي باش يطير بالفرحة ياعزيزتي .
يقول الجملة ويأخذ راحة ، يسكت شوية ، تقول عليه يخللي الوقت لكلام باش نسمع ونتبننو كلمة كلمة ..
فنان ، ورقيق .. 
في الدرجة لخره ، خذا من يدي بوكي النوار ، ومشى لرقبتي ، باس وقاللي :
مرحبا بالزين والعين !
وحط بوكي النوار بحذا الفاز المحطوط عالعلجية ، ومد يدو خذا الكتاب ، كتاب بلقيس متاع نزار ، حل البابيي_كادو ، وقرأ العنوان ، باسني من رقبتي مره اخرى ، بوسه ذوبتني وقاللي :
نزار قباني ، والنوار ، وانت ..
وكمل جبدني ليه بلطف ، وعنقني ، مافقت كان بلسانو في فمي ، بعدني شوية ، وخللى صدري على صدرو ، وخزرلي في عينيا وقاللي :
انت مرا حلوة ، ومزيانة ، أميرة ، وانا تضربت فيك من اول ما ريتك هابطة من كرهبتك ، قلت :
ياربي ان شاء الله هاذي تكون استاذتي ، ياخي ربي ماخيبنيش طلعت انت استاذتي وحبيتي !
حط يدو وحضنني بلطف ، وحل باب السويت وقاللي : 
ج_فو_زانبري_شار_مدام !
حط يدو على لوحة حروف الحاسوب غناية الجموسي : 
كي جيتينا مرحبتين .. كي جيتينا ماشمت العادي فينا ..
حبيت زعمه زعمه نقاوم .. قلتلو ..
حبيب .. راني جيت باش نراجعلك دروسك ..
قاللي بعدما جبدني ليه وذوبني فيه : 
عزيزتي ، ما فماش ما احلى من مراجعات الحب بين ملكة جمال كيفك وتلميذ جيعان مشتاق كيفي انا ..
قرا في عينيا جواب قلت فيه : 
انا ياحبيب المقهورة ، والجيعانة ، والعطشانة ، والمشتاقة ياحبيب ..
ما استناش ، نحالي الفيسته علقها وقاللي : 
اقربلي .
حط صوابعو على شعري ، وقرب عينيه من عينيا ، وطبس على رقبتي ، وشمشم ، وباس ، ولحس ، ووشوش في وذني بكلام ، حلو ورقيق كي النسمة ، عمري ما سمعتو ، دوخني ، شديت من كلامو  كان :
 ريحة البارفان متاعك حلوه ، لكن عينيك احلى ، وشفايفك .. اعطيني هاك الشفايف خنمص ..
يتكلم ، ويشم ، ويبوس ، ملهوف كيفي ، ومشأت صوابعو لفلس السورية بدأ ينحي بالفلسة بالفلسة ، لين كشف على بزازلي ، مافقت كان كي لوحت السورية ، ونحيت الجيب ، وتعدات صوابعو للسوتيان ، وخذات شفايفو بزازلي ، وشعلت النار ونحن نسمعو في صوت ورده :
بتونس بيك .. وانت معايا .
مشيت في عالم آخر ..
قاللي : 
نزيدو ...
قلتلو بعينيا : 
اه .. نزيدو .. علاش ما نزيدوش .. يااحلى وابن والذ راجل ..
حتى البارفان متاعو متاع كبار ، قاللي وهو يلحس في رقبتي بلسانو :
فهرنهايت ..
تعديت انا لرقبتو وبست ولحست وانا نلهث ، وعديت يدي على سلسول ضهرو بلمسات كي دبة النمال قاللي :
مااحلاك ، زيد كمل يا عزيزتي ، محلاك كي تلعب في مناطق الجزاء ، وضحك وضحكت ، قلتلو :
هاو الفهرنهايت بالحق ..
ومشينا .. ذبنا في بعضنا ..
هالفروخ متاع توه ، حاجة من وراء العقل ، يشقلبو الكيان وشربو العقل ياميمتي ما ريتش هالبنة وهاللذة وهالكيوف هاذي الكل !
شوف كيفاش ، يضرب الغيتار ، ويحط الجموسي ، وورودة ويعمل هذا الكل وهو السبعطاشنسنا ما غلقهمش ..
قام للفريجيدار جبد دبوزة شامبانيا ، فجعني . قلتلو :
حبيب .. شراب زاده .. تو باش نخليك ونخرج .. 
ضحك وقاللي :
هذا موش شراب يا عزيزتي ، هذا نوع مالشمبانيا الفينو .. الفينو ياسر .. دبوزه دغبرتها لبابا ..
وما استناش ، صب ليا وليه ، ومدلي الكأس ، ورجع بحذايا للفرش ، وحط حلمة بزولتي بين صوابعو ، وقرب كاسو لكاسي ، وحط فمو في وذني ووشوشلي :
في صحة احلى عروسه واجمل طفلة .. في صحة الملكة .. ملكة الحب والجمال والاناقة .. والعلم .. ماننساوش العلم ..
وشرب وشربت ..
قاللي :
هذا كأس الحب ..
وبدأ يغنيلي ويضرب عالغيتار :
كي دار كأس الحب بيني وبينك وسكرنا لثنين .. 
وانا تتمايل كي السكرانه سكرانة وموش سكرانة ، ذوبني هالطفل وفرعسني : 
اه .. اه.. ياحبيب ، راك هبلتني ،  هذالكل يطلع منك ..
هبطت يدي تحت صرتو .. وقلتلو :
زيدني ياروحي ..
قاللي :
اش تحب نزيدك .. عينيا !
قلتلو :
اسم الله على عينيك ياعزيزي ..
الحب والشامبانيا .. 
كلاني بخزرات عينيه .. وكليتو بعينيا .. 
من بعد ..تحطو الكيسان عالطاولة .. 
رجعنا بعدما فقنا.، قلتلو :
حبيب .. توه لو كان يدخل علينا  بوك والا امك ، واحنا هكا عرايا في سريرك ، اش يقولو عليا !
عاود حط يديه بين افخاذي وقاللي :
يزي مالخوف ؛ وخللي السلطان يدخل للقصر .. وخللى صوابعو .....
قاللي :
انت في القلعة متاعي اشكون ينجم يدخل ..
كانت عشوية لذيذة وحلوة ، تجنن ، تعدات فيسع ، من غير
ما نشعر ، في رمشة .. 
ترمينا  في البانو/الجاكوزي ، وعشنا الحب في الماء ، قلتلو بين البهته والدوخة ، وهو حاططتني بين افخاذو وبزازلي بين  يديه :
حبيب .. ما تقلليش منين تعلمت هذا الكل ؟
باسني من رقبتي وضحك ووشوشلي في وذني :
مالدنيا والحياة ياعزيزتي !
روحت للدار . بدلت حوايجي . قعدت عالفوتاي .جبدت الحاسوب . حطيت عبد الحليم قارئة الفنجان ..
اشنوه هذا لازم التلفونات توه ، طلعت عالخط ام حبيب  ، كلمتني فرحانة باش تطير مالفرحة قالتلي : 
يعطيك الصحة يا مدام . حبيب تو كان معايا في التلفون ، فرحان ، ويشكر فيك ويمجد ، قاللي :
ياماما قداش جونتي المدام ، اليوم حددنا برامج المراجعة ، واتفقنا عالاوقات ..
اسمع هالطفل اش يطلع منو ..
والله لتو ناسية اش قلتلها من كثر الشي اللي ريتو اليوم العشية ..
اللي بهتني حبيب .. عيشني في دنيا ، وفي عالم ماكنتش نحلم بيه ، هالفرخ البوغوس ، اش يطلع منو . تبارك الله عليه ، هذا اللي يقولوا عليه راجل يوكل  ويشبع !
 ما حلاه وما ابنو  ..
هاذي أول مرة في حياتي ، مع حبيب ، عرفت شمعناها راجل !
مشيت بخيالي ، نعاود في شريط اليوم انا وحبيب  ، وانا زاهية وفرحانة وسعيدة  ، 
تحل الباب ، دخل قربلي ، ريحة الدخان تغدج ، وقاللي:
ااا.، شنوه ، تعدات باهية حصة اليوم .. 
ومن بعد كمل :
ان شاء الله تكون عند كلمتها وتعطيك كرهبة جديدة ..
 قلتلو:
عادي تلميذ واحد  .. ماخذه راحتي معاه .. وتعطي كرهبة والا ما تعطيش انا حسيت اللي انا باش نكون مرتاحة .. 
قاللي :
صحه ليك عندك الزهر ، اما كي تعطيك كرهبة خير ، لخره ندبرو افار باهي ، تبيع كرهبتك ، باش نكملو الصبة الأولى متاع برطمان النصر ..
اوووه على سعدي المنيل ..
انا مشيت ، خرجتو من دنيتو ، وهو مازال يحسب في الحسابات الفارغة ، قلتلو بتنرفيز  :
ما نبيعش كرهبتي ، تعطيني المرا كرهبة ، والا ما تعطينيش ، وما تعمل على فلوسي باش تشري البرطمانات ، حاصت باصت ، نطلب نقلتي ونرجع للبلاد ، بابا بانيلي دار نخرج الكاري ونسكن فيها ..
تبهذل بالرد متاعي .. 
دنكس راسو ..
خليتو ورميت روحي عالفرش ولوحت عينيا في السقف ، خزرت للثريا اللي عديت وقت باش نختارها و نجيبها معايا في الجهاز متاعي ،، 
اااه ... فعلا  ، اول مره ، من سنين يطلع عندي الزهر !

jeudi 2 janvier 2020

تحرش 3/2


 صباح الخير يامدام . نسمع في الصوت . تلفتت نلقاها هيا . مدام امال ام حبيب . صبحت عليها وقربنا لبعضنا تباوسنا . مااحلى ريحة البارفان متاعها . تقتل . الحقيقة  مرا ملايكتها خفيفة ووجهها منور بكلو بشر . مرا فينو  وكلاس في لبستها في كلامها . مرا عندها الريشة . قالتلي: 
اووووه ما احلاها مشطتك ، تبارك الله ،
قلتلها :
يعيشك يا مدام من ذوقك الباهي .
قالتلي  :
اش باش تقول ، أو ووه  يعطيني ، مشغشبة راني ، اه ،  البارح قلت لحبيب بربي سلملي على مدام وهيبة ، هاك الاستاذة التحفونة . وراني نمشي ونوصي فيه باش يقعد عاقل . هو الحقيقة حبيب عاقل .. 
ومن بعد قالتلى وهي تمد يدها باش تبعد خصلة من شعري لوحتها نسمة الصباح على جبيني  :
اووووه باش نعاود نقللك ، مااحلاه شعرك وما احلى الصبيغة اللي عملتها ، وما احلى مشطتك . زادت فيك الشطر . تبارك الله عليك  بكلك تتزرط زرطان .
حشمتني على روحي . وقلت في قلبي ، حتى انت ام حبيب ، إذا كان لسانك انت هكا يغزل الحرير ، مالا ولدك تايبين لله
 الا ما يطير بيا طيران ، علاه يا مدام اش عملتلكم  انت وولدك عليا .
تفكرت هاك المغبون راجلي . تنهدت تنهيدة خفيفة وقلت  : 
اشكون اللي يعرف يرى ويخزر كيفك انت يا مدام ، اعطيه عينيك  وعينين حبيب ، وياذنوبي كان يتعلم ويفهم ، ومن بعد قلتلها :
ووه يامدام يعيشك ، زدت حشمتني على روحي ، ما خير منك وما احلى منك حد . وصلني سلامك ، يعطيك الصحة ، الحقيقة حبيب وليد باهي ، ما شاء الله عليه ، حطو عالجرح يبرا .
باستني ، وعنقتني ، ومن بعد حطت عينيها في عينيا وقالتلي : 
اسمع  ، والله هبطت على قلبي عسلة مصفية ، حبيتك مللي شفتك ، كايني نعرفك من زمان ، ايا يزينا مالرسميات وقللي بالله  ، وقتاش نتقابلو لخرة نعملو بتي_داج مع بعضنا .
ياوالله عسل . اللي طالاتلي بيه هيا وولدها ، وانا نقول الولد منين جاه اللسان اليغزل الحرير .. حتى هو ما يبعدش على امو في كلامها الزين وتبشبيشها وروحها الخفيفة ..
المرا كلاتني ماكلة ، ما خلاتليش وقت باش نجاوب  ، مدتلي الكارت_فيزيت متاعها ، وطلبتني في رقم تاليفوني ، بعدما عطيتهولها سجلتو وباستني وقالت : 
ايا عزيزتي ، ما نزيدش نعطلك اكثر ، ربي يعينك . اتو نتصل بيك . بون_جورني/بون_ترافاي .
ركبت في البي_ام متاعها ، لوحتلي ضحكة . سلمت بيدها مالشباك . عملت ديماراج اميركان وغابت ... 
كي دخلت القسم . جات عيني في عينو . وين باش نهرب منو هالطفل . كيفاش ننجم نهرب منو . عندي مشكلة . ولات عندي مشكلة . ومشكلة كبيرة زاده ، حسيت اللي حتى تركيزي في الدرس باش يتخلخل . قعدت في بيرويا . وبديت الدرس . قلت :
نبداو الدرس . شكون يطلع للسبورة . هز صبعو مع ثنين والا ثلاثه . وحط عينيه في عينيا ما خلانيش نتنفس . قلت : 
حبيب يطلع للسبورة . وبديت نمل في المشكلة وهو يكتب .
قلت :
اليوم كيفاش نلقاو الحلول للمسائل المعقدة في الجذور .
الدرس كان صعيب شوية . لكنو درس يلزم بتقرا ، ويتحلل ويتفهم . و يعملوا عليه تمارين ، هذا درس أساسي في الرياضيات . ما صدقت لربي كملت الحصة على خير . وتهنيت عالتلامذة بالاخص ، بعدما تاكدت اللي هوما فهموا الدرس ، وتفاعلوا معايا فيه .
كي ضرب الناقوس . حسيت براحة كبيرة ، كايني عصفورة وحلولها القفص ، باش تخرج وتطير وتجنح . 
خرجوا التلامذة لحصة الراحة . خذيت كرطابتي ، تعديت لقاعة الأساتذة ، ومن بعد خرجت ، ومشيت للباركينغ ، ركبت في كرهبتي وروحت . اليوم عندي كان حصة صباحية برك . وصلت للدار . لوحت الكرطابة ، والصباط ، والصاكوش ، والفيستة ، ونحيت الجيب ، وتلوحت عالفرش . ما نعرفش كيفاش خذاتني نوبة متاع بكا . بكيت .. بكيت .. بكيت برشه لين عينيا حمارت . ومن بعد قمت ، مسحت دموعي ، وبليت وجهي بالماء . ورجعت اتكيت وهزني النوم . ما قمت كان بعد وين ووين .. فيقني التلفون . جاني صوت مدام امال ام حبيب . سألت وسلمت وقالتلي : 
ان شاء الله مانكونش قلقتك .. 
قلتلها : 
لا يامدام ، مرحبا بيك في كل وقت ، انت تفرحني وتسعدني يا مدام ، تفضل فاش ننجم نخدمك ؟ 
قالتلي :
 ما ينفعش نكلمك في التلفون ننجمش نقابلك ؟
قلتلها :
افيك_بليزير . تفضل وقتاش تحب وفين تحب .
كي تقابلنا . تصرفنا بشكل طبيعي مع بعضنا .
قالتلي :
 لقيت روحي في الليزونفيرون ، قلت فرصة كان نلقى فيك فضاء نقابلك . 
قلتلها : 
تفضل مدام ..
قالتلي : 
نحب ندخل ديراكت في الموضوع .
قلت بيني وبن روحي  :
حبيب طالعلها حتى هو ، ماشي معايا ديراكت في الموضوع .
قالتلي : 
انا مكسبي كان ولد واحد . حبيب . وانا وبوه غارقين في الخدمة لشوشتنا . بوه مدير في بانكة اجنبية . وانا عندي معمل متاع منتجات متنوعة للتصدير في قرمبالية . وما عندناش وقت باش نتلهاو بمراجعة دروسو . وساعات تجيني سفرات وكيف كيف بوه زاده . صحيح احنا موفرينلو كل حاجياتو لكن الجانب هذا نحسو اللي احنا مقصرين فيه معاه . على هذا انا قاصدتك في خدمة وان شاء الله ما تخيبنيش . قلتلها :
تفضل مدام . قللي . الشيء اللي ننجم نخدمك فيه على راسي وعيني . 
شفت الفرحة في عينيها والبشر على وجهها  وهي تقللي : 
هكا سهلتلي برشه الامور . انا نحبك تتلهالي بحبيب . ماذا
بيا انت اللي تاطرو . نحبو يعرف ينظم روحو في دراستو تحت إشرافك انت .
قلتلها :
 على راسي وعينيا قللي كيفاش .
قالتلي : 
انا ماذا بيا كل يوم . ما عنديش مشكلة في الرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية ، ولا في الانكليزية والفرنسية ، الحقيقة هو تحصيلو متوازن في المواد الكل . 
قلتلها ،: 
مالا إذا كان هو ماشي باهي علاش تحب تاطرو ، بالنسبة ليا نقللك الله يبارك . نعملو تجربه . وكان الامور مشات نكملو .
لكن تسمح لي نقللك اللي المتابعة اليومية تنجم توترو وتدخلو اضطراب على طريقة التحضير ويوللي ضغت كبير عليه ، والأولاد يا مدام كيما تعرف ، في السن الحساسة هاذي ، ماذا بينا ما نكبسوش عليهم برشه ونخليولهم هامش مالحرية والراحة باش يتفرهدوا ويمارسوا هواياتهم  .
قالتلي :
 كلامك في بلاصتو ، لكن انا عندي ثقة اللي الامور باش تمشي كيما  نتمنى . بوجود تاطير من جانبك . حبيب ، عندو سويت في الدار . والدار ماتبعدش برشه ع المدرسة . حكاية درجين ربع ساعه مشي . عاد ماذا بيا تكون الحصص يومية ما عدا الوك_اند . بالنسبة لحقوقك ، تسمحلي نقترح عليك الف وخمسميات دينار في الشهر  ، وعلى مدار العام  . حاجة أخرى . نحطلك على ذمتك كرهبة جديدة من باكوها على حساب المعمل متاعي ، مع بونوات ايسونس بقيمة ثلاثميات دينار في الشهر .
قلتلها :
المشكلة بالنسبة ليا انا ميش مشكلة فلوس يا مدام  ..
ما خلاتنيش نكمل قالتلي :
نعرف  يامدام .. خوذ وقتك  . خمم . نكلمك الليلة . كان عندك شروط قللي عليها ، وانا مستعده ، المهم نتهنى على ولدي .
كملت القعدة . تفارقنا . روحت للدار مخي داير . تصونيت . فانا عالم نحنا عايشين .
الحقيقة ، المرا كانت متواضعة معايا ومتربية ياسر ، و مالاول  حسستني اللي هيا ام ، وأم إيجابية وحنينة ، وما تحبش تكسب الفلوس وتضيع ولدها ، نوع مالتوازن ، يفرضوا الواقع ، وتطلبو المعادلة اللي تحدد التوازن المعقول  بين حاجيات الأسرة ، ومطالب العمل والطموح والنجاح .
بمعنى هالنوعية مالناس ، عارفين اهدافهم ، وعارفين اشنية المعوقات اللي ممكن تحد من حرية حركتهم ، وتفقدهم سيطرتهم عالوضع ، الشيء اللي خلاهم  ، يختاروا يبذلوا الفلوس.، باش يعوضوا أولادهم عالشيء اللي ما ينجومش هوما يوفروه لاولادهم باستمرار ، عاد لقاو في بعض المربين والمربيات ، نوع مالتعويض وسد النقص .
لقيت في هالاالم الجديد اللي دخلتلو مناخ آخر وطريقة تفكير أخرى وتعاطي مع أمور لولاد والبنات غير اللي كنت نعرفو واللي كنت نشوف عند الأسر التونسية المتواضعة اللي يبداو يجريو ويجريو ، باش يوفروا الحد الأدنى لذريتهم ، شفت هاك الأسر مساكن ، كيفاش ولاو اسرى لنوعية مالمربين ، همهم وللي ما عادش توفير دروس تدارك ، ولكن همهم الأكبر هو فرض دروس التدارك ، مقابل تحسين اسناد الإعداد ، و بالطبع ، ولاو الأولياء مساكن مستنزفين ، ومن
هنا ، تحلت منافذ التعليم الحر ، ووللى الولي يقللك انا ندفع ندفع ، عاد ندفع في مدرسة حرة وما نخليش روحي في هالحالة هاذي .. 
المهم . مانيش متعوده نلقاه في الدار . بهتت . قلتلو :
 كي سبتك بكري اليوم ؟
قاللي : 
تعبت . حسيت بدوخة وارهاق ، تعديت للفارماسي خذيت شوية حرابش ، وروحت عملت تيزانا . شربتها ، وهاني قعدت نرتاح .
كي حكيتلو الحكاية قاللي :
صحة ليك . هاذي جنة  وفيها بريكاجي ! الف وخمسميات دينار وكرهبة وايسونس . لو كان يسمع وزير التربية تو هو بيدو يمشي يعرض خدماتو . ...
في قلبي قلت : 
قداكش مسطك . انا كياني مشقلب وداخله للغريق .. وانت  ما علبالكش . ملا وحلة وحلت روحي فيها ..
.(.نكملو وقت آخر .... )

mardi 24 décembre 2019

تحرش 3/1


 خزرة عينيه  ، فيها برشه كلام ، ملا عينين عليه هالطفل . تبارك الله . خزرت لشعرو لصفر رطب مسيب ، وحواجبو مقرونة ، لونو قمحي ، طول بعرض ، يملأ العين ، قد ما حاولت باش نهرب بعينيا منو . شيء . عندو جاذبية وسحر غريب ، ما هيش في ولد بالعمر هذا ، امو قالتلي :
جا لبوه أصلهم أندلس ، ما خذا مني كان قشرتي ! 
كي تخزرلو ما يعطيكش عمرو . طول وقد وبدن . تبارك الله عليه . سبعطاشنسنا تقولش عليه عمرو عشرين ، مغروم بالكاراتي ، وأوقات فراغو يعديهم يترانا في الصالة متاع السيتي . ما يتكيفش ، يحب الموزيكا ، بوه شاريلو غيتار ، وعندو حصة في الكونسرفاتوار كل نهار سبت عشية ، ماو امو هي اللي  قالتلي ، وقالتلي زادة : 
هاوكا على نظرك ما نوصيكش عليه بربي !
في قلبي  قلتلها :
يا مدام ، وصيه هو عليا ، الطفل مالخزرة لولى باش ياكلني بعينيه ، وين انا باش نهرب منو .. 
نحنا اول العام . القسم اللي اعطاوهولي ، قسم متاع نخبة ، معناها قسم حساس ، وعليه العين ، قاللي المدير : 
يامدام ، انت ماشاء الله عليك اعدادك باهية ، والقسم اللي عطيتهولك ، الوليدات والبنيات اللي فيه منقين بالكعبة ، ووالديهم متريشين ، ما يحسبوش الفلوس ، عاد ماذا بيك تنورلي وجهي .
قلتلو  :
كون متهني سيدي المدير . واجبي نقوم بيه كيما يلزم ، الله يبارك . 
كيفاش نقلت لهنا ، لهالمدرسة المعروفة ، في هالحي المشهور ، في نواحي المدينة ، واللي سكانو مكثرهم ، ينتميوا لطبقة رجال الأعمال ، من مستويات مختلفة ومن أصحاب المهن الحرة ، مهندسين ، أطباء ، محامين الخ .. و بالطبع لقيت الزملاء والزميلات اللي يخدموا فيها ، اغلبيتهم عملوا يدين وساقين باش يحصلوا فيها موقع ، وكيف كيف برشه تلامذه ، والديهم ، عينيهم قريب توللي وراهم ، باش نجموا دبروا لوليداتهم بلاصة فيها .
عاد المسيو متاعي ، جرا لين ساقيه  قريب تحفى ، وقريب يبوس الساقين ، باش دبرلي نقلة لهنا . 
موش على حاجة ، على خاطر لهنا ، بالنسبة لزوجي عندو حسبة مادية بحته ، الوليدات والديهم متريشين ، في سراهم ، ويهونوا على صغارهم من غير حساب ، خللي عاد كي تبدأ عندك سمعة باهية ، توللي اللي تطلب تاخو . حسبة مالية ما كنتش انا حاسبتها ، كنت حاسبتها مسألة قرب للسكنى متاعى ، وتقليل هرج في المشي والجي ، وتكسير الراس متاع السيركولاسيون ، اللي تعبتني وارهقتني شوية ، بالأخص انا ما كنتش متعودة على هالنوع مالهرج متاع مدينة مجنونة ومرهقة كي العاصمة ..
 في المدينة المتوسطة اللي قريت فيها وعشت فيها وقريت فيها ، وحتى  المعهد اللي كنت نقري فيه ما يبعدش برشه عالدار ، عاد كي نقلوني اول مرة للمدينة ، لقيت روحي بحكم بعد المعهد عالدار ، متعذبة برشه .. 
 الفلوس ، والايتودات ، ما كانوش في حسابي ،  اللي كان في حسابي ، المتعة والتفرهيد ، والسفر ، والاستماع ببهجة الحياة والانطلاق ..
الفلوس .. ميش مشكلتي ، عمري لا فكرت فيها الا كوسيلة لتحقيق متع الحياة ، 
اي نعم ، مرتبي كان يكفيني . لا باس . ما عنديش هواجس   ولهفة ورغبة في تكديس الفلوس . 
مشكلتي كيما قلت ، نحب نعيش .
في بالي تزوجت باش نتفرهد ، ونعيش ، ونسافر ، ونحب ، ونتحب . في بالي حلمي باش يولي حقيقة و نعيشها .. 
وفي بالي ، حتى الراجل اللي اخترتو ، واخترتو بالمواصفات اللي حبيتها انا .. المواصفات البدنية ، ومعاملاتو  وطريقة تعاطيه معايا ، سواء في سياق الحياة اليومية ، والا في الفرش ، اي نعم ، لازم نكون واضحة ، الاشباع العاطفي والجنسي ، كانوا في جملة اعتباراتي كي عرفتو وقربتلو وحسيت اللي احنا حبينا بعضنا و فهمنا بعضنا ،
هاذي رفقة عمر ، وعشرة ، الواقع الأمور في الأول ، في الأشهر الأولى مالعرس ، كانت باهية و ممتازة ، ومشات تقريبا كيما كنت نحب ونشتهي ، لكن اتضحلي ، مع الايام وبعد لشهره لولى مالعرس ، اللي انا حطيت ساقيا في الميلوسي .
السيد طلع مهووس بحب الفلوس ، قريب يقدسها ويعبدها ، تفاجات بهاللهفة  العجيبة الغريبة ، نهار كامل وهو يحسب ، قداش صور ، رصيدو في البانكة ، يتحدث عالشراء والمكاسب ، واسعار البرطمانات .. 
الراجل ما عادش لاقي وقت حتى باش يقعد معايا على طاولة الفطور ، وانا نطيب ونصنف ونميل في راسي ، وننصب هاك الطاولة في الفطور ، والا في العشا ونستناه ، هاو تو يروح هاو توه يجي .. نوللي ناكل النصيب اللي كتب ، ونخللي الطاولة منصوبة ، كي يروح نقللو :
تحب نسخنلك !
يقللي :
لا.. كليت كسكروت في القسم . مالقيتش حتى طرف وقت ، هالغروب داخل هالغروب خارج ، ولينا تفاهمنا انا وزميلي باش نكريو برطمان اكبر ، انا نأخذ زوز بيوت ، وزميلي يأخذ زوز بيوت ، وهكاكا نوللي نراجع لزوز غروبات فرد وقت .. ماك تعرف هاذي ميسرة ، والبني وللى غالي ولازمني نزيد نشري حنى زويز برطمانات في هاك البلايص الهادي .. اووووه قاللك  الكرا فيها عالي ، البرطمان يتكرا بهاك الحسبة .
يتكلم والخزران ما يخزرليش ، ما يقدمش حتى اعتذار عالشقا اللي شقيتو ، ما يعطينيس حتى بوسه ولو بالكذب يقللي بيها :
سامحني في تعبك . 
والا يقللي : 
ما احلاك وما احلى مشطتك ، وما ابن ريحة البارفان ، قربلي خليني نشم ونمغمغ ..
شيء .. النافع الله . لا خزران . لا كلام حلو . يقوم الصباح . درا كيفاش يطش وجهو بالماء . يسلت هاك اللحية . يلبس اللي جا قدامو ويخرج كي المهبول . ما يرجع كان مع التسعة /العشرة متاع الليل . فيسع يمشي يتكب يرقد ، ويخليني مرمية في الصالة بسورية النوم ، بالماكياج ، بالبارفان ..
قلت لروحي :
تفوه على هالرمية اللي رميت فيها روحي .
قالولي :
 يامهبولة . القسم اللي انت فيه يدفعوا عليه الهبوط .. ماو اعمل ليتيد تو تصور الخير والبركة .
قلتلهم :
 لا . انا كيف نقري دروسي كيما يلزم ، فيه البركة . شبعانة . الحمد لله . انا ما تربيتش عالنهب والهات هات كيما برشه جواعه .
الوليد ، الحبيب ، يقعد في الطاولة القدامية . الحقيقة متربي وعاقل وجدي في الدروس متاعو . كي يدخل يصبح والا يمسي ويخزرلي في عينيا ويتبسم .
الحقيقة الامور بدأت تتحرك عندي .
اي نعم ، نعترف اللي ولاتفيا حاجة بدأت تتحرك ، بالأخص كي يحط عينيه في عينيا . وليت نقرأ في عينيه كلام . المفرخه متاع توه عينيهم صحاح . يمشيو للهدف طول . موش كيفنا نحنا ، ايجاني ونجيك . نبداو نلكلكو لين الحاجة تبرد وتمساط .
نهار ، الناقوس ضرب ، والتلامذه خرجوا ، قعد كان هو ، زعمه زعمه يكمل يلم في ادواتو.. ااااا.  هنا  ، مكنتني حاجه ميش عادية . قلت هالطفل موش باش يخليني رايضة . قلتلو وانا نلهث وصوتي يرعش : 
هيا حبيب . ازرب روحك . زملائك الكل خرجوا ، وانت مازلت تلم في ادواتك .
هز عينيه ورشقهم في عينيا . بهذلني . درولني . هزني . حطني . جبدني . عنقني . باسني . حملني . طيشني عالسرير . مدلي نوارة حمرا . طيرني في العلالي . ملا فروخ متاع توه .
قلتلو :
 حبيب ... زيناش توه مالتكركير . 
وانا ذايبه فيه ، وصوتي كاينو جاي من برور بعيده كملت : 
هيا عاد حبيب .. 
عينيه ما هبطهمش . وكاينو تأكد اللي هو غلبني قاللي : 
مدام ما احلاك ، وما ازينك ، وما احلى عينيك ، وما احلى شعرك لكحل المسيب على كتافك . انت عسلة يامدام . 
هالفرخ ما خلاش فيا عرق ينقح .. ما عطانيش حتى فرصه باش نجبد النفس زاد على مابيا وكمل قاللي :
ماما ..  قالتلي  :
 اسال المدام كان ممكن تعمللي ايتود في الدار .
ما جاوبتوش . مالتبهذيلة اللي تبهذلتها هزيت كرطابتي ، والساكوش متاعي ، وخرجت نزرب كي الهاربة . نسمع  فيه ورايا يعيطلي : 
مدام . مدام . 
ما حبيتش نتلفتلو حتى التلفيته . تلميذة قالتلي : 
مدام حبيب يعيطلك . 
تلفتت قلتلو : 
أ . حبيب ، أش تحب ؟
قاللي وهو يلوحلي في هاك التبسيمة اللي قهرتني : 
مدام نسيت تليفونك على بيروك . 
خذيتو من عندو قلتلو : 
مرسي حبيب.
 وكملت ثنيتي نزرب لقاعة الأساتذة . 
 ( ما نطولش عليكم  نرجع وقت اخر في الجزء الثاني والأخير .. نهاركم سعيد )

dimanche 22 décembre 2019

رسالة الغفران .. ( اللقاء مع خير الدين ) 2/1


بديت نحضر في الليسته متاعي .
قلت توه فما مرا أسمها عزيزة عثمانة . يقولوا اللي هيا كانت تعمل في برشة خير .. على عكس ما كان يظنوه ويعتقدوه ناس آخرين في بر تونس ، ناس آخرين من اولاد الشعب ، وفي الحقيقة ، العبد لله نمشي في هالتقييم هذا ، واسبابي في هذا بسيطة برشه ، كيف بساطة الناس التوانسة اللي يحبوا يكونوا توانسة ماهمش متسولين عند السلطة المنحرفه .. 
ماو من حقي باش نسأل زادة ، إذا كانت هالمرا هاذي فعلا ، فاعلة خير ، وهي فعلا اللي بنات المارستان اللي متسمي باسمها ، ووقفتو عالرعية ، سؤالي :
منين جابت الفلوس ، عندها رزق وسواني ، باهي ، لنفرض عندها ، منين جاها هالرزق تره ، و كيفاش جاها  ؟
بحيث إذا كانت هالمرا ، اللي هي أميرة زاده ، ومن مطبخ العايلة المالكة  وعندها هالثروة ، مؤكد ما تكون ناتجة كان كان غورة على حقوق التوانسة ، واغتصاب بالقوة ، والعنف والدم ، لاراضي واملاك اولاد تونس ، ومن بعد يجيوا يعطيوا مالشاه كراعها  ، قال شنوه عاملة حبس موقفتو عالمارستان ..
اه ، وقداش يسخفوني هاك الرهوط اللي مسجلين رواحهم صحافيين ، ومثقفين متاع السطوحات ، كي يبداو يجغجغوا ويوزعوا في " علمهم المغشوش والمدسوس " عالتوانسة  ، ويتمعشوا بهالمعلومات الوهمية ، الرخيصة والمزيفة  ، واللي ما عندهاش سند يوثق مصادر ممتلكات. هالمرا هاذي ، وفي حالة " للا " عزيزة عثمانه هاذي مثلا .
وقعدت نسأل في روحي  :
منين ليها الفلوس باش تعمل هذا ويتنسب ليها هالخير الكل ..
ويروجوا اللي هيا كانت مرا محسنة ، يعني هالشعب هذا كان عايش على " إحسان " مجموعة مالقراصنة الأتراك ، بركوا  ع البلاد واغتصبوا حقوق أهلها وولاو يحسنولهم ..
 هو ثمة واحد سارق ومغتصب وقاتل ينجم يعمل الخير ..
كبفاش تجي هاذي تره ؟
تسرق الشعب في حقوقو وممتلكاتو ، وتمشي ، تبنيلو مارستان باش يدعيلك بالخير ..
ايا قلت فك عليا من هالمرا  هاذي ، ما عنديش وقت حتى باش نشوفها وسألت المظيف ، قلتلو :
بالله كيفاش نعمل ؟ توه أنا نحب نستدعي برشة نسا وبرشة رجال.، لكن ما نعرفش أشكون منهم في جهنم  ، وشكون منهم في الجنة ، هالمعلومة منين ننجم ناخذها من فضلك ؟ 
تلفتلي وقاللي : 
يابنادم . ياخي آشبيك ! مازلت تتصور نفسك في الدنيا لخرى ؟ هنا راهو ماعندناش التشمشيم ، وهذاكا وين كان ، والا فين يعيش توه .
أنت تعمل الليسته ونحنا نجيبولك العباد ..
ومشا على روحو . وخلاني في حيرتي . كثر عليا التخمام والتفكير . السراق برشة ، والحفترية برشة ، وقتالت الأرواح برشة . والغشاشة برشة . والمنافقين برشة . قداش  نعدد .. وبشكون باش نبدا .. وغرقت في الحيرة . حرت وحار دليلي .. ما نفيق كان بواحد .. متعدي قدامي .. هازز راسو للسماوات السابعة ، وشلاغمو مبرومة ، وحاطط على راسو شاشية ماجيدي عليها نيشان مذهب ، وعلى صدرو نواشن ، لو كان تتحط على ظهر جمل يبرك بيهم ، وهو تقولش عليه خاض الحروبات متاع الدنيا الكل ، وفي التوارخ الكل ، وقعدت حاير في هالسيد ، كيفاش يدز في صدرو لهنا . قلت بيني بين روحي : 
أشنوه زادة يطلعش هالسيد حنبعل ، والا أميلكار  ، والآ ماسينيسا ، والا سيفاكس ، وألا يوغورطا ، والا كسيلة ، وألا واحد من جنرالات عقاب الزمان ، هاك اللي عملوا حروباتهم الكل في بيرواتهم ؟ البركة وقلة الحركة  وكثرت النواشن وهوما في البيروات المكيفة .. والكروش داززة .. ويقلك جنرال !؟ .. ماهي المسائل ، ولات معقدة ياسر  ، وانا منين نعرف هاللبسات هاذي لانا عصر ترجع ، بعد اللي بعدت اللي عندي مده وانا خارج عالدنيا .. 
عيطت للمظيف وسألتو : 
بربي ، تنجمش تقللي هالسيد اللي ماشي جاي قدامي نافخ ريشو تقولش عليه ما زال في الدنيا ، أشكونو ؟ 
قاللي : 
نصار أنت ما تعرفوش ؟ هذاكا الجنرال خير الدين .. خير الدين باشا ..
وعيطلو .. : 
أيجا يا خير الدين .. السيد طلع ما يعرفكش .. خليه يتعرف عليك .
تلفتلي سي خير الدين وخزرلي كي البوكشاش وقال : 
ماني نعرفهم ! جد أصلهم الكلب التوانسة ! نكارين عشرة  ! وما يعترفوش بالجميل ! .. ياخي هالزفت هذا موش واحد منهم ؟ هاك تشوف ، طلع حتى هو ما يعرفنيش ..
وبدا سي خير الدين يطوال ويقصار عليا .. : 
أنا اللي بنيتلكم المدرسة الصادقية !
أنا اللي عملتلكم المدرسة الحربية في باردو  !
 أنا اللي عملت الديموقراطية وكتبتلكم أقوم المسالك ،
أنا اللي عملتلكم الرائد التونسي .
أنا اللي عملتلكم المطبعة .
أنا اللي نظفت البلاد مالسراق والحرايمية .
أنا خير الدين
انا الجنرال خير الدين ، اللي فددتوني ، ومررتولي عيشتي ، وعيفتوني في روحي .
ماني  سيبتلكم البلاد ، وهجيت ، وخليتهالكم واسعة وعريضة . الباب العالي عيطلي . آحتاج لخدمتي . مولانا السلطان هزني للأستانة ، وكبر بيا  ، وعرف قيمتي وآستخمدمني ... يجي واحد من دشرة واقفة على حجرة ، شاددة روحها بالسيف ، فيها جامع ، وولي أسمو سيدي بوقديدة ، وكان ما نسيتش فيها أربعة وعشرين دار ، الواحد ما يطلعلها ، يشق الحومة ويطلع للبلد ويوصل لكاف دار قماش ، كان ما ريقو يشيح ، ونفسو يتقطع ..
أنا الجنرال خير الدين ، اللي عملت الخريطة متاع دشرتكم من عام 1864 .
دشرة فوق حجرة ، ما تلقى كان  الصخر والحجر ، مالشمال ، وأنت جاي من زغوان ، تدخلها من فم سلاقة ، و تتعدى عالمندرة ، وتطلع على حمادة صغية تسمي ها الرمل ، تلقى روحك في الحومة ، وتشق الزقاق ، وتطلع لين تلقى روحك في البلد ، ومالشرق ثنية بين السوداني ، على يسارك الجبانة ، واللي اللي مسمينو بوقديدة ، كي تو لهاك الحونتة ، تختار يا تمشي عالحومة ، ياتتلفت ياسار ، تلقى مسرب مايل ، يحزم كاف دار قماش ، من شيرة الشرق ، مسمينو ثنية المعزة ، هه بالشبر نعرفها ، ونعرفها علاش تطل ولاش تصلح ، هو نحنا تحسايب ما عناش خبرة في اللي يقولوا عليها توه عندكم  "ستراتيجيا "..
هه شيء غريب والله ، انا نعرف دشرتكم خير منكم ، يجي توه واحد منها ، ويسأل أشكون أنا .. باهي .. باهي .. نعاود نقللك أشكون أنا ..
أنا خير الدين باشا ..
 أنا الجنرال خير الدين ..
تعرفني القورة ، والمالط ، ولنكليز ، والطلاين ، والسبنيور والدزيرية ، والطرابلسية  ، والمراركة ، والسلطنة العثمانية ..
اي نعم والسلطنة العثمانية ويامندراك ، أنا اللي الباب العالي جابني باش نخدمو في الأستانة ،
وبدأ سي خير الدين كيف اللي شدوا السلطة الكل ، يجيب ويجلب ، ويهز وينفظ ،  وبدأ يخرنن من جديد ، وانا نخزرلو وباهت في هالراطسة ، كيفاش تسمى جنرال وحكم في برنا وكمل  :
أنا خير الدين اللي يسمعوا بيا في بر رب العالمين ،
كتبوا عليا الكتب ،
وعملوا لبحاث ،
وسماوني خير الدين التونسي ..
وسماوني خير الدين المصلح ..
وقعدتو تجريو وتجريو  ، باش تجيبوا رفاتي  لجبانتكم المزمرة هاذيكا ..
 تو أنت وليت ما تعرفنيش ؟؟
 باللازمة .. باللازمة .. لو كان في هاك الوقت ، بعثت الدشرة متاعكم  عشرة عساكر ، راني خليتها وجليتها  ، ورديتها جير وجرجير ..
 أنا الجنرال ...
المضيف شافو يتهز ويتحط قاللو : 
ياخير الدين .. ياخير الدين .. أشبيك نرفوزي .. الراجل ما يعرفكش .. ما عاشش معاك فرد عصر .. كيفاش تلوم عليه .. لا . هكا راهو ما نتفاهموش . شوية تواضع من فضلك ، لهنا
ما فما حد خير من حد .. ويلزمك تعتذر للراجل .. 
قعد سي خير الدين يتهز ويتحط ، ويتلفت لجنابو ، يقللك  : يتعداش بن ضياف ، والا مصطفى بن سماعين ، والا خزندار ، والا حد من جماعة البلاط ، يقوموا يضحكوا عليا ، قال شنوة  ، قال هيبتو طاحت في التراب ، اشبيك ، جنرال ، ووزير أكبر  ، يطلب السماح من واحد من رعية سيدنا ..
وشكون ..
واحد مالرعية المزمرة ، من دشرة مغروسة فوق حجرة .. تنقورة متاع جبل ، معزولة ، الواحد كي يخزرلها أول مرة.، يقول عجب ! ياخي العباد اللي فيها كيفاش عايشين ..
هاو من اش سي خير الدين باشا ، الجنرال ، تقلق وتحرج .. تلفت يمين تلفت يسار .. طمان اللي أحنا وحدنا قاللي : 
سامحني .. يا طفل . راهي عوارض الدنيا ساعة ساعة ترجعلي وتردني في هالحالة .
( فمة جزء آخر من اللقاء مع خير الدين باش نكملو من بعد .. ماني ما نحبش نطول عليكم )

رسالة الغفران ( اللقاء مع خير الدين ) 2/2


بيني بين نفسي قلت :
توه الراجل ، سي خير الدين ، كبر بيا . وقدم آعتذاراتو . من باب التربية يلزمني نقبلها ، و يلزمني نقبلها باش نكمل معاه الحديث ، الراجل بينا وبينو تاريخ طويل ..
نقبلها على خاطر أنا أنسان منطقي . لوكان جينا في الدنيا ، في وقتو هو ، ويعطيني كف _ مثلا _ .. قلنا مثلا راهو .. نروح للدشرة متاعنا فرحان وزايط .. ونعمل طبال وزكار ، ونذبح بقاري ، ونجيب الطامة والعامة  ، قال شنوة سيدنا الوزير لكبر متعدي .. شافني قاللي :
كي سبتك ياولد ؟..
 حشمت انا منو دنكست راسي _
في الحقيقة ، روسنا الكل في هاك الزمان ، كانت مدنكسة ، 
 كيف ما جاوبتوش .. هبط من عالحصان متاعو ، وعطاني كعبة حلوى !
تصور ..
يقول القايل علاش تكذب ياسيد ؟
نجاوبكم  ياسيادي :
ماني بكعبة الحلوى الملبس الخضراء  هاذيكا ، واللي مطعمها فليو ،  باش نعمل حتى انا البوليتيك  !
و سرح بيا الخيال وقلت :
اش كان عليه ، ماو نعمل مالكف حكاية ، ونبدل الكف اسيدي ، نردو كعبة حلوى ، والدمعه نبدلها بضحكه ، ونعمل من هالحكاية زازة وهيلولة ، واسمع ياللي ما سمعتش ، ويسمع بيا القايد ، والخليفة ، والصبايحي ، ويهزوهالو باردة وسخونة ، بالطبيعة الراجل باش يقول :
 هالولد فيه ما يكتم السر !
وأنا بطال ، مزمر ، فقير ، وجد أصلي منحي ! 
اشبيك ، هنشير كامل نحاهولنا سيدنا الباي ، وخللى الجدود تعاني وتقاسي ، وعينيها تخزر ، أمالي الدشرة الكل ، صبحوا من يومهم ربنا كما خلقتنا ، أشكون كان يقول للباي  : قو . سيدنا راهو . ينجم يبعث محلة بالسكر متاعو ، يحرقنا في ديارنا ، ونمشيو لا نايحة لا دفينة ..
عاد موش خير الواحد يبدل الكف بكعبة حلوى ، ويفضل هالتتريكة هاذي ، خير مالموت المشنعة ، وعساكر الباي ، لا يعرفوا لا رحمة ولا شفقة ،..
أوه ضيعتكم معايا .. نرجعو وين كنا ..
قلت  :
وقت اللي يسمع بيا عملت زردة عالكف اللي عطاهولي .. ويوصللو خبر  الكف اللي وللى كعبه حلوى ، هو بيدو كي  باش يسألوه القوادة متاعو .. ما ينجمش يكذبني .. وهكاكا نمشيو كذبة بكذبة .. آنا مانيش خاسر وهو ماهوش خاسر ..
شفتو ماو الكف اللي أنا رجعتو كعبة حلوى ، آش باش ندبر في جرتو ؟ ماو ساعتها باش يناديلي ، ويخدمني عندو ، وبالشوية بالشوية نوللي في الحاشية ، نتعرف على مرتو وعالمحضيات متاعو ،، نحب نقوللكم  :
راهو  الوزير الأكبر ، ما كانش ينقصو التلبيق ، والتروميز ، وقلة الحياء ..
أوه .. أشبيني مشيت لبعيد وهزيتكم معايا لبرور الدنيا لخرى ..
ما عليناش قلتلو :
آعتذارك مقبول .. ياباشا .. 
فرح سي خير الدين وقعد مقابلني .. وقاللي :
بارك الله فيك .. 
قلتلو : 
من غير مزية ، لكن ما تقلليش أشبيك لهنا ، يضهرلي فيك درا اش عامل من عملة ياوحيد انت  اااه .. مالا عندك مديدة تستنى ؟ 
قاللي :
 طويلة .. طويلة برشه .. عد لين تفد .. ثرنتو الحساب صعيب .. ما كنتش نظن الأمور  لهنا هكا ..  
قلتلو : 
ماك حتى أنت لزيتلها بارشه موش شوية ياباشا ، ودبرت راسك ، الباي كان مستامنك عالخزنة ، في بالو اللي أنت ، رأجل ثقة ، موش كي اللي سبقوك ، وموش كي اللي  عندنا توه في الدنيا  ، هات شاشيتك هات صباطك ، يخطفوا سنين الكلب وهو ينبح ، عاد ارتاحلك سيدنا ، وعطاك  هاك الذهب ، والديامنت ، والزمرد ، والحلي المرصع بالشيشخان ، باش تبيعهم ، وتخلصلو ديونو ، ياخي أنت هردتها ، وليت توزع فيه عالمحضيات متاعك ، ماهو ياجنرال ، الكتايب ما زالت موجودة ، آش تحبني نقللك ، راك حتى انت ما خليتش من  روحك زادة ودورت صويبعاتك ..
خير الدين  ، وجهو لخلخ ، وتلفت يمينا ، تلفت يسارا ، وطبس عليا وقاللي : 
ما تقول هالكلام .. نصارى الكتايب موجودة لتو .. 
قلتلو : 
مالا.. لا .. وبخط العدول .. في لرشيف متاع الأيالة .. وفي لرشيف متاع الايالة شيء ما يضيع .. كلو مسجل في الزمامات والكتايب  . 
قاللي :
ياوالله أحوال .. ياوالله حوال .. 
قلتلو : 
ياباشا ، ثمه حاجة أخرى لازمك تعرفها ، هاك الكتاب اللي سميتو  اقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك ، واللي _ سوا ديزون  _  أنت كاتبو ، واعطيتوا هاك العنوان ، بارشة ناس ، يعرفوا اللي هو موش متاعك ، ولا من تاليفك ، وأنت مقتبسو عالفرنسيس ، وقت اللي مشيت لباريس  _ سوا ديوزون  _  باش تبحث مسألة المديونية ، والحوفة متاع الحاشية اللي هربت الفلوس ، وخلات البلاد سقف وقاعة ..
دنكس راسو خير الدين باشا وقاللي : 
قداش تحفرو .. الله يتولاكم .. 
قلتلو :
توه بالله يا جنرال ، انت بالكاد تفك الخط ، وما عندكش لا موهبة ولا قدرة ع الكتيبة ، وثمه شبهة كبيرة اللي الكتاب اللي حاطط عليه اسمك كتبهولك بن ضياف ، اش عندك ما تقول تره ..
دنكس الجنرال راسو ، ومكنتو الرعشة ، وبدأ يغمغم ويهمهم ، ويتهز ويتنفض .. كملت قلتلو :
ياباشا . أحنا ماناش نحفرو . أما الحقيقة ، كي نبداو ماشين في ثنية التاريخ ، لازمنا نخزرو ونلوجو عالحفر .. توه ، مثلا ، ياباشا ، هنشير دار الباي ، كيفاش هداهولك الباي ؟ وعلاش هداهولك تره ؟ تو هالكلب التركي الأنكشاري الزفت ، يفك متاع الناس ويعطيهولك ، كيفاش تجي هاذي ، بانا مناسبة
تره قللي ؟ وبانا صفة ياسيدي ، تنجمش تقللي ؟ وتنجمش تقللي ، أذا كان بالحق  أنت  مصلح ، ونزيه ، وصالح بالمنجد ، علاش قبلت هالهدية المسمومة ؟ ياخي أنت سيدي تاتة ، وألا وزير أكبر ، ما تعرفش اللي هاك الباي ، هدالك حاجة غاير عليها ، ما هياش متاعو ؟  شفت ياباشا قداش أنت ماكش نزيه ، وماكش صالح ، وماكش مصلح في المسألة هاذي ؟ هاوكا جماعة تاكرونة ، وجرادو ، والزريبة ، وهرقلة ، قعدوا يقاسيو لتوه ، قال شنوة قال أملاك الدولة .. ومن بعد جاء الجلاء الزراعي ، اللي عملوا الزعيم ، حتى هو زاده ، خرجنا بأيدينا على روسنا ، شفت سيدي أشنية أعمالك وعمايلك الحرفة والمنحرفة ؟
باهي وكيف انت اقترحت على بن عمار باش يشري الهنشير  من عندك ، والراجل كان صادق معاك ، قاللك إمكانياتي ما تسمحليش باش نشريه ، اشبيك بعتو للشركة لفريقية الفراساوية تره ؟ 
الباشا خير الدين قعد عالتراب  ..
ونحا شاشيتو الماجيدي ..
 ولوح نواشنو ، ووللى يبكي ويضرب على فخاذو كي الولية اللي تعدد  وقاللي : 
غلطوني .. الله غالب .. أنا مانيش شمس نزرق على بر تونس  .. ما كنتش نعرف اللي المسايل باش توللي هكا ..
مالا قللي هاك الناس مساكن مشات فيهم وفي الحشاشة ؟ 
قلتلو : 
اشنوه ياباشا .. توه تحسايبني مالجماعة اللي عاشوا في وقتك تدز عليا في عجلة الكروسة متاع جد أصلك ، في بالك انا  درويش قدام سيادتك ، فيق  ياراجل ، واحشم على روحك ، راهي العملة الكبيرة الي عملتها تتعدى في خانة  الخيانة العظمى ، يعني ما كفاناش استعمار لتراك ، زدتو سلمتونا للاستعمار الفرنساوي ، لزمه احنا عند دين سماكم ، باهي ثمه حاجه أخرى ما زلت ما قلتهالكش ! 
تفجع خير الدين . حل الفيستة متاعو . عاود جبد شاشيتو الملوحة وبدا يضرب بيها في التراب ، أي نعم ، شاشيتو الماجيدي هاذيكا ، اللي مصورينو الفساد بيها وهو على حصانو لبيض ، لا ، وزاد  نحى صباتو ، وقاللي وهو يبكي : 
 بالله وليدي قللي اشنية الحاجة لخرى ؟
قلتلو : 
ما زال ثمة الواقعة الأهم ، والجريمة الأكبر في تاريخك لحرف .
قاللي :
 آشنية وليدي ، راك طيحتلي الدمار في ركايبي . بديت نشم فيها قارصة . ؟
قلتلو : 
موش كان بيعانك في هنشير النفيضة للشركة الأفريقية الفرانسوية برك  . وهجانك من بعد للأستانة ، قال شنوة  قال الباب العالي عينك عندو صدر أعظم ! نحب نسألك تنجمش تقللي ، علاش بعت تراب تونس ، ياللي مكش تونسي ، للفرانسيس ؟ تنجمش تقللي الفلوس اللي قبضتها وين مشات ؟ تنجمش تحكيلنا بوضوح على علاقاتك بالفرانسيس والأتراك ، وعلاقة الأثنين ببعضهم ودورك أنت بيناتهم ؟
ولاش سي خير الدين يتمرغ في التراب ، تقولش عليه درا شكون ماتلو .. 
شديتو من يدو ، سخفني ، وقفتو على ساقيه  ، وهو يترعد مالفجعة ، وحالتو ولات تكرب ، وتسخف الحجر . قلتلو : 
أسمع ياجنرال . التاريخ ما يرحمش  راهو ، و الشعوب ما تنساش وما تتخلاش على حقوقها ، تسامح نعم ، لكن ما تنساش ، نخليك تحاسب نفسك ، و اعتذارك ياباشا  ما عاد يفيدنا في شيء .
( هنا نوقفو حكاية سي خير الدين )