بديت نحضر في الليسته متاعي .
قلت توه فما مرا أسمها عزيزة عثمانة . يقولوا اللي هيا كانت تعمل في برشة خير .. على عكس ما كان يظنوه ويعتقدوه ناس آخرين في بر تونس ، ناس آخرين من اولاد الشعب ، وفي الحقيقة ، العبد لله نمشي في هالتقييم هذا ، واسبابي في هذا بسيطة برشه ، كيف بساطة الناس التوانسة اللي يحبوا يكونوا توانسة ماهمش متسولين عند السلطة المنحرفه ..
ماو من حقي باش نسأل زادة ، إذا كانت هالمرا هاذي فعلا ، فاعلة خير ، وهي فعلا اللي بنات المارستان اللي متسمي باسمها ، ووقفتو عالرعية ، سؤالي :
منين جابت الفلوس ، عندها رزق وسواني ، باهي ، لنفرض عندها ، منين جاها هالرزق تره ، و كيفاش جاها ؟
بحيث إذا كانت هالمرا ، اللي هي أميرة زاده ، ومن مطبخ العايلة المالكة وعندها هالثروة ، مؤكد ما تكون ناتجة كان كان غورة على حقوق التوانسة ، واغتصاب بالقوة ، والعنف والدم ، لاراضي واملاك اولاد تونس ، ومن بعد يجيوا يعطيوا مالشاه كراعها ، قال شنوه عاملة حبس موقفتو عالمارستان ..
اه ، وقداش يسخفوني هاك الرهوط اللي مسجلين رواحهم صحافيين ، ومثقفين متاع السطوحات ، كي يبداو يجغجغوا ويوزعوا في " علمهم المغشوش والمدسوس " عالتوانسة ، ويتمعشوا بهالمعلومات الوهمية ، الرخيصة والمزيفة ، واللي ما عندهاش سند يوثق مصادر ممتلكات. هالمرا هاذي ، وفي حالة " للا " عزيزة عثمانه هاذي مثلا .
وقعدت نسأل في روحي :
منين ليها الفلوس باش تعمل هذا ويتنسب ليها هالخير الكل ..
ويروجوا اللي هيا كانت مرا محسنة ، يعني هالشعب هذا كان عايش على " إحسان " مجموعة مالقراصنة الأتراك ، بركوا ع البلاد واغتصبوا حقوق أهلها وولاو يحسنولهم ..
هو ثمة واحد سارق ومغتصب وقاتل ينجم يعمل الخير ..
كبفاش تجي هاذي تره ؟
تسرق الشعب في حقوقو وممتلكاتو ، وتمشي ، تبنيلو مارستان باش يدعيلك بالخير ..
ايا قلت فك عليا من هالمرا هاذي ، ما عنديش وقت حتى باش نشوفها وسألت المظيف ، قلتلو :
بالله كيفاش نعمل ؟ توه أنا نحب نستدعي برشة نسا وبرشة رجال.، لكن ما نعرفش أشكون منهم في جهنم ، وشكون منهم في الجنة ، هالمعلومة منين ننجم ناخذها من فضلك ؟
تلفتلي وقاللي :
يابنادم . ياخي آشبيك ! مازلت تتصور نفسك في الدنيا لخرى ؟ هنا راهو ماعندناش التشمشيم ، وهذاكا وين كان ، والا فين يعيش توه .
أنت تعمل الليسته ونحنا نجيبولك العباد ..
ومشا على روحو . وخلاني في حيرتي . كثر عليا التخمام والتفكير . السراق برشة ، والحفترية برشة ، وقتالت الأرواح برشة . والغشاشة برشة . والمنافقين برشة . قداش نعدد .. وبشكون باش نبدا .. وغرقت في الحيرة . حرت وحار دليلي .. ما نفيق كان بواحد .. متعدي قدامي .. هازز راسو للسماوات السابعة ، وشلاغمو مبرومة ، وحاطط على راسو شاشية ماجيدي عليها نيشان مذهب ، وعلى صدرو نواشن ، لو كان تتحط على ظهر جمل يبرك بيهم ، وهو تقولش عليه خاض الحروبات متاع الدنيا الكل ، وفي التوارخ الكل ، وقعدت حاير في هالسيد ، كيفاش يدز في صدرو لهنا . قلت بيني بين روحي :
أشنوه زادة يطلعش هالسيد حنبعل ، والا أميلكار ، والآ ماسينيسا ، والا سيفاكس ، وألا يوغورطا ، والا كسيلة ، وألا واحد من جنرالات عقاب الزمان ، هاك اللي عملوا حروباتهم الكل في بيرواتهم ؟ البركة وقلة الحركة وكثرت النواشن وهوما في البيروات المكيفة .. والكروش داززة .. ويقلك جنرال !؟ .. ماهي المسائل ، ولات معقدة ياسر ، وانا منين نعرف هاللبسات هاذي لانا عصر ترجع ، بعد اللي بعدت اللي عندي مده وانا خارج عالدنيا ..
عيطت للمظيف وسألتو :
بربي ، تنجمش تقللي هالسيد اللي ماشي جاي قدامي نافخ ريشو تقولش عليه ما زال في الدنيا ، أشكونو ؟
قاللي :
نصار أنت ما تعرفوش ؟ هذاكا الجنرال خير الدين .. خير الدين باشا ..
وعيطلو .. :
أيجا يا خير الدين .. السيد طلع ما يعرفكش .. خليه يتعرف عليك .
تلفتلي سي خير الدين وخزرلي كي البوكشاش وقال :
ماني نعرفهم ! جد أصلهم الكلب التوانسة ! نكارين عشرة ! وما يعترفوش بالجميل ! .. ياخي هالزفت هذا موش واحد منهم ؟ هاك تشوف ، طلع حتى هو ما يعرفنيش ..
وبدا سي خير الدين يطوال ويقصار عليا .. :
أنا اللي بنيتلكم المدرسة الصادقية !
أنا اللي عملتلكم المدرسة الحربية في باردو !
أنا اللي عملت الديموقراطية وكتبتلكم أقوم المسالك ،
أنا اللي عملتلكم الرائد التونسي .
أنا اللي عملتلكم المطبعة .
أنا اللي نظفت البلاد مالسراق والحرايمية .
أنا خير الدين
انا الجنرال خير الدين ، اللي فددتوني ، ومررتولي عيشتي ، وعيفتوني في روحي .
ماني سيبتلكم البلاد ، وهجيت ، وخليتهالكم واسعة وعريضة . الباب العالي عيطلي . آحتاج لخدمتي . مولانا السلطان هزني للأستانة ، وكبر بيا ، وعرف قيمتي وآستخمدمني ... يجي واحد من دشرة واقفة على حجرة ، شاددة روحها بالسيف ، فيها جامع ، وولي أسمو سيدي بوقديدة ، وكان ما نسيتش فيها أربعة وعشرين دار ، الواحد ما يطلعلها ، يشق الحومة ويطلع للبلد ويوصل لكاف دار قماش ، كان ما ريقو يشيح ، ونفسو يتقطع ..
أنا الجنرال خير الدين ، اللي عملت الخريطة متاع دشرتكم من عام 1864 .
دشرة فوق حجرة ، ما تلقى كان الصخر والحجر ، مالشمال ، وأنت جاي من زغوان ، تدخلها من فم سلاقة ، و تتعدى عالمندرة ، وتطلع على حمادة صغية تسمي ها الرمل ، تلقى روحك في الحومة ، وتشق الزقاق ، وتطلع لين تلقى روحك في البلد ، ومالشرق ثنية بين السوداني ، على يسارك الجبانة ، واللي اللي مسمينو بوقديدة ، كي تو لهاك الحونتة ، تختار يا تمشي عالحومة ، ياتتلفت ياسار ، تلقى مسرب مايل ، يحزم كاف دار قماش ، من شيرة الشرق ، مسمينو ثنية المعزة ، هه بالشبر نعرفها ، ونعرفها علاش تطل ولاش تصلح ، هو نحنا تحسايب ما عناش خبرة في اللي يقولوا عليها توه عندكم "ستراتيجيا "..
هه شيء غريب والله ، انا نعرف دشرتكم خير منكم ، يجي توه واحد منها ، ويسأل أشكون أنا .. باهي .. باهي .. نعاود نقللك أشكون أنا ..
أنا خير الدين باشا ..
أنا الجنرال خير الدين ..
تعرفني القورة ، والمالط ، ولنكليز ، والطلاين ، والسبنيور والدزيرية ، والطرابلسية ، والمراركة ، والسلطنة العثمانية ..
اي نعم والسلطنة العثمانية ويامندراك ، أنا اللي الباب العالي جابني باش نخدمو في الأستانة ،
وبدأ سي خير الدين كيف اللي شدوا السلطة الكل ، يجيب ويجلب ، ويهز وينفظ ، وبدأ يخرنن من جديد ، وانا نخزرلو وباهت في هالراطسة ، كيفاش تسمى جنرال وحكم في برنا وكمل :
أنا خير الدين اللي يسمعوا بيا في بر رب العالمين ،
كتبوا عليا الكتب ،
وعملوا لبحاث ،
وسماوني خير الدين التونسي ..
وسماوني خير الدين المصلح ..
وقعدتو تجريو وتجريو ، باش تجيبوا رفاتي لجبانتكم المزمرة هاذيكا ..
تو أنت وليت ما تعرفنيش ؟؟
باللازمة .. باللازمة .. لو كان في هاك الوقت ، بعثت الدشرة متاعكم عشرة عساكر ، راني خليتها وجليتها ، ورديتها جير وجرجير ..
أنا الجنرال ...
المضيف شافو يتهز ويتحط قاللو :
ياخير الدين .. ياخير الدين .. أشبيك نرفوزي .. الراجل ما يعرفكش .. ما عاشش معاك فرد عصر .. كيفاش تلوم عليه .. لا . هكا راهو ما نتفاهموش . شوية تواضع من فضلك ، لهنا
ما فما حد خير من حد .. ويلزمك تعتذر للراجل ..
قعد سي خير الدين يتهز ويتحط ، ويتلفت لجنابو ، يقللك : يتعداش بن ضياف ، والا مصطفى بن سماعين ، والا خزندار ، والا حد من جماعة البلاط ، يقوموا يضحكوا عليا ، قال شنوة ، قال هيبتو طاحت في التراب ، اشبيك ، جنرال ، ووزير أكبر ، يطلب السماح من واحد من رعية سيدنا ..
وشكون ..
واحد مالرعية المزمرة ، من دشرة مغروسة فوق حجرة .. تنقورة متاع جبل ، معزولة ، الواحد كي يخزرلها أول مرة.، يقول عجب ! ياخي العباد اللي فيها كيفاش عايشين ..
هاو من اش سي خير الدين باشا ، الجنرال ، تقلق وتحرج .. تلفت يمين تلفت يسار .. طمان اللي أحنا وحدنا قاللي :
سامحني .. يا طفل . راهي عوارض الدنيا ساعة ساعة ترجعلي وتردني في هالحالة .
( فمة جزء آخر من اللقاء مع خير الدين باش نكملو من بعد .. ماني ما نحبش نطول عليكم )
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire