mardi 24 décembre 2019

تحرش 3/1


 خزرة عينيه  ، فيها برشه كلام ، ملا عينين عليه هالطفل . تبارك الله . خزرت لشعرو لصفر رطب مسيب ، وحواجبو مقرونة ، لونو قمحي ، طول بعرض ، يملأ العين ، قد ما حاولت باش نهرب بعينيا منو . شيء . عندو جاذبية وسحر غريب ، ما هيش في ولد بالعمر هذا ، امو قالتلي :
جا لبوه أصلهم أندلس ، ما خذا مني كان قشرتي ! 
كي تخزرلو ما يعطيكش عمرو . طول وقد وبدن . تبارك الله عليه . سبعطاشنسنا تقولش عليه عمرو عشرين ، مغروم بالكاراتي ، وأوقات فراغو يعديهم يترانا في الصالة متاع السيتي . ما يتكيفش ، يحب الموزيكا ، بوه شاريلو غيتار ، وعندو حصة في الكونسرفاتوار كل نهار سبت عشية ، ماو امو هي اللي  قالتلي ، وقالتلي زادة : 
هاوكا على نظرك ما نوصيكش عليه بربي !
في قلبي  قلتلها :
يا مدام ، وصيه هو عليا ، الطفل مالخزرة لولى باش ياكلني بعينيه ، وين انا باش نهرب منو .. 
نحنا اول العام . القسم اللي اعطاوهولي ، قسم متاع نخبة ، معناها قسم حساس ، وعليه العين ، قاللي المدير : 
يامدام ، انت ماشاء الله عليك اعدادك باهية ، والقسم اللي عطيتهولك ، الوليدات والبنيات اللي فيه منقين بالكعبة ، ووالديهم متريشين ، ما يحسبوش الفلوس ، عاد ماذا بيك تنورلي وجهي .
قلتلو  :
كون متهني سيدي المدير . واجبي نقوم بيه كيما يلزم ، الله يبارك . 
كيفاش نقلت لهنا ، لهالمدرسة المعروفة ، في هالحي المشهور ، في نواحي المدينة ، واللي سكانو مكثرهم ، ينتميوا لطبقة رجال الأعمال ، من مستويات مختلفة ومن أصحاب المهن الحرة ، مهندسين ، أطباء ، محامين الخ .. و بالطبع لقيت الزملاء والزميلات اللي يخدموا فيها ، اغلبيتهم عملوا يدين وساقين باش يحصلوا فيها موقع ، وكيف كيف برشه تلامذه ، والديهم ، عينيهم قريب توللي وراهم ، باش نجموا دبروا لوليداتهم بلاصة فيها .
عاد المسيو متاعي ، جرا لين ساقيه  قريب تحفى ، وقريب يبوس الساقين ، باش دبرلي نقلة لهنا . 
موش على حاجة ، على خاطر لهنا ، بالنسبة لزوجي عندو حسبة مادية بحته ، الوليدات والديهم متريشين ، في سراهم ، ويهونوا على صغارهم من غير حساب ، خللي عاد كي تبدأ عندك سمعة باهية ، توللي اللي تطلب تاخو . حسبة مالية ما كنتش انا حاسبتها ، كنت حاسبتها مسألة قرب للسكنى متاعى ، وتقليل هرج في المشي والجي ، وتكسير الراس متاع السيركولاسيون ، اللي تعبتني وارهقتني شوية ، بالأخص انا ما كنتش متعودة على هالنوع مالهرج متاع مدينة مجنونة ومرهقة كي العاصمة ..
 في المدينة المتوسطة اللي قريت فيها وعشت فيها وقريت فيها ، وحتى  المعهد اللي كنت نقري فيه ما يبعدش برشه عالدار ، عاد كي نقلوني اول مرة للمدينة ، لقيت روحي بحكم بعد المعهد عالدار ، متعذبة برشه .. 
 الفلوس ، والايتودات ، ما كانوش في حسابي ،  اللي كان في حسابي ، المتعة والتفرهيد ، والسفر ، والاستماع ببهجة الحياة والانطلاق ..
الفلوس .. ميش مشكلتي ، عمري لا فكرت فيها الا كوسيلة لتحقيق متع الحياة ، 
اي نعم ، مرتبي كان يكفيني . لا باس . ما عنديش هواجس   ولهفة ورغبة في تكديس الفلوس . 
مشكلتي كيما قلت ، نحب نعيش .
في بالي تزوجت باش نتفرهد ، ونعيش ، ونسافر ، ونحب ، ونتحب . في بالي حلمي باش يولي حقيقة و نعيشها .. 
وفي بالي ، حتى الراجل اللي اخترتو ، واخترتو بالمواصفات اللي حبيتها انا .. المواصفات البدنية ، ومعاملاتو  وطريقة تعاطيه معايا ، سواء في سياق الحياة اليومية ، والا في الفرش ، اي نعم ، لازم نكون واضحة ، الاشباع العاطفي والجنسي ، كانوا في جملة اعتباراتي كي عرفتو وقربتلو وحسيت اللي احنا حبينا بعضنا و فهمنا بعضنا ،
هاذي رفقة عمر ، وعشرة ، الواقع الأمور في الأول ، في الأشهر الأولى مالعرس ، كانت باهية و ممتازة ، ومشات تقريبا كيما كنت نحب ونشتهي ، لكن اتضحلي ، مع الايام وبعد لشهره لولى مالعرس ، اللي انا حطيت ساقيا في الميلوسي .
السيد طلع مهووس بحب الفلوس ، قريب يقدسها ويعبدها ، تفاجات بهاللهفة  العجيبة الغريبة ، نهار كامل وهو يحسب ، قداش صور ، رصيدو في البانكة ، يتحدث عالشراء والمكاسب ، واسعار البرطمانات .. 
الراجل ما عادش لاقي وقت حتى باش يقعد معايا على طاولة الفطور ، وانا نطيب ونصنف ونميل في راسي ، وننصب هاك الطاولة في الفطور ، والا في العشا ونستناه ، هاو تو يروح هاو توه يجي .. نوللي ناكل النصيب اللي كتب ، ونخللي الطاولة منصوبة ، كي يروح نقللو :
تحب نسخنلك !
يقللي :
لا.. كليت كسكروت في القسم . مالقيتش حتى طرف وقت ، هالغروب داخل هالغروب خارج ، ولينا تفاهمنا انا وزميلي باش نكريو برطمان اكبر ، انا نأخذ زوز بيوت ، وزميلي يأخذ زوز بيوت ، وهكاكا نوللي نراجع لزوز غروبات فرد وقت .. ماك تعرف هاذي ميسرة ، والبني وللى غالي ولازمني نزيد نشري حنى زويز برطمانات في هاك البلايص الهادي .. اووووه قاللك  الكرا فيها عالي ، البرطمان يتكرا بهاك الحسبة .
يتكلم والخزران ما يخزرليش ، ما يقدمش حتى اعتذار عالشقا اللي شقيتو ، ما يعطينيس حتى بوسه ولو بالكذب يقللي بيها :
سامحني في تعبك . 
والا يقللي : 
ما احلاك وما احلى مشطتك ، وما ابن ريحة البارفان ، قربلي خليني نشم ونمغمغ ..
شيء .. النافع الله . لا خزران . لا كلام حلو . يقوم الصباح . درا كيفاش يطش وجهو بالماء . يسلت هاك اللحية . يلبس اللي جا قدامو ويخرج كي المهبول . ما يرجع كان مع التسعة /العشرة متاع الليل . فيسع يمشي يتكب يرقد ، ويخليني مرمية في الصالة بسورية النوم ، بالماكياج ، بالبارفان ..
قلت لروحي :
تفوه على هالرمية اللي رميت فيها روحي .
قالولي :
 يامهبولة . القسم اللي انت فيه يدفعوا عليه الهبوط .. ماو اعمل ليتيد تو تصور الخير والبركة .
قلتلهم :
 لا . انا كيف نقري دروسي كيما يلزم ، فيه البركة . شبعانة . الحمد لله . انا ما تربيتش عالنهب والهات هات كيما برشه جواعه .
الوليد ، الحبيب ، يقعد في الطاولة القدامية . الحقيقة متربي وعاقل وجدي في الدروس متاعو . كي يدخل يصبح والا يمسي ويخزرلي في عينيا ويتبسم .
الحقيقة الامور بدأت تتحرك عندي .
اي نعم ، نعترف اللي ولاتفيا حاجة بدأت تتحرك ، بالأخص كي يحط عينيه في عينيا . وليت نقرأ في عينيه كلام . المفرخه متاع توه عينيهم صحاح . يمشيو للهدف طول . موش كيفنا نحنا ، ايجاني ونجيك . نبداو نلكلكو لين الحاجة تبرد وتمساط .
نهار ، الناقوس ضرب ، والتلامذه خرجوا ، قعد كان هو ، زعمه زعمه يكمل يلم في ادواتو.. ااااا.  هنا  ، مكنتني حاجه ميش عادية . قلت هالطفل موش باش يخليني رايضة . قلتلو وانا نلهث وصوتي يرعش : 
هيا حبيب . ازرب روحك . زملائك الكل خرجوا ، وانت مازلت تلم في ادواتك .
هز عينيه ورشقهم في عينيا . بهذلني . درولني . هزني . حطني . جبدني . عنقني . باسني . حملني . طيشني عالسرير . مدلي نوارة حمرا . طيرني في العلالي . ملا فروخ متاع توه .
قلتلو :
 حبيب ... زيناش توه مالتكركير . 
وانا ذايبه فيه ، وصوتي كاينو جاي من برور بعيده كملت : 
هيا عاد حبيب .. 
عينيه ما هبطهمش . وكاينو تأكد اللي هو غلبني قاللي : 
مدام ما احلاك ، وما ازينك ، وما احلى عينيك ، وما احلى شعرك لكحل المسيب على كتافك . انت عسلة يامدام . 
هالفرخ ما خلاش فيا عرق ينقح .. ما عطانيش حتى فرصه باش نجبد النفس زاد على مابيا وكمل قاللي :
ماما ..  قالتلي  :
 اسال المدام كان ممكن تعمللي ايتود في الدار .
ما جاوبتوش . مالتبهذيلة اللي تبهذلتها هزيت كرطابتي ، والساكوش متاعي ، وخرجت نزرب كي الهاربة . نسمع  فيه ورايا يعيطلي : 
مدام . مدام . 
ما حبيتش نتلفتلو حتى التلفيته . تلميذة قالتلي : 
مدام حبيب يعيطلك . 
تلفتت قلتلو : 
أ . حبيب ، أش تحب ؟
قاللي وهو يلوحلي في هاك التبسيمة اللي قهرتني : 
مدام نسيت تليفونك على بيروك . 
خذيتو من عندو قلتلو : 
مرسي حبيب.
 وكملت ثنيتي نزرب لقاعة الأساتذة . 
 ( ما نطولش عليكم  نرجع وقت اخر في الجزء الثاني والأخير .. نهاركم سعيد )

dimanche 22 décembre 2019

رسالة الغفران .. ( اللقاء مع خير الدين ) 2/1


بديت نحضر في الليسته متاعي .
قلت توه فما مرا أسمها عزيزة عثمانة . يقولوا اللي هيا كانت تعمل في برشة خير .. على عكس ما كان يظنوه ويعتقدوه ناس آخرين في بر تونس ، ناس آخرين من اولاد الشعب ، وفي الحقيقة ، العبد لله نمشي في هالتقييم هذا ، واسبابي في هذا بسيطة برشه ، كيف بساطة الناس التوانسة اللي يحبوا يكونوا توانسة ماهمش متسولين عند السلطة المنحرفه .. 
ماو من حقي باش نسأل زادة ، إذا كانت هالمرا هاذي فعلا ، فاعلة خير ، وهي فعلا اللي بنات المارستان اللي متسمي باسمها ، ووقفتو عالرعية ، سؤالي :
منين جابت الفلوس ، عندها رزق وسواني ، باهي ، لنفرض عندها ، منين جاها هالرزق تره ، و كيفاش جاها  ؟
بحيث إذا كانت هالمرا ، اللي هي أميرة زاده ، ومن مطبخ العايلة المالكة  وعندها هالثروة ، مؤكد ما تكون ناتجة كان كان غورة على حقوق التوانسة ، واغتصاب بالقوة ، والعنف والدم ، لاراضي واملاك اولاد تونس ، ومن بعد يجيوا يعطيوا مالشاه كراعها  ، قال شنوه عاملة حبس موقفتو عالمارستان ..
اه ، وقداش يسخفوني هاك الرهوط اللي مسجلين رواحهم صحافيين ، ومثقفين متاع السطوحات ، كي يبداو يجغجغوا ويوزعوا في " علمهم المغشوش والمدسوس " عالتوانسة  ، ويتمعشوا بهالمعلومات الوهمية ، الرخيصة والمزيفة  ، واللي ما عندهاش سند يوثق مصادر ممتلكات. هالمرا هاذي ، وفي حالة " للا " عزيزة عثمانه هاذي مثلا .
وقعدت نسأل في روحي  :
منين ليها الفلوس باش تعمل هذا ويتنسب ليها هالخير الكل ..
ويروجوا اللي هيا كانت مرا محسنة ، يعني هالشعب هذا كان عايش على " إحسان " مجموعة مالقراصنة الأتراك ، بركوا  ع البلاد واغتصبوا حقوق أهلها وولاو يحسنولهم ..
 هو ثمة واحد سارق ومغتصب وقاتل ينجم يعمل الخير ..
كبفاش تجي هاذي تره ؟
تسرق الشعب في حقوقو وممتلكاتو ، وتمشي ، تبنيلو مارستان باش يدعيلك بالخير ..
ايا قلت فك عليا من هالمرا  هاذي ، ما عنديش وقت حتى باش نشوفها وسألت المظيف ، قلتلو :
بالله كيفاش نعمل ؟ توه أنا نحب نستدعي برشة نسا وبرشة رجال.، لكن ما نعرفش أشكون منهم في جهنم  ، وشكون منهم في الجنة ، هالمعلومة منين ننجم ناخذها من فضلك ؟ 
تلفتلي وقاللي : 
يابنادم . ياخي آشبيك ! مازلت تتصور نفسك في الدنيا لخرى ؟ هنا راهو ماعندناش التشمشيم ، وهذاكا وين كان ، والا فين يعيش توه .
أنت تعمل الليسته ونحنا نجيبولك العباد ..
ومشا على روحو . وخلاني في حيرتي . كثر عليا التخمام والتفكير . السراق برشة ، والحفترية برشة ، وقتالت الأرواح برشة . والغشاشة برشة . والمنافقين برشة . قداش  نعدد .. وبشكون باش نبدا .. وغرقت في الحيرة . حرت وحار دليلي .. ما نفيق كان بواحد .. متعدي قدامي .. هازز راسو للسماوات السابعة ، وشلاغمو مبرومة ، وحاطط على راسو شاشية ماجيدي عليها نيشان مذهب ، وعلى صدرو نواشن ، لو كان تتحط على ظهر جمل يبرك بيهم ، وهو تقولش عليه خاض الحروبات متاع الدنيا الكل ، وفي التوارخ الكل ، وقعدت حاير في هالسيد ، كيفاش يدز في صدرو لهنا . قلت بيني بين روحي : 
أشنوه زادة يطلعش هالسيد حنبعل ، والا أميلكار  ، والآ ماسينيسا ، والا سيفاكس ، وألا يوغورطا ، والا كسيلة ، وألا واحد من جنرالات عقاب الزمان ، هاك اللي عملوا حروباتهم الكل في بيرواتهم ؟ البركة وقلة الحركة  وكثرت النواشن وهوما في البيروات المكيفة .. والكروش داززة .. ويقلك جنرال !؟ .. ماهي المسائل ، ولات معقدة ياسر  ، وانا منين نعرف هاللبسات هاذي لانا عصر ترجع ، بعد اللي بعدت اللي عندي مده وانا خارج عالدنيا .. 
عيطت للمظيف وسألتو : 
بربي ، تنجمش تقللي هالسيد اللي ماشي جاي قدامي نافخ ريشو تقولش عليه ما زال في الدنيا ، أشكونو ؟ 
قاللي : 
نصار أنت ما تعرفوش ؟ هذاكا الجنرال خير الدين .. خير الدين باشا ..
وعيطلو .. : 
أيجا يا خير الدين .. السيد طلع ما يعرفكش .. خليه يتعرف عليك .
تلفتلي سي خير الدين وخزرلي كي البوكشاش وقال : 
ماني نعرفهم ! جد أصلهم الكلب التوانسة ! نكارين عشرة  ! وما يعترفوش بالجميل ! .. ياخي هالزفت هذا موش واحد منهم ؟ هاك تشوف ، طلع حتى هو ما يعرفنيش ..
وبدا سي خير الدين يطوال ويقصار عليا .. : 
أنا اللي بنيتلكم المدرسة الصادقية !
أنا اللي عملتلكم المدرسة الحربية في باردو  !
 أنا اللي عملت الديموقراطية وكتبتلكم أقوم المسالك ،
أنا اللي عملتلكم الرائد التونسي .
أنا اللي عملتلكم المطبعة .
أنا اللي نظفت البلاد مالسراق والحرايمية .
أنا خير الدين
انا الجنرال خير الدين ، اللي فددتوني ، ومررتولي عيشتي ، وعيفتوني في روحي .
ماني  سيبتلكم البلاد ، وهجيت ، وخليتهالكم واسعة وعريضة . الباب العالي عيطلي . آحتاج لخدمتي . مولانا السلطان هزني للأستانة ، وكبر بيا  ، وعرف قيمتي وآستخمدمني ... يجي واحد من دشرة واقفة على حجرة ، شاددة روحها بالسيف ، فيها جامع ، وولي أسمو سيدي بوقديدة ، وكان ما نسيتش فيها أربعة وعشرين دار ، الواحد ما يطلعلها ، يشق الحومة ويطلع للبلد ويوصل لكاف دار قماش ، كان ما ريقو يشيح ، ونفسو يتقطع ..
أنا الجنرال خير الدين ، اللي عملت الخريطة متاع دشرتكم من عام 1864 .
دشرة فوق حجرة ، ما تلقى كان  الصخر والحجر ، مالشمال ، وأنت جاي من زغوان ، تدخلها من فم سلاقة ، و تتعدى عالمندرة ، وتطلع على حمادة صغية تسمي ها الرمل ، تلقى روحك في الحومة ، وتشق الزقاق ، وتطلع لين تلقى روحك في البلد ، ومالشرق ثنية بين السوداني ، على يسارك الجبانة ، واللي اللي مسمينو بوقديدة ، كي تو لهاك الحونتة ، تختار يا تمشي عالحومة ، ياتتلفت ياسار ، تلقى مسرب مايل ، يحزم كاف دار قماش ، من شيرة الشرق ، مسمينو ثنية المعزة ، هه بالشبر نعرفها ، ونعرفها علاش تطل ولاش تصلح ، هو نحنا تحسايب ما عناش خبرة في اللي يقولوا عليها توه عندكم  "ستراتيجيا "..
هه شيء غريب والله ، انا نعرف دشرتكم خير منكم ، يجي توه واحد منها ، ويسأل أشكون أنا .. باهي .. باهي .. نعاود نقللك أشكون أنا ..
أنا خير الدين باشا ..
 أنا الجنرال خير الدين ..
تعرفني القورة ، والمالط ، ولنكليز ، والطلاين ، والسبنيور والدزيرية ، والطرابلسية  ، والمراركة ، والسلطنة العثمانية ..
اي نعم والسلطنة العثمانية ويامندراك ، أنا اللي الباب العالي جابني باش نخدمو في الأستانة ،
وبدأ سي خير الدين كيف اللي شدوا السلطة الكل ، يجيب ويجلب ، ويهز وينفظ ،  وبدأ يخرنن من جديد ، وانا نخزرلو وباهت في هالراطسة ، كيفاش تسمى جنرال وحكم في برنا وكمل  :
أنا خير الدين اللي يسمعوا بيا في بر رب العالمين ،
كتبوا عليا الكتب ،
وعملوا لبحاث ،
وسماوني خير الدين التونسي ..
وسماوني خير الدين المصلح ..
وقعدتو تجريو وتجريو  ، باش تجيبوا رفاتي  لجبانتكم المزمرة هاذيكا ..
 تو أنت وليت ما تعرفنيش ؟؟
 باللازمة .. باللازمة .. لو كان في هاك الوقت ، بعثت الدشرة متاعكم  عشرة عساكر ، راني خليتها وجليتها  ، ورديتها جير وجرجير ..
 أنا الجنرال ...
المضيف شافو يتهز ويتحط قاللو : 
ياخير الدين .. ياخير الدين .. أشبيك نرفوزي .. الراجل ما يعرفكش .. ما عاشش معاك فرد عصر .. كيفاش تلوم عليه .. لا . هكا راهو ما نتفاهموش . شوية تواضع من فضلك ، لهنا
ما فما حد خير من حد .. ويلزمك تعتذر للراجل .. 
قعد سي خير الدين يتهز ويتحط ، ويتلفت لجنابو ، يقللك  : يتعداش بن ضياف ، والا مصطفى بن سماعين ، والا خزندار ، والا حد من جماعة البلاط ، يقوموا يضحكوا عليا ، قال شنوة  ، قال هيبتو طاحت في التراب ، اشبيك ، جنرال ، ووزير أكبر  ، يطلب السماح من واحد من رعية سيدنا ..
وشكون ..
واحد مالرعية المزمرة ، من دشرة مغروسة فوق حجرة .. تنقورة متاع جبل ، معزولة ، الواحد كي يخزرلها أول مرة.، يقول عجب ! ياخي العباد اللي فيها كيفاش عايشين ..
هاو من اش سي خير الدين باشا ، الجنرال ، تقلق وتحرج .. تلفت يمين تلفت يسار .. طمان اللي أحنا وحدنا قاللي : 
سامحني .. يا طفل . راهي عوارض الدنيا ساعة ساعة ترجعلي وتردني في هالحالة .
( فمة جزء آخر من اللقاء مع خير الدين باش نكملو من بعد .. ماني ما نحبش نطول عليكم )

رسالة الغفران ( اللقاء مع خير الدين ) 2/2


بيني بين نفسي قلت :
توه الراجل ، سي خير الدين ، كبر بيا . وقدم آعتذاراتو . من باب التربية يلزمني نقبلها ، و يلزمني نقبلها باش نكمل معاه الحديث ، الراجل بينا وبينو تاريخ طويل ..
نقبلها على خاطر أنا أنسان منطقي . لوكان جينا في الدنيا ، في وقتو هو ، ويعطيني كف _ مثلا _ .. قلنا مثلا راهو .. نروح للدشرة متاعنا فرحان وزايط .. ونعمل طبال وزكار ، ونذبح بقاري ، ونجيب الطامة والعامة  ، قال شنوة سيدنا الوزير لكبر متعدي .. شافني قاللي :
كي سبتك ياولد ؟..
 حشمت انا منو دنكست راسي _
في الحقيقة ، روسنا الكل في هاك الزمان ، كانت مدنكسة ، 
 كيف ما جاوبتوش .. هبط من عالحصان متاعو ، وعطاني كعبة حلوى !
تصور ..
يقول القايل علاش تكذب ياسيد ؟
نجاوبكم  ياسيادي :
ماني بكعبة الحلوى الملبس الخضراء  هاذيكا ، واللي مطعمها فليو ،  باش نعمل حتى انا البوليتيك  !
و سرح بيا الخيال وقلت :
اش كان عليه ، ماو نعمل مالكف حكاية ، ونبدل الكف اسيدي ، نردو كعبة حلوى ، والدمعه نبدلها بضحكه ، ونعمل من هالحكاية زازة وهيلولة ، واسمع ياللي ما سمعتش ، ويسمع بيا القايد ، والخليفة ، والصبايحي ، ويهزوهالو باردة وسخونة ، بالطبيعة الراجل باش يقول :
 هالولد فيه ما يكتم السر !
وأنا بطال ، مزمر ، فقير ، وجد أصلي منحي ! 
اشبيك ، هنشير كامل نحاهولنا سيدنا الباي ، وخللى الجدود تعاني وتقاسي ، وعينيها تخزر ، أمالي الدشرة الكل ، صبحوا من يومهم ربنا كما خلقتنا ، أشكون كان يقول للباي  : قو . سيدنا راهو . ينجم يبعث محلة بالسكر متاعو ، يحرقنا في ديارنا ، ونمشيو لا نايحة لا دفينة ..
عاد موش خير الواحد يبدل الكف بكعبة حلوى ، ويفضل هالتتريكة هاذي ، خير مالموت المشنعة ، وعساكر الباي ، لا يعرفوا لا رحمة ولا شفقة ،..
أوه ضيعتكم معايا .. نرجعو وين كنا ..
قلت  :
وقت اللي يسمع بيا عملت زردة عالكف اللي عطاهولي .. ويوصللو خبر  الكف اللي وللى كعبه حلوى ، هو بيدو كي  باش يسألوه القوادة متاعو .. ما ينجمش يكذبني .. وهكاكا نمشيو كذبة بكذبة .. آنا مانيش خاسر وهو ماهوش خاسر ..
شفتو ماو الكف اللي أنا رجعتو كعبة حلوى ، آش باش ندبر في جرتو ؟ ماو ساعتها باش يناديلي ، ويخدمني عندو ، وبالشوية بالشوية نوللي في الحاشية ، نتعرف على مرتو وعالمحضيات متاعو ،، نحب نقوللكم  :
راهو  الوزير الأكبر ، ما كانش ينقصو التلبيق ، والتروميز ، وقلة الحياء ..
أوه .. أشبيني مشيت لبعيد وهزيتكم معايا لبرور الدنيا لخرى ..
ما عليناش قلتلو :
آعتذارك مقبول .. ياباشا .. 
فرح سي خير الدين وقعد مقابلني .. وقاللي :
بارك الله فيك .. 
قلتلو : 
من غير مزية ، لكن ما تقلليش أشبيك لهنا ، يضهرلي فيك درا اش عامل من عملة ياوحيد انت  اااه .. مالا عندك مديدة تستنى ؟ 
قاللي :
 طويلة .. طويلة برشه .. عد لين تفد .. ثرنتو الحساب صعيب .. ما كنتش نظن الأمور  لهنا هكا ..  
قلتلو : 
ماك حتى أنت لزيتلها بارشه موش شوية ياباشا ، ودبرت راسك ، الباي كان مستامنك عالخزنة ، في بالو اللي أنت ، رأجل ثقة ، موش كي اللي سبقوك ، وموش كي اللي  عندنا توه في الدنيا  ، هات شاشيتك هات صباطك ، يخطفوا سنين الكلب وهو ينبح ، عاد ارتاحلك سيدنا ، وعطاك  هاك الذهب ، والديامنت ، والزمرد ، والحلي المرصع بالشيشخان ، باش تبيعهم ، وتخلصلو ديونو ، ياخي أنت هردتها ، وليت توزع فيه عالمحضيات متاعك ، ماهو ياجنرال ، الكتايب ما زالت موجودة ، آش تحبني نقللك ، راك حتى انت ما خليتش من  روحك زادة ودورت صويبعاتك ..
خير الدين  ، وجهو لخلخ ، وتلفت يمينا ، تلفت يسارا ، وطبس عليا وقاللي : 
ما تقول هالكلام .. نصارى الكتايب موجودة لتو .. 
قلتلو : 
مالا.. لا .. وبخط العدول .. في لرشيف متاع الأيالة .. وفي لرشيف متاع الايالة شيء ما يضيع .. كلو مسجل في الزمامات والكتايب  . 
قاللي :
ياوالله أحوال .. ياوالله حوال .. 
قلتلو : 
ياباشا ، ثمه حاجة أخرى لازمك تعرفها ، هاك الكتاب اللي سميتو  اقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك ، واللي _ سوا ديزون  _  أنت كاتبو ، واعطيتوا هاك العنوان ، بارشة ناس ، يعرفوا اللي هو موش متاعك ، ولا من تاليفك ، وأنت مقتبسو عالفرنسيس ، وقت اللي مشيت لباريس  _ سوا ديوزون  _  باش تبحث مسألة المديونية ، والحوفة متاع الحاشية اللي هربت الفلوس ، وخلات البلاد سقف وقاعة ..
دنكس راسو خير الدين باشا وقاللي : 
قداش تحفرو .. الله يتولاكم .. 
قلتلو :
توه بالله يا جنرال ، انت بالكاد تفك الخط ، وما عندكش لا موهبة ولا قدرة ع الكتيبة ، وثمه شبهة كبيرة اللي الكتاب اللي حاطط عليه اسمك كتبهولك بن ضياف ، اش عندك ما تقول تره ..
دنكس الجنرال راسو ، ومكنتو الرعشة ، وبدأ يغمغم ويهمهم ، ويتهز ويتنفض .. كملت قلتلو :
ياباشا . أحنا ماناش نحفرو . أما الحقيقة ، كي نبداو ماشين في ثنية التاريخ ، لازمنا نخزرو ونلوجو عالحفر .. توه ، مثلا ، ياباشا ، هنشير دار الباي ، كيفاش هداهولك الباي ؟ وعلاش هداهولك تره ؟ تو هالكلب التركي الأنكشاري الزفت ، يفك متاع الناس ويعطيهولك ، كيفاش تجي هاذي ، بانا مناسبة
تره قللي ؟ وبانا صفة ياسيدي ، تنجمش تقللي ؟ وتنجمش تقللي ، أذا كان بالحق  أنت  مصلح ، ونزيه ، وصالح بالمنجد ، علاش قبلت هالهدية المسمومة ؟ ياخي أنت سيدي تاتة ، وألا وزير أكبر ، ما تعرفش اللي هاك الباي ، هدالك حاجة غاير عليها ، ما هياش متاعو ؟  شفت ياباشا قداش أنت ماكش نزيه ، وماكش صالح ، وماكش مصلح في المسألة هاذي ؟ هاوكا جماعة تاكرونة ، وجرادو ، والزريبة ، وهرقلة ، قعدوا يقاسيو لتوه ، قال شنوة قال أملاك الدولة .. ومن بعد جاء الجلاء الزراعي ، اللي عملوا الزعيم ، حتى هو زاده ، خرجنا بأيدينا على روسنا ، شفت سيدي أشنية أعمالك وعمايلك الحرفة والمنحرفة ؟
باهي وكيف انت اقترحت على بن عمار باش يشري الهنشير  من عندك ، والراجل كان صادق معاك ، قاللك إمكانياتي ما تسمحليش باش نشريه ، اشبيك بعتو للشركة لفريقية الفراساوية تره ؟ 
الباشا خير الدين قعد عالتراب  ..
ونحا شاشيتو الماجيدي ..
 ولوح نواشنو ، ووللى يبكي ويضرب على فخاذو كي الولية اللي تعدد  وقاللي : 
غلطوني .. الله غالب .. أنا مانيش شمس نزرق على بر تونس  .. ما كنتش نعرف اللي المسايل باش توللي هكا ..
مالا قللي هاك الناس مساكن مشات فيهم وفي الحشاشة ؟ 
قلتلو : 
اشنوه ياباشا .. توه تحسايبني مالجماعة اللي عاشوا في وقتك تدز عليا في عجلة الكروسة متاع جد أصلك ، في بالك انا  درويش قدام سيادتك ، فيق  ياراجل ، واحشم على روحك ، راهي العملة الكبيرة الي عملتها تتعدى في خانة  الخيانة العظمى ، يعني ما كفاناش استعمار لتراك ، زدتو سلمتونا للاستعمار الفرنساوي ، لزمه احنا عند دين سماكم ، باهي ثمه حاجه أخرى ما زلت ما قلتهالكش ! 
تفجع خير الدين . حل الفيستة متاعو . عاود جبد شاشيتو الملوحة وبدا يضرب بيها في التراب ، أي نعم ، شاشيتو الماجيدي هاذيكا ، اللي مصورينو الفساد بيها وهو على حصانو لبيض ، لا ، وزاد  نحى صباتو ، وقاللي وهو يبكي : 
 بالله وليدي قللي اشنية الحاجة لخرى ؟
قلتلو : 
ما زال ثمة الواقعة الأهم ، والجريمة الأكبر في تاريخك لحرف .
قاللي :
 آشنية وليدي ، راك طيحتلي الدمار في ركايبي . بديت نشم فيها قارصة . ؟
قلتلو : 
موش كان بيعانك في هنشير النفيضة للشركة الأفريقية الفرانسوية برك  . وهجانك من بعد للأستانة ، قال شنوة  قال الباب العالي عينك عندو صدر أعظم ! نحب نسألك تنجمش تقللي ، علاش بعت تراب تونس ، ياللي مكش تونسي ، للفرانسيس ؟ تنجمش تقللي الفلوس اللي قبضتها وين مشات ؟ تنجمش تحكيلنا بوضوح على علاقاتك بالفرانسيس والأتراك ، وعلاقة الأثنين ببعضهم ودورك أنت بيناتهم ؟
ولاش سي خير الدين يتمرغ في التراب ، تقولش عليه درا شكون ماتلو .. 
شديتو من يدو ، سخفني ، وقفتو على ساقيه  ، وهو يترعد مالفجعة ، وحالتو ولات تكرب ، وتسخف الحجر . قلتلو : 
أسمع ياجنرال . التاريخ ما يرحمش  راهو ، و الشعوب ما تنساش وما تتخلاش على حقوقها ، تسامح نعم ، لكن ما تنساش ، نخليك تحاسب نفسك ، و اعتذارك ياباشا  ما عاد يفيدنا في شيء .
( هنا نوقفو حكاية سي خير الدين )

samedi 21 décembre 2019

رسالة الغفران.. سرقة موصوفة لافكار ابي العلاء ( الباي اللي قدم تسليمو )


قعدت في بلاصة مروحة ..
جبدت الزمان والستيلو ، قلت بيني بين روحي زعمة بشكون بش نبدى ؟
انا مازلت نخمم ، هكاكا والسيد متعدي قدامي واحد موهر ، لابس لبسة متهممة ، وعلى صدرو بارشة نواشن صف تلصف لصفان ، ظاهر اللي نواشن مصنوعة  مالنحاس ، خزرلي ، خزرتلو ، حياني بهزان راسو ، ما آهتميتش بيه ، مشى خطوتين ، ومن بعد رجعلي ، وقاللي : 
اشنية قلة الحياء متاعك ، باقي متجنقش ، تو ما حشمتش ، وقمت باش تسلم على سيدك ، لو كان جات الدنيا دنيا ، راك هبطت على ركايبك وبستلي يدي .
تنبزت من كلامو وقلتلو : 
من فضلك .. حدك حد المسقي . أنا ما جيتش باش نطيح قدري لهنا . وبعد هذا ودونو  ، ياخي سيادتك ماكش عارف اللي أنت ماكش في الدنيا ، 
قاللي :
 صحيح . ساعات تاخذني غفوة تهزني لهاك الدنيا . سامحني ياسيد .
قلتلو : 
السماح دنيا وآخرة . دنيا على خاطر لا ريتك لا نعرفك لا تعرفني . وآخرة هاك غلطت وطلبت السماح .. أما بربي نحب نسألك ، أش كنت تعمل في الدنيا ؟
قاللي : 
تحب تعرف . نقللك ، أنا كنت باي عليكم . أما ما كملتش . قدمت آستقالتي . وشديت قصري في منوبة ، لقيتكم جماعة مهفات ما ينجم يحكم فيكم كان اللي خلقكم . بالخص هاك الزنوس المايلة اللي كانوا يسيروا في البلاد .. أعوذ بالله .. أعوذ بالله .. يخطفو سنين الكلب وهو ينبح .. والله لوكان نرجع الا ما نعمللهم أجنة متاع تتبع ، وندك جد أصلهم الكل في الحبس .. أما خسارة .. لتو ضميري يأنب فيا اللي ما عملتش هكا قبل ما نجي لهوني ..خسارة .. هاك عرفت سيدي أش كنت نعمل .. 
قلتلو :
عجب  . باي فرد مرة . ومستقيل . حتى هاذي غريبة . وشبيك آستقلت . أشبيك ما آستنيتش حتى لين يقتلوك بالسم والا بالسيف ، ماكم كنتو ديما بين بعضكم كولني ناكلك ، ودماياتكم شرتلة ، والا ، على الأقل ، ستنيت حتى يحضر أجلك . هكاكا ، تسلم فيها هناني بناني . وعلاش سلمت ، تنجمش تقللي ؟
قاللي : 
آآآآآ هاك جيت للصواب . باش تنجح في المهمة متاعك .. أي نعم باش تنجح .. على خاطر تعرف تسأل .. صحيت .. لو كان جينا غادي وقعدت نحكم ، نعطيك نيشان الأفتخار ، وكسوة معتبرة ونرجعك لدشرتكم ، بمحلة متاع عسكر الباي ، باش القايد والخليفة يهابوك وما يدوروش بيك  . يقللك .. بارينا منو ، هاذاكا صاحب سيدنا .. أما خسارة .
قلتلو : 
المهم سيدي علاش سلمت ؟ 
قاللي : 
من نهارت اللي شديت الحكم . وانا مفجوع . نجي خارج باش نعمل دورة في الجنينة . يقومو الموزيكجية بالترمبيتات متاعهم والطنابر . دم دم دم . يكسرولي راسي . يتحط الفطور . يمررهولي بالدم دم . نجي خارج باش باش نقضي حاجتي . موزيكة الباي تضرب . فاضحيني مالصباح لليل . وساعة على ساعة يدخلو علي هاك جماعة العروش . الواحد منهم كيف يزهر قدامي يطيحلي الدمار في ركايبي .أما كيف يدخل عليا الوزير الأكبر متاعي نفد ويطير نعيمي . بالأخص كيف يبدى يترونق ويتنوفق ويدور منا ويرجع لنا ، ويمد في الأوراق وأنا نختم ، ، نختم ونعرف اللي شطرهم متاع حوفة وتدبير راس في فلوس المكس ، لكني مجبور ، السيد كل ما يمدلي ورقة يقللي :
سيدنا ، ربي يحفظكم ويخليكم ذخر للرعية والايالة ، ماو باش الرعية متاعك تعيش مرتاحة ..
مرتاحة ! وهو وهاك الفاسد الكبير ومتاع الخزنة ، الكلاب الأثنين ، عاملين في خلاها ما والأهل ، ويدك وحديدك مع القياد ، والخلفاوات ، والصباحية  ، وبايات الأمحال ، يكملوا ايمصو دم الرعية ، نهار تنكرت ، ولبست لبسة ماهيش ، وعملت دورة في الأرباض والنواحي ، نلقى الحالة مزمرة مدمرة ، والناس مقملة مسخة جيعانة ، حالتهم تسخف الحجر  وتبكي الصخر . روحت . وقلت ما فيهاش . هاذي حكاية باش تهزني لجهنم . لا ياخويا . نستقيل ونسيب أهل البلاء في البلاء . ...
هاو فتك بالحديث عاد .. أنا في الحقيقة ماكنتش لاهي بحكاية الحكم برشة ، على خاطرني من صغري مغروم بالفن ، ونحب المالوف والشطيح والرديح ، وما تنساش اللي أنا كنت صاحب كيوف زادة .. كل ليلة كانت عندي سهرية تعمل ستة وستين كيف .. حتى لوجوه الفجر .. نقوم تاعب .. مهدود .. ياصاحبي نساء وبنات وعوادجية وكيسان تدور .. كيفاش تحبني نوفق بين _ سوا ديزون _ الثقافة .. والغنا والطرب والشطيح والرديح  ، وهالجو الحلو ، ومسألة تسيير الأيالة باللي فيها .. لقيت المسألة صعيبة برشة ، وحكمت عقلي وضربت خماسي في أسداسي  ، وعملت كيفما يقول هاك المثل : 
كي تلقى الزهو والطرب لا تبدلو لا بشقا ولا بتعب ..
 من حينك سيبت المرمة واللي ثمة .. وتلهيت بكيوفي .. 
قلتلو : 
آآآ .. حكايتك غريبة . لازم الواحد يرجع يقراها على بزو ومعناه .. معناها أنت باي مثقف وفنان ..وبعت الكرسي على خاطر كيوفك ؟ تستقيل مرة واحدة .. اللي نشوفو فيهم تو غادي في الدنيا يعملوا هالعمايل هاذم الكل ، ويعيشو في الخمج من صباحهم لليلهم .. ومن ليلهم  لصباحهم  .. ويبداو شادين في الكراسي لين يموتوا .. عاد أنت تتسمى مثال يحتذى به .. لكن نحب نزيد نسألك سؤال آخر : 
ما تقلليش أشبيك هنا ؟ 
قاللي : 
هاني نستنى .. شي يقللي راك ماشي غادي .. وشيء يقللي لا.. مستحيل أنت عالشيء اللي نعرفوه بلاصتك ما تكون كان غادي .. هاني لتو حاير نستنى في حكم ربي ..

vendredi 20 décembre 2019

وقت اللي قررت باش نحب ..


يحكي .. ما نعرفش لشكون يحكي .. قال : 
وقت اللي قررت باش نحب .. وأنا في هاك الزمان البعيد .. البعيد ياكبدي .
حبيت وحده وقلت هاذي عليها نموت ومنها نخلق وفيها حياتي وموتي  ..
أمي .. خزرتلي خزرة حرشة .. قالتلي : 
ماو شاور بوك .. هكاكا لا طاح دزوه .. تحب وتختار وتموت وتحيا في طفلة لا نعرفوها لا نعرفو عيلتها لا اصلها لا فصلها .. ياخي الأمور مسيبة .. وانت ياسيدي مازلت تقرا ..
أمي نعرفها عاملة خطة .. مرا .. تعرف اتكتك.. وبابا يخدم على روحو مالصباح لليل ، يروح مهدود ، يتعشى ويشرب كاس تاي ويعمل سويقر ويتفرج في الأخبار ، بعد ما يشوف التصاور متاع الوزر والحكام يقول : 
تفوه على جد أصلكم واحد واحد بالحرام لكلكم تكذبوا وتسفهو وتنهبو في البلاد . 
ومن بعد يتلفتلنا وهو في هاك الحالة متاع الغش ويقوللنا : 
اسمعو .. ردوا بالكم تقولو هكا في الشارع .. وألا تتحدثوا في السياسة .. نحبكم ما تتلهاو كان بقرايتكم .. أقراو وانجحوا وخوذوا شهايدكم ومن بعد يعمل الله ..
الحاصيلو قرينا ونجحنا وتخرجنا وخدمنا .. وقلت لامي :
 نحب ناخذها ..
قالتلي :
بنات الناس لعبة هيا .. ياخي الماخذه ساهلة والعرس ما يلزموش مصروف وبوك يد واحدة ما عندو منين بش يعرسلك ..
قلتلها :
 يا أمي العزيزة .. الطفلة راهي باش تطير من يديا .. وانا حبيتها ..
قالتلي :
 ياخي تعرفها ؟
قلتلها : 
لا
قالتلي : 
تعرف عايلتها ؟
قلتلها : 
لا 
قالتلي :
تعرفش بنت أشكون ؟
قلتلها : 
لا 
قالتلي : 
غدوة كان عشنا الوقيت هذا نمشيو نخطبو .
فرحت وشخت وزهيت وشطحت وغنيت . 
من غدوة عالصباح مشيت شريت كسوة قمقومة . وصباط بهاك الحسبة . روح بابا بكري مالخدمة . دوش وعاود حجم لحيتو . وقاللي : 
ايا ولدي بره شدلنا تاكسي .
خرجت وقفت تاكسي . ركبنا . التاكسيست قال : 
 وين على خير ؟
بابا قاللي : 
قللو وين قاصدين ربي .
تربثت . معرفتش آش نقول لبابا. معرفتش وين تسكن . ما عرفتش فين تعيش . مرة واحدة شفتها في الباتيسري . تاكل في كعبة ميلفاي هي ووحدة صاحبتها . قربتلها . قلتلها : 
ماحلاك وماحلى قدك وماحلى زينك وماحلى عينيك . 
تلفتتلي . هزتني حطتني . وضحكت وقالتلي : 
بقلة على لونك .
وخرجت هيا وصاحبتها وركبت في كرهبتها وخزرتلي خزرة لتو ما زلت نتفكرها ومدتلي لسانها ، وخدمت كرهبتها وخرجت بديماراج أميركان . خلفت وراها حس وتزرييط . قال واحد مالجماعة اللي بحذايا : 
يا خويا . داخل على جبل بقادومة .
من ساعتها وانا نحلم بيها .
بابا . دغرني من تالي ونزر وقاللي : 
أيا مكش باش تقوللنا وين ؟
قالتلو أمي :
 ياراجل يزي . ولدك حشم منك . مانا ماشين لدار أختك . لازم نقولو هنا بير .
كيف وصلت نلقى الأمور الكلها منظمة . وخواتي سبقونا . 
قال راجل عمتي ، يحب يفدلك  : 
شوفو هالصغار ياسيدي . الواحد الماء يلعب تحت ساقيه وهو موش فايق . باللازمة ما سمعت كان البارح من أختك .
قاللو بابا : 
ربها واحد يانسيبي العزيز . أنا تو سمعت في التاكسي .
وسكت الراجل.
 الترينو  وقف . تلفتلي وقاللي : 
بربي ميش حكاية تضحك .. حكايتي .. ؟
وبلعتنا زحمة المحطة .

jeudi 19 décembre 2019

ما أمر هالعيشة ياعيشة .. النهار باين من صباحو


 عيشة حمات الطابونة. وخرجت الكسرة سخونة تشهي . تستنى في الراجل باش يجي مالسوق . باش تطيب الزهومة 
، كيما اتفاهموا البارح في الليل ، وهو متمرفق بحذاها ، وبراد التاي يركرك قدامهم يسمعوا في الراديو ، مسلسل الحاج كلوف .
قالتلو :
جيبلنا حتى رطيل غلمي ، عندنا برشه ما  طيبناش مرقة بلحم العلوش ، واني عجنت السميد باش غدوة ننوض بكري معاك ، انت تقصد ربي للسوق ، واني نحمي الطابونة
قاللها :
 الله يبارك والخضرة كي العادة ماو،
قالتلو عيشة :
كي العادة ، اش عندك ما تزيد ، وما تنساش الفلفل الشايح ، رانا ما عندناش باش نطيبو . الماكلة بلا فلفل تجي حاشا نعيمة  ربي ماسطة لاسطة .
وكان العمل هكاكا ...
بره هاو تو يروح العمري مالسوق  ، هاو تو يجي العمري ، استنات عيشة ، استنات ، كملت شوارها ، خذات المثتان فرحت البيت ، لمت الحوش ، خرجت الروث متاع البقرة للزبلة البرة في الزريبة ، قدام الدار ، وسيبت رباط البقرة ، وقادتها لبره للزريبة  ، وربطتها في الموثق في طرف الزريبة ،  حطتلها التبن ، ودخلت ، سخنت نحاسة المي ، بلت شعرها  وعملتلو طلية بالطفل ، وصبت المي على لحمها ، وعملت طلية بالصابون الممسك ، نوع بالموليف بريحة القرنفل ، ومن بعد عملت تشليلة ، وجبدت الفوطة ، نشفت لحمها وشعرها ومشطتو وضفرتو ، مالا ، ماو اليوم سوق ، والعمري ، راجلها ، كي العادة ، ما ينساش اللوبان ، والكاكاوية ، واللوز ، باش دوب ما يليل الليل ، يتعشاو ، ويسهروا ، و يسمعوا حلقة من سلسلة  "اختبر ذكاءك " في الراديون ، ومن بعد يفزوا ، ينحيوا جرودهم ، ويطلعوا عالدكانة ، وتبدأ رحلتهم الليلية مع البوس والتعنيق ، والضحك ، والشيخات ، وما تسمع كان اسواطهم جايه من بعيد ، وبدأ طرح الشيخات والزهو واللهيث :
 ويزي ياراجل احشم  .. ووه ، ياخي ما تعرفش تعف ، نعرفك راني كي تشد ما عادش تسيب ،  غدوة عندك خدمة راك وباش تنوض مالفجاري ، دبر راسك ، هاني قلتلك ..
وتحط صدرها على صدرو ، وتسلم روحها ، لين تولي خيط ..  استنات عيشة ..
هاو تو يجي العمري ، شيء  .
قيلت القايلة والعمري ما جاش ..
عشات العشية والعمري ما روحش .. 
الناس الكل روحت . اللي عالبسكلات ، واللي عالبهيم ، واللي في الكرهبة الخضراء ،
حتى من رابح مروح عالكاليس متاعو ، بعدما تسوق .
ورابح ، عندو مجريشة اولاد وبنات ، اشبيك ، السيد خوذ طلق ، خوذ طبق ، وزيد عندو على ذمتو ثلاثة نساء .
بحيث سي جابر ما يقضي كان كي السوق يخف وتهبط الاسوام ، وقتها يقضي قضيتو ، وعلى هةذاكا هو آخر واحد تقريب  يروح مالسوق . 
ياعيشة وسع بالك هاو تو  يجي الراجل ..
ياعيشة شوية صبر ، والغايب حجتو معاه ، هاو تو يجي الرويجل ..
شيء .. لا راجل ولا رويجل ..
قالت زعمة هالزهمولة ميش زهمولتو ..
 نستنى بالكش تو يطل بين حين وحين .. 
كسرة الطابونة بردت ..
دخلت عيشة للحوش . حطت داقرة الزيت ، جبدت كعيبات زيتون ، وقرينات فلفل املح ، كلات النصيب اللي كتب .. الحال ربيع ، قالت عيشة نمشي نحلب البقرة ، وهاي الشمس قريب تطيح والليل قريب يليل ، ونمشي نتكب نرقد ، يجي والا لا يجعلو باش جاء . 
مع طياح الشمس ، رجع العمري ، مروح يكركر في رجليه ، دق الباب .. عيشة خذاتها عينها  ورقدت ، تعبت ، وما سمعتش الدقان عالباب  !
العمري عيط :
ياعيشة  .. ياعيشة . 
نبحت الكلبة . عاود نادى :
 ياعيشة حل الباب . ياعيشة حل الباب ،،،
بعد وين ووين ، سمعت عيشة الدقان عالباب ، ونبيح  الكلبة ، تكسلت فركت عينيها ، وقامت ، وحلت باب البيت ومن بعد حلت باب الحوش .. 
العمري حمق عليها وصاح   :
يا كلبة يابنت الكلب ، قريب نكسر الباب ، وصوتي قريب يبح.، وانت في سابع نومة ، الصياح متاعي ، ونبيح الكلبة ينوضو رقود الجبانة ، وبالكش راهم تفجعوا .. 
تغششت عيشة وطلع الدم لراسها وقالتلو :
ماكش باش تزي مالوطاية متاعك ، موش قلتلك مليون مرة ياعمري ، بيا  وامي ما تجبدهمش على لسانك لا بالمليح ولا بالدوني ، ايا ضم عليا فمك تره ، ما تقليش ياخي اشبيك لتوه ، اشنية هالغطسة غطستها ، ياخي قعدت تلم في فضلة السوق .
قاللها العمري :
اسكت عليا ، اسكت برك ياعيشة !  اللي جرى فيا اليوم ما جرى لحد .. 
قالتلو عيشة  :
 هاني سكتت وهاني داخلة باش  نتكب نرقد !
قاللها :
 ما طيبت شيء ؟
قالتلو  :
على قضيتك اللي جبتها مالسوق !
قاللها :
 نعرفك غضبانة مني ياعيشة ، اما والله موش مني .. العيشة كلية ياعيشة !
 غناتو .. ودخلت تكبت رقدت .
قاللها اشبيك طفيت الفنار .
قالتلو  :
اخي ما فيبالكش اللي الغاز وفا ، وآخر قطرة صبيناها البارح . لا عاد عندنا غاز لا للبابور ولا للفنار ! 
قاللها :
سكرتها ياعيشة  .. سودتها ياعيشة .. حتى هو نهار أحرف من أولو .. والله عارفو نهار مسود من صباحو ، وين نصبح عالهاني ولد خالتك ، يطلع لي نهار والعياذ بالله !
قالتلو :
اشبيه الهاني ولد خالتي ، ايا تره ، حدك ثم ، ما تجبدليش الفاميليا متاعي . 
قاللها العمري  :
 ياخي ما تسألنيش ياعيشة لا اشبيك ، لا كي سبتك ، لا علاش وخرت ، لا علاش ما تسوقتش !
قالتلو  :
 جيتك من جناب ربي أسكت وخليني نتكب نرقد ! 
 قاللها :
 مستانسه كل سوق ، نلقاك مسوكة ، محمرة ، مكحلة ، محرقصة ، مفوحة ، اش توتى عليك اليوم ياعيشة ! 
قالتلو :
 نسوك ونحمر على خيبتك وكبان سعدي !
قاللها العمري :
 ياعيشة ! والله العيشة كلبة ياعيشة ! خللي واسكت بركه ، الغريبة اللي جراتلي اليوم نحكيها لحفار قبري .. 
عيشه مشات في سابع نومه ...
وهو قعد يحكي ..
اسكت برك ، ماني جيت نضرب عالفلوس لقيت يدي والصحة . قلت زعمة الفلوس تسرقت . وشكون اللي سقط عليا .
راقدة عيشة ما جابتوش ..
دزها بمرفقو . فاقت قاللها :
 ياخي شخرت فرد مرد . الفلوس انت بيدك حطيتهم في جيب البلوزة الدخلاني . 
قالتلو :
 ايه .. يا شومي ، الفلوس حطيتهملك في جيب البلوزة الدخلاني .
قاللها  :
لبست البلوزة ، وين خلطت للسوق ، حطيت يدي في الجيب
ما لقيت شيء .
قالتلو عيشة :
 اشنعتي كان . نهار مشوم على عيشة ، وين مشيت الفلوس ياعمري ، الفلوس اني بيدي حطيتهملك في جيب البلوزة الدخلاني . تكونش ياعمري ، تربعت في حانوت مالحوانت ، 
وقمرت بيهم ، ماني من سعدي المكبوب معرسة بواحد من عيله واطية ..
وتقعدت عيشة وتربعت ، وبدأت تخبط على فخاذها وكملت :
ياكبان سعدك ياعيشة ، كان انت قعدت ضحكه بين اندادك ، يا ناري عليك يا عيشه ، اناهي دعوة الشر اللي طاحت فيا ، راني جيت باش نقول لا قلت ايه ..
قاللها بصوت رايض كاينو يتوسللها باش تنقص مالصياح والتعديد  :
ياعيشه ريض روحك ، اشبيك شعلت فيا فتيلة بلا زيت ، هاي البلوزة المشقوقة وزيد فركس بيدك .
قالتلو عيشة  :
البلوزة المشقوقة ! انا بلوزه مشقوقه زاده ! الفلوس حطيتهملك في البلوزة القراية الشخمة  المدورة ، اللي مستانس تمشي بيها للسوق !
تنطر العمري فرد تنطيرة . وحل باب البيت ، وقعد في العتبة ، وبدأ يلطم في وجهو ، ويخبط على ركايبو ، ولوح الكبوس على طول يدو في الحوش ، خلطت عليه عيشة ، مدتلو البلوزة الشخمة اللي مستانس يلبسها نهار السوق و قالتلو :
 هيا ادخل ارقد . ومدتلو الفلوس .
كمل التخبيط بيديه على ركايبو وقاللها  :
حتى هي عيشة كلية ياعيشة . قلتلك النهار بان من صباحو ، مللي ريت هاك الزفت عرفتو نهار أزرق .. رصاتلي ماشي جاي عالثنية ياعيشة مرتين مالسوق للدشرة ومالدشرة للسوق واني كي المهبول ، راني مرتين نوصل حتى لقدام الدار .. واني نثبت في الثنية شبر شبر .. شي النافع ربي ..عاد قلتلي ياعيشه  راهي الفلوس في البلوزة الشخمة الدورة  اش عملتلك ياعيشة ، الله غالب هاذاكا مغرفتي اش هزت ، ياعيشة ، راهو خلاص كانزه كاملة ، كانزه والعمر جد اصلو منحي ، يتكب ويتقعد ، نكلت على جدودي اللي خلاوني  ، يمشيو هكاكا  لا نايحة لا دفينة ، علاش تره ، اش عملت في عمري الكلب ، ما يزينيش وجه ولد خالتك لحرف تزيد انت على ما بيا .. عندها الحق العزوزة امي كي قالتلي العيشة مع عيشة باش تطلع حرفة ..
امي قالت الحق ياعيشه  ..
الله يرحمك يامي ..
 قالتلو عيشة  :
 الله يرحمها يفعلها ، حتى هيا كانت كي تطلعلها الكلبة بنت الكلب على بي لزهر ، تبيتو في مخزن التين .. هيا ادخل وتكب ارقد ، والا نعملك ما عملت المرحومة امك لبيك ..

mercredi 18 décembre 2019

حضرية تزغرط نهار الانتخاب في دشرتنا

بعد ما جا متاع لجنة التنسيق ، الأحد اللي فات ،ونفخلنا جنابنا بكلام ، حفظناه مالأذاعة والتلفزة والجرايد ، قال : 
الحمد لله اللي تونس عايشه في الأزدهار ، بفضل حنكة وحكمة المجاهد لكبر ...
 وهنا قام التصفيق والزغاريط ويحيا المجاهد الأكبر ، وكمل خردوق اللجنة ، قال : 
وبفضل حكومتنا الرشيدة بقيادة الرجل العظيم الأستاذ ،،،، وبرعاية وإشراف السيد الوالي ، والسيد الكاتب العام للجنة التنسيق الأخ المناضل .... وكذلك ، السيد المعتمد ، والسيد رئيس الدايرة الحزبية ، وكل المناضلين في الدشرة ، هاذي المعروفين بولائهم للمجاهد الأكبر  ، ولحكومتو الرشيدة .. نحبو يكون نهار الأحد الجاي نهار عرس آنتخابي ،
اي نعم ، نهار ممارسة التوانسة لحقهم في آختيار شكون يحكمهم ، ويسيرهم ، ويقود مسيرتهم الموفقة ، وبالطبيعة ما نحتاجوش باش نذكرو اللي نحنا آخترنا قيادتنا عن آقتناع.، ونهار الأحد هو يوم إثبات هالأختيار ..
ومن بعد خذا رئيس الشعبة الكلمة وقال : 
اللي كنت باش نقولو ، قالو الأخ المناضل ، ونحنا الكل وراء الزعيم والقائد المفدى. ،ربي يطوللنا في عمرو وفي عمر حكومتو ، وعمر السيد الوالي ، والأخ رئيس لجنة التنسيق ، وتو ما بقالنا كان نختمو آجتماعنا : 
وتم إنشاد : ألا خلدي ...
وزغرطت النساء ، وصفقت الرجال ، وتباوسوا جماعة الأجتماع ، العمدة ، ورئيس الشعبة ، وخردوق لجنة النسيق ، ومن بعد دخلوه كلا الكسكسي باللحم وشرب اللبن ، وشرب كاس تاي ، وتسرسب رجع منين جاء .. 
اليوم صبحنا عالأنتخابات ، البراح ، عبد النبي ، من نهار الجمعة وهو يبرح :
يامالي البلاد ، الشيخ قاللكم ، لازمكم تحضروا نهار الأحد الصباح ، قبل نص النهار ، باش تنتخبوا ، نساء ورجال ، واللي سمع يقول للي ما سمعش ، واللي يغيب ما يلوم كان روحو .
اي نعم ، ما يلوم كان روحو ..
بالله سامحوني ناخذ فرصة باش نضحك شوية على انتخابات هالنهارين ، اللي ولات الأصوات فيها تتباع وتتشرى ، ولو كان حضرية جات عايشة. راهي دب ت رأسها في جرت سمسارة اليوم .
نرجعو لحكايتنا ..
حانوت الشيخ ، الشيخ  اللي وللى يتسمى عمدة ، هو مكتب الأنتخاب ، تتنصبت فيه طاولة لوح ، عليها طرف قماش ،  فمه  وزوز كراسي  و دفتر ،
 الشيخ قاعد  عالدكانة ، وبحذاه رئيس الشعبة والمدب ، وعمك الفالح قاعد عالحصيره يركرك في التاي ، 
أول واحدة طلت حضرية ، دارها في الحدرة ، قريبة للحومة ، رجعت مالسوق بكري ، قالت :
نمشي لهاشيقولو عليه ، خير مللي الشيخ يتغشش ، 
هي دوب ما طلت في راس الحومة ، والفالح خارج باش يمصمص كيسان التاي ، شافها قاللها : 
أشنوه . بديت على بكري ياحضرية . 
قالتلو : 
أسكت يكب والله سعدك . 
قاللها : 
مللي ريت وجهك سعدي تكب ، أدخل .. أدخل برك اليوم جيت في شفاعة الشيخ ورئيس الشعبة .. 
قالتلو : 
والا باقاها تو تعمل هدرة . 
عتبت حضرية . صبحت عالشيخ وعلى رئيس الشعبة ، وقالت :  
أيا هاني جيت أش نعمل ، 
وتلفتت للزوز أولاد عالطاولة وقالت : 
تي هيا قللي ياولد دوجة .. 
قاللها الطفل : 
هات صبعك غطسو في صندوق لحبار وهات نحطلك صبعك عالورقة قدام أسمك ، هكا ياأمي حضرية تكون آنتخبت المجاهد لكبر رئيس لتونس كي العادة، وجماعة مجلس الأمة .
قالت حضرية : 
إيه وليدي ربي ينصرو على من يعاديه ، حتى إحنا ما عناش غيرو ، ربي ينصرو هو واللي معاه وربي ينصر الشيخ ورئيس الشعبة ، وزغرطت حضرية ، وقالت يحيا بورقيبة . وخرجت .
حضرية المقهورة ، الماعندها شيء والماعندها حد واللي ما تاخذ في شيء وما يتعطالها شيء واللي تخدم على هم زمانها باش تستقات ، حضرية كي نسا دشرتنا ، مكثر نساء دشرتنا يخدمو في نسجان الحصيرة ، ويلمو الحلفاء ، ويجيبو الحطب ، والله اعلم ، النحاسة آش يتحط فيها ، باش يطيب ، ساعات حسو ، وإلا بازين ، وإلا محمصة بالطماطم .. حضرية ، مللي رجعت من بنزرت ، هي وولدها ، رجعت بفقرها ، الأستعمار خرج ، وولدها كان  يخدم يوماتي ، وهوما عايشين ، مشى عسكر الفرانسيس ، وتسكرت الثنايا ، وجا التعاضد ، وكثر الكلام والتبهبير ، وباش .. وباش .. وباش .. وشيء ما وقع ، حضرية ما شافتش نهار خير ، في قلبها تقول : 
ياعنبو هالأستقلال ، باش جانا ، كان بالميزيرية  ، أش تعمل حضرية تو .. هه، حضرية الكلبة بنت الكلب المقهورة المحقورة ، تطلع وتحط صبعها في الحبار وتزغرط وتقول يحيا .. مللى زمان كلب ، شيء ما تغير فيه ، كان الشيخ متاع قبل كبر وهرم وتحط خرجوه ، وجا في بلاصتو هالشيخ هذا ، كان مدب ، ومرماجي ووللى شيخ .. وهانا نزغرطولو ونقولو يحيا الشيخ .. ويحيا رئيس الشعبة ويحا الكلاب الكل .. حضرية نزغرط ... حضرية تضحك .. حضرية تلم الحطب ، حضرية تقلع الحلفاء حضريه تنسج الحصيرة ، باش تعيش .. حضرية حفيانة حتى جرد بلغة ما تكبهاش ، والعام على طولو تحك في جرد تخليلة زرقه لين بلاحت وتجرتلت .. تفوه على جد أصل هالدرة وعللي فيها واحد .. واحد.. روح توه ياحضريه ، أمش تكب عالكانون ، وشعل العافية وحط النحاسة وآرم المحمص والطماطم ، وشوف شكون يعطيك طرف زيت باش تفوح النحاسة .. 
( نرجعو وقت آخر .. )

mardi 17 décembre 2019

ما تبوسنيش من فمي !


وحنا صغار ، في هاك الزمان البعيد ، وقت كانت "حبيبتنا" الميزيرية باركه علينا ليل ونهار ، وكنا رغم بركتها علينا ، نمارسو عليها في تحدي ومقاومة شرسه وعنيدة ، سلاحنا في هاك المقاومة كان يتكون من زوز اسلحة جبارة اقوى من كل اسلحة الميزيرة ومن كل اسلحة الدنيا اللي تتسمى توه اسلحة الدمار الشامل ، كان الصبر والسخرية الضاحكة ، هوما السلاحين المدمرين اللي واجهنا بيهم ايام البؤس والميزيرية والشقاء ، وتنجم تقول غلبنا الميزيرية ودمرناها ، وخليناها مسخرة واضحوكة للأحياء اللي جاو من بعدنا وما لقاو ما يشوفو منها حتى شيء ، إنما يسمعوا بيها ويتحكالهم عليها خرافة من خرافات الزمان اللي كان . 
عاد في هاك الزمان ، كان ثمه شكون من أهالي دشرتنا ، اللي ناب عليهم ربي بوظيف ، سواء في العاصمة والا في مدن اخرى مالايالة التونسية ، على خاطرو قرأ شوية ووللى ينجم يقول : مسيو ! و افو/زوردر ! يعني : سيدي ! وحاضر سيدي ! وأمرك سيدي ! ماو حتى مستخدمين هاك الزمان ، كانوا ياكلو فيها بعصاة الذل .. والا انا غالط ! كان انا غالط قولولي خلليني نصلح روحي !
عاد نهار شاشت الدشره متاعنا ، اش قاللك واش قلتلك ، بيك الهاني ، طالع يتكرم ، وهو شادد العكاز متاعو ، وكشاكشو خارجه ، اللي عرضتو لولانية قالتلو : 
اشبيك يابي الهاني . ماك لابأس . 
حمق في وجهها وصاح فرد صيحه وقاللها : 
اشبيني للا جيتك نشكي ! ايا فوتني ويزي مالتملقيط متاع الملاهط تره ! مازلت كان انت باش تسالني اشبيا واش ما بياش مللى زنوس والله !
المرا ما ينقصهاش طول اللسان والدم البارد والتفيسيخ حبت تزيد تشيخ عليه وتطلعلو الكلبة بنت الكلب وفي نفس الوقت حكرت اللي هو راجل كبير ما طولتش لساننا عليه اما حبت تزيد تطيرهالو قالتلو : 
سامحني غلطت معاك يابي الهاني ، اما شفتك تتكرم وكشاكشك خارجة ، وانت ترمي في عكازك يمينا/ويسارا ومبهذل ، قلت بالكش داد منانة ، كيف العادة عملتلك طريح عالصباح ، ماك حتى انت يابي الهاني ، كثرت على ما وصاووك ، نهار كامل وانت من حيط لحيط ، لا خدمه لا زدمه ، خالتي منانة فدت ، قداش منها يارسول الله ، راهو الحق يزوك منو البقر !
صاح بيك الهاني وهز عكازو وقاللها : 
ايا باش تبدل وجهك من قدامي والا باللازمة تو نشد نمسدك بالزلاط ، ونوريك التفيسيخ متاعك ياملهط ، يابنت اش باش يقول فمي !
الناس يحسبوها عركه بينو وبين مباركه مرت عبد القادر ، قالوا تلقاه بيك الهاني هو اللي جاب البلاء لروحو بالكلوف متاعو وهو نهار كامل يتلطى ولاهي بالماشية والجاية لو كان مشى خدم على روحو خير . حتى يقلع الحلفة والا يلم الحطب !
داقا داقا وصل بيك الهاني للدار ، هايض وكشاكشو خارجه ، يتهز ويتنفض ، اول ما حط رجلو في العتبة ، يسمع كان الطش والرش ، منانه مرتو ، قالتلو : 
جيت سي الشباب ! 
قاللها : 
ايه هاني جيت ، 
وهبط صوتو  شويه وقاللها : 
حاجتك بيا ! 
قالتلو :  
حاجتي بيك ؟ انا حاجتي بيك ! ياللي ما تسواش ياواطي !
بيك الهاني عرفها قارصة وعرف اللي نهارو موش باش يشوف فيه شمس ، زاد وطى صوتو ، وعطا للذل كارو وقاللها : 
يامنانه تو اني عملتلك حاجة ..
قاطعتو بصوت عالي :  
تعمل ! وانت توصل باش تعمل ! تعمل عود في عينك !
زاد بيك الهاني هبط صوتو وللي يادوبك يتسمع وقاللها : 
يابنتي يكون منك الهدا . قللي اش ثمه ، اشبيك شعلت فيا فتيله بلا زيت !
هاضت منانه وطلع صوتها يجلجل : 
انت ما تجيش في ظفر سيدي ، توصل تقللو اشبيك لقيتلي خدك ! أحمد ربي اللي لقالك خدو وما مدلكش يدو تبوسها !
بيك الهاني عرفها نتانت وغبرت عند راسو قاللها حب يوريها تعبو وجهدو في خدمة سي خوها المتوظف اللي جاي من تونس ، وهابط مالكرهبة الخضراء ، وجايب قفه فيها زوز خبزات طلياني متاع كوشه ، وباكو بشكوطو ، وسكر وتاي ، وحكه شامية الغزالة قاللها : 
عجب ! هذا كفويا ! نضت مالصباح وبردعت البهيم ! وهبطت للصليب حتى الشمس مازالت ما زرقتش ! وأني نصهد لين جات الكرهبه الخضرا !
قألتلو منانه :
عندك مزية محسوب ! تخدمو بشوافر عينيك وشويه ! لبستك مالفضالي متاعو ، حكة النفه من عندو ، الكبوس اللي على راسك فاضل سيدي ، وتزيد تحل جلغتك وتقللو اشبيك لقيتلي خدك ! اش تحبو يعمل يمد شواربو باش يطعم فمك لبخر سي البليد !
حب بيك الهاني يوقف على روحو الضرب قاللها :
ياللا بع .. بع .. راني غالط ، سامحني . والمره الجايه تو نكب على يدو نبوسها والنبوسلو صرتو  يرضيكش هكا ، وهاني خليتهالك وخارج !
 قالتلو : 
أخرج ريح السد . امش عكز واقعد من حجرة لحجرة ، وانت نهار كامل تتكولف على خلق ربي ، امش أخدم ياديني كي الرجال  !
بيك الهاني ، خلاها تتكلم ، وهو لبره ، ما سمعش شطر الكلام ! 
عاد احنا ،، في هاك الزمان القديم ، في دشرتنا ، كنا نسلموا على بعضنا كبار وصغار نساء ورجال بالبوس ، والبوس عندنا بالفم يعني بالشفايف يعني الشفة عالشفة  ..
وياويح اللي يلقي خدو وما يبوسش كيفنا الشفه عالشفة !
حاصيلو .. كان زمان !!

vendredi 13 décembre 2019

نوبة البايليك 2/2 انتهى


تلمت الناس عاري ولابس ، قال شنوه ، سيدنا مولى الكرسي خرج فارامان ، ياذن فيه باقامة النوبة البايليكية ، في مسرح كرطاج والدخول بلاش للرعية ، وسيدنا قرر عزو الله ، باش تتعطى لكل واحد داخل لتياترو كرطاج كعبتين كعك ورقة ، وثلاثه كعبات ملبس ، وقرطاس قليبات ، باش يعدي السهريه .
اسمع ياللي ما سمعتش ، هز روحك وامش ، اللي على كريطة واللي على كاليص ، واللي على دابه ، واللي في الطرنفي ، واللي على رجليه ! .الحاصيلو ما جاء الميعاد كان التياترو تملأ وفما برشه قعدوا لبره !
اللي يدخل يأخذ كعيكه من هاك اللي يتباع في البراوط ، وزير المال تفاهم مع الكواش خدمهولو بلاش ، اش يعمل سي الكواش ، خائف لا يهبطلو الفيسك وترصيلو راسو يتعرى ، بعد اللي هو يسرق في الميزان ويترفك في السميد والفارينه !
متاع الفلوس تفاهم هو و متاع الثقافة ،  قاللو :
حتى سيدنا اش يرهز وحدو ! هالهوش هاذم لو كان تذوقهم كعك الورقة ، تو يطلبوا البقلاوة ، ويطلبوا الصمصة ، ويطلبوا الملبس ، وهات ، تعطيهم القليبات ، يطلبولك اللوز والبوفريوه والفستق ، رعيه كلبه ما تحمدش ربها ، ناس جواعه مقملين ، اش عرفهم في الثقافة !
قاللو متاع الثقافة : 
والله قلت الحق ، سيدنا يرهز وبلادو بعيده ، اما الله غالب سيدنا ديموقراطي برشه اش عرف هالرعية المجرابة الجعانه العريانه في نوبة البايليك ، والا في المالوف ، ناس متاع ربوخات ومزاود وشراب الصبة ! على ذكر الصبه ماذا بينا نردو بالنا مالغلام متاعو ، لو كان يفيق بينا يصب بينا الصبه لسيدنا !
ضحك متاع الفلوس وقاللو :
ياراجل حتى انت . مصباح هو صاحب الدباره ! على اساس هو ياخذ الشطر ونحنا ناخذو الشطر  !
قاللو متاع الثقافة : 
ما يعفش الزح هالسخطه ! جاب ربي الكاشيات متاع اللي باش يحفلوها ما عندوش بيهم خبر !
الحاصيلو ..
بدأت النوبه ! النوبة البايليكية . 
سيدنا مولى الكرسي دخل موخر شويه !
مالاول خرجت السلاميه وبدأت البنادر ، وقامت المجموعات في الإنشاد ، وبكلهم يمدحوا في خصايل سيدنا مولى الجاه والكرسي ويديه الكريمة ، 
وكل فرقة مالفرق تزيد في الحبل وصله ! 
مولى الكرسي ما عجبوش الكبي قال لمصباح :
عيطلي لمتاع التلبيق خليني نكبلو سعدو اشنوه هالكبي هذا ، هاذم لو كان يمدحوا ربي بالتلحيس هذا باللازمه الا ما يدخلهم لجهنم طول ! اشنوه ياخي باش يعديلنا السهرية هكا ! دف دف ينصر سيدنا ينصر مولانا ! اشبي ملايكتهم رزان ولحاسة ! 
متاع الثقافة كيف جاه مصباح ، كرشو جرات ، قاللو مصباح : 
سيدنا طارتلو من هالكبي وقاللك ايجاني ، في الثنية طبس عليه مصباح قاللو :
الكاشيات عندي فيهم زوز بآيات وانت وهاك الكلب متاع الفلوس عندكم باي واحد تفاهمنا والا ...
قاللو متاع الثقافة : 
خسارتك ياسي مصباح فسدتلي المفاجأة كنت باش نجيبلك بايك للدار !
وصلوا قدام مولى الكرسي نزر عليه قاللو :
ايا بدل عليا الصحن !
قاللو متاع الثقافة :
امرك سيدنا ! نبدلو علاش ما نبدلوش ! اما يامولانا وسيدنا وتاج روسنا ماو باش سخنالك شوية الجو !
وعمل أشارة بيدو ، خرجوا متاع المدائح ، وتنصبت العواده ، ودخل المغني بدأ يغني :
خوذوا الكراسي والمناصب .. وخلولي الوطن !
 مولى الكرسي ، سمع سمع ، وفد وطارتلو ، نزر على متاع الثقافة :
حتى هذا رويق ! اشنوه قلة الحياء هاذي ! باللازمه الا ما نعمل فرمان ننحيها وزارة درا شنية ! حتى هذا رويق ! تو هالسيد هذا وللى يعطي فينا في المناصب والكراسي .. خرجوه عليا !
 خرج المغني مترتر ، ودخل واحد آخر غنى مالتراث :
مقياس يعجب !
مولى الكرسي عجبتو قال للمفتي قاعد وراه :
هاذي لو كان تسمعها للاتك تو تقوم تشطح !
مصباح غلام مولى الكرسي وشوش لسيدو :
سيدي رانا عملنا بلاصة مخصوصة للحريم متاعك !
قاللو مولى الكرسي :
نعرفك نمس ما تغيبش عليك هالامور !
كمل متاع المقياس وصلتو وهز فرقتو من بعد دخلت للة ام الزين ومعاها التخت متاعها وبدأ الشطيح والرديح !
مولى الكرسي شاخ ومد ساقيه وقال لمصباح بالشوية : 
كيفاش هالشختورة مالرعية متاعي وما نعرفهاش ! مالا لواه نعملو في السهريات في السرايا ماو باش نتكشفوا على هالمواهب هاذي ! ااااا .. حقيقة وزير وعليه الكلام نخليو الوزاره ما نحيوهاش  !  
من بعد ما كملت وصلتها لولى بالغناء والشطيح والرديح وشافت مولى البلاد زها وطرب .  شدت البوق  وقالت : 
ربي يفضل سيدنا وينصرو . وربي يزهيه ويفرهدو ، مولانا عندي كليمة نحب نقولهالك قدام الجمهور ! سيدنا ! ربي يتوب عليا من هالصنعة ، ونطلب من سيدنا الغالي ، مولى البلاد والكرسي والعباد ، ربي يعللي مقامو ، ويزهي ايامو ، باش يعمللي حجة .
مولى الكرسي ، تهز وتحط ، وتنرفز ، ونزر في متاع الثقافة قاللو :
خرج عليا هالزنس المائل . مالا انا عالحساب هذا قاعد نتفرج في الفساد !؟
متاع الثقافة حب يهدي مولى الكرسي قاللو :
سيدنا ، كان تسمح ، نقترح على جلالتك  باش تتبسملها ،  وتعمللها إشارة براس جلالتك ، باش الرعية تقول عليك سيدنا اللي انت كريم وسخي وفلوس الدولة عندك بزع لقط !
قاللو مولى الكرسي :
صحيت سي الذكي ، ماو لو كان نعمل هكا تو هالموجودين الكل يطلبو مني باش نحججهم ووقتها عاد لازمني نتسلف بابورات الطليان والفرانسيس باش نحججهم ، أيا خرجها عليا !
وتلفت لمصباح وشوشلو قاللو :
مالا لو كان نجيبوها للسرايا تو توللي المرا طالبه جناح عندي ، حتى هذا تلبيق بالمنجد  !
قاللو مصباح :
هذا الكل على خاطر سموك حاكم ديموقراطي !
مولى البلاد قاللو :
ديموقراطي ! شمعناها ديموقراطي سيدي ! اشنوه هالتزوفير اللي وللى على لساناتكم ، معناها نحط رزق الدولة للسبيل ! ونوكلهم رزقي زاده ! لا ياسيدي ياعنبو هالعملة الزفته اللي عملتها مع هالرعية الكلبة ! حلوه حتى هاذي ! كعك ورقة ، وملبس ، وقليبات ، وحفلة وشطيح ورديح ! مللى والله ! يقومليش زاده  واحد يقللي نحب نخطب بنتك ! حتى هذا رويق !
طبس عليه متاع الثقافة قاللو :
سيدي ما تاخوش عليها نظن اللي هيا ....  اه ..  هاوكا انا ما نقللك وانت ما يخفاك يامولانا ! ! 
ورجعت تغني وتشطح وتردح والجمهور يصفقلها وشطرو ميت بالضحك عالحجة ! واحد مسطول مالرعية تلفت للي بحذاه وقاللو : 
بربي اشبيها تطلب في حجة . الناس ولات تاكل في الشعير والقطانية ! وفما شكون ماعادش خالط عليهم وللا تحب مولى البلاد يحججها . تفوه على هالزنوس ! موش قالوا في الدخول باش يعطيونا كعك ورقه وقراطس قليبات ! اشبيهم عطاونا كعك سوق !
نطق الراجل اللي بحذاه وقاللو :
ايا سيدي ! من فضلك ! ما تكلمنيش في السياسة !
ضحك المزطول وقاللو : 
يهلب والله دفتك . حتى انا قداش مهبول . نكلم في واحد مسطك كيفك هههه ، تي انا نكلم فيك في التموين والاقتصاد موش في السياسة لو كان جيت تفهم . 
اللي بحذاه سكت عليه ماحبش يجاوبو !
قاللو المحشش :
تو نسمع فيهم قالوا توه جماعة " الرب " باش يخرجوا يغنيوا ، بالله شمعناها " الرب" !
نطق الراجل الساكت اللي بجنبو قاللو :
شوف صحوبه ما تورطنيش مع ربي من فضلك ..اسمو راب  .. " راب " كيما ينطقها اصحاب البلاد !
تلفت مولى البلاد لمتاع الثقافه قاللو : 
اشنوه هذا زاده !
قاللو متاع الثقافة :
سيدي هذا الراب ! يعني الكلام اللي راكب على بعضو وما يواتيش بعضو .. شبيبه عاملين رواحهم يعملوا في الفن !
ايه سيدي ! مالا لواه مدخلهم عليا ، نزر عليه مولى البلاد نزره خايبه !
مصباح باش يمنع متاع الثقافة وشوش لسيدنا قاللو :
سيدنا ماو مولى الكرسي لأزمة يضهر زعمه زعمه قدام الرعية  ديمقراطي !
صاح عليه سيدنا وقاللو :
مانا قلنا ماعادش تجبدهالي هالحكاية هاذي والا بالحرام الليلة لا نخليك تبات بحذايا !
رجع سي مصباح وقعد وطبس على متاع الثقافة قاللو : تنجمش تفهمني شمعناها ديموقراطي ؟ 
قاللو متاع الثقافة :
والله علمي علمك ياسي مصباح !
قاللو مصباح :
مالا نزيدك زيادة ، فلوس الكعك والملبس والكاشيات عندي فيهم ثلاثة بآيات ما كانش تو نخرجكم مسلسلين !
متاع الثقافة قاللو :
والله ياسي مصباح لو كان سكت راك حجبت حتى احنا هكا قلنا ، انت راك تعبت معانا برشه !
وطبس مصباح على مولى البلاد ووشوشلو قاللو :
سيدنا تهنئ ! نحينالهم ثلاثة بآيات في المونه وفي الكاشيات مالا يعديوها علينا !
ضحك مولى البلاد لين وللى يتصكك وقاللو في وذنو :
يقوى عليك ربي قداش مهف ! هاو السرقه والا بلاش !
قاللو مصباح :
 تربية يدك سيدنا ! انا عندي ضمير مهني !
قاللو مولى البلاد :
ما تفلتهم في سوم حتى كعكة وحتى كعبة ملبس وحتى قرطاس قليبات ، أحسب بالزايد ، احسب باسوام سسمها هاذيكا ..  مدام درا شكون ..فكرني في اسمها !
قاللو مصباح :
اه عرفتها مدام ........ ! سيدي توه ولاو برشه مادامات يبيعوا بالغلا والكوا ، وبرشه منهم يحشيوا في الحلو بالحمص والكاكاوية سيدنا !
قاللو سيدنا :
هاو جاي نهارهم حتى هاذوكم ! اللي غشوا الرعية في الخبز عديناها ! في المرقاز وعديناها ، في اللحم متاع البهائم على انو بقري وقلنا مايسالش ، الرعية هاذي اسم الله لزعيم لو كان تحطلها الحصحاص تاكلو !  وفي الزيت وعديناها قلنا ما يهمش ماو المهم يجينا مكسنا كامل ! اما يوصلوا للبقلاوه وكعك الورقة والملبس . لا عاد . هاذي ما عادش فيها ! والمساله ما عادش يتسكت عليها ! اللعب وللى بقوتنا نحنا ! باللازمه الا مانوريك فيهم نهار ! .. اسمع ! اتلهالي الساعة  بهاذم .. نحبك تخرجهم بيديهم على روسهم هالسراق الكلاب !
ورجع سيدنا يتفرج في الحفلة .
متاع الثقافة خرجلو الكاراكوزات يتمسخروا عالوزر وهو يضحك وشايخ !
قال لمتاع الثقافة :
يكب سعدك ، وانت وين  ! هاني مانيش قاعد نشوف في شكون يتمسخر عليك !؟
قاللو متاع الثافة :
سيدنا .انا كاراكوز الكاراكوزات هاذم الكل ! سيدنا يكفيني شرف اللي جلالتكم وحدكم تضحكوا  عليا !
قاللو مولى البلاد :
قداش تعرف تلحس يعطيك والله سخطه تسخطك على هاك القباعه متاعك ، الوزير لكبر غدوه باش يكبلك اماعنك !
قاللو :
ايه سيدنا مااحلى دعاك ! من فضلكم ياسيدنا زيد ادع بيا ومرمدني ! اشكون يعمللي حاجة وسيدنا حي على روسنا !
( اكهو . فديت من هالزنوس . ما عادش ننجم نزيد )

نوبة البايليك ! 2/1


الامور ماهياش قد بعضها ، والناس ضجت مالغلاء والمكوس اللي مسلطة على رقاب الرعية ، والواحد مالرعية كي توصل بيه الحال ويوللي ما عادش خالط لا على قوتو ولا على  قوت عيالو ، وتضياق بيه الدنيا ، لا عاد يفهم لا شيخ ولا سباييس ، لا صبايحي ولا كاهية ، لا خليفة ولا قايد ، لا وزير لا باي ولا بعرور ، يستوى عندو الحال !
المسأله وصلت لمواصلها .. اسيدي ! وما عاد بيها وين ، الدنيا شاعله ، والعباد هايجه في الدشر وفي النجوع ، والعروش غضبت وهاجت وضجت ، في الريف وفي الحضر ما تحكيش اش صاير ! الحاصيلو ، من شليلها لمليلها ، الايالة عبارة على طنجره والا برمه والا قدره تغلي !
سيدنا ، مولى الكرسي ، وصللو النبأ ،، حمارت عينيه وتهز وتحط ، وحط يديه وراه ، وحرث السرايه بالمشي والجي ، وهو هايض غايضتو الامور ، وكشاكشو خرجت ووللى يهدر كي الجمل ! الحاشيه متاعو لبدت ، بحجابها بكباراتها بصغاراتها بنساوينها برجالتها !
اش قاللك واش قلتلك ، سيدنا داير بيه الدجاج لكحل ، وكي يدور الدجاج لكحل بسيدنا ، يجن جنونو ، ويخرج من سينتو ، يزراق و يحمار ، وتركبو العفارت السبعة ، ويوللي ربي ما يعرفوش !
استغفر الله العظيم ! عوذ بالله مالشيطان الرجيم !
 نحا الشاشية الماجيدي متاعو ، ولوحها درا كيفاش ، ونحا سيفو خذاه من عندو الحاجب وقعد على كرسيه فيسع جابولو القهوه ، وعمرولو السبسي متاعو ، بلغولو في الدوزه شويه ، حطولو حلاب الماء ، الخادم متاعو يقعد شويه ويوشوشلو  يقللو :
سيدنا ارتاحش ! والا تحب جلالتك على سبسي اخر ! سيدنا راهو موش باهيلك الغش ! يعطيهم ويجيهم . ان شاء الله كيه تكويهم في جواجيهم هكاكه ونشوف فيهم نهار .. اللي عملوا فيك هكا ! انشاء اللهسيدي محرز سلطان المدينه يدقهم دقه وحده ! وبدأ يعدد :  
اللطف على سيدنا ! الله لا يوجعني فيك ياسيدنا ! ان شاء الله نهاري قبل نهارك ياسيدنا ياباهي ياغالي ! يعليك على من يعاديك !  ويثبت مقامك وزين ايامك ! والله للا البيه تهبط فيهم حيار ولا حاليلها طعام ولا جايها نوم مسكينة ! هاك الليلية دخلت عليها نلقاها مسكينة تنوح  بالسوط ، قالتلي غايضني سيدنا يامصباح ! والله نلبس فيها في حوايجها وهي تبكي !
  وطبس عليه قاللو :
سيدي هاذي ماتكون كان نفس ! الخديمة مبروكه عملتلك خلطه متاع بخور اللي يقللك .. بخور من بيت ربي و النبي العطارة متاع المدينه خيرولها احسن ما فما حتى امين العطاره كان معاها ! ورأس سيدي محرز لو كان تعمللك تبخيره تو يتنحى عليك الكساد والكبر  والهم ويمشي عليك هالغم وتزهى احوالك ! والله ياسيدي  مع السبسي اللي عملتو ما تقوم من عالكرسي كان زاهي وفرحان  وشايخ !
الحاجب ، مخصي وتربية نساء ، درا منين لقطاع وتربى بين المحضيات وعرف دواخل السرايا  ومداخل اهل السرايا !
 قاللو سيدنا : 
ما يسالش البخور باهي . ينحي البغض ويجلي لكدار ويفوح الديار .. قوللها قوللها !
طبس عليه قاللو :
حاضر سيدي ! حتى كان تحبها  تحبها ترقيك .. ترقيك زاده ! ورجع يعدد :
 ياناري عليا ! اشكون بيا الليلة . لو كان موش انت ياسيدي وتاج راسي !
درا كيفاش مولى الكرسي تقلب قلبه وحده وتغشش وقاللو : 
هاك وليت تشخر  ! اسمع . منو هكا . كي نكملو ، ونكبس تكة القندليسة ، بدل عليا وجهك ، ما ترقدش بحذايا في الفرش ، تطيرلي نومي . عود امش تكب في المقصورة وكي نعيطلك ايجاني !
هكاكه ودخلت مبروكه والكانون في يدها وبدا البخور عامل عجعاجي ! مولى الكرسي وللى يكحكح وقال :
اشنوه ياكازي غمبقتها عليا ، حلو عليا الشباك وكمل فيسع..
وفيسع بدل عليا منظرك لحرف ! 
 دارت مبروكه بمولى الكرسي سبعه مرات ، والكانون في يدها وهي تتمتم درا فاش تحكي ، من بعد بخرت التراكن .  وخرجت تولول : 
يعيش سيدنا ! الله يجللي لكدار على سيدنا !
مولى الكرسي تعدلت احوالو قال للفاسد متاعو :
اشنوه سيدي تحبني نبات بعلتي ! عيطلي للوزير لكبر وحضرولي بقية الوزر ! خليني نشنعهم ونكبلهم سعودهم !
حظر الوزير لكبر ، واحد نمس اللي هو ، عطا كار السلطنة وربع يديه ودنكس راسو ! تسيب عليه مولى الكرسي ! وقام يصهل عليه ، وسخسخو بالدعاء ، وعايرو بامو وببوه سايس الخيل ، وبجدو اللي كان يخدم قواد لجد مولى الكرسي ، وبمرتو  ، اللي كانت محضيه عندو وهداهالو على خاطر فد منها، حاصيلو لا خللى فيه لا بقى ، والوزير لكبر هاك الحجرة تتكلمش هو هكاكه عزوزه ما يهمها قرص !
تلفت للفاسد متاعو وقال :
عيطولي لمكابيب السعد لخرين ! 
طبس عليه الفاسد متاعو قاللو :
سيدي ! شد لسانك شويه ! راو فيهم وزرة نساء !
مولى الكرسي تهز وتحط وقال للوزير لكبر متاعو :
يافضيحتي يافضيحتي ! لوكان تسمع نانا الكبيرة ! نساء فرد مره ! حكومتي فيها نساء ! باللازمة الا مانبخرلك بريحتك ياولد الفاعلة التاركه ! اه وتحب العروش ما تقومش عليا سي الكلب ! وتحب الايالة ماتوليش تغلي !
طبس عليه الفاسد متاعو قاللو : 
سيدي ! راك انت مصحح في الأمر العلي وانت اللي مسميهم !
قال مولى الكرسي : 
نصار هو انا اللي مسميهم ! ايا باهي جيت في الشفاعة !
دخلوا الوزر كل واحد يعطي كار السلطنة  وياقف !
قاللهم مولى الكرسي :
تو الاياله تغلى اش تحبوني نعمللكم  توه !؟ 
قام واحد عودو رقيق ولابس بابيون كي الروامه قاللو :
سيدنا كان تسمح انا عندي حل !
مولى الكرسي تقشع لتالي وخزرلو خزره حرشه وقاللو :
انت متاع شنوه ياولدي !؟ 
قاللو : 
سيدي انا متاع الثقافة !
شنوه شنوه .. شمعناها ثقافة سيدي ! ومن وقتاش وللى عندي هالتقفطين ! اه .. اه .. تفكرت انت متاع التلبيق ..
قاللو متاع الثقافة اللي هو واحد سكبان ورمز : 
بالضبط سيدنا انا هو متاع التلبيق ! وهيا توه تتسمى الثقافة ، يعني شويه مألوف ومدايح لسيدنا ! عاد السنا عملنا مشروع ضخم وكبير سميناه نوبة البايليك ! تقول جلالتكم علاش الأدعية والمداءح والأذكار ما تتعمل كان لسيدي بوسعيد والا لسيدي بلحسن والا للا ام الزين وللا المنوبية ، والا لسيدي المازري والا لسيدي بوعكازين وسيدي بوقبرين وسيدي عبيش وسيدي عبد القادر وسيدي بولبابة ورجال القروان ماو زاده مولى الايالة عز الله مقامو لازمنا نعملولو نوبتو باش نخلدو ذكرو بين الأهالي رعية سيدنا ربي يديم حياتو ويعللي مقدارو وينصرو على من يعاديه .. 
مولى الكرسي تهز وتحط وزهى وشاخ وقاللو :
اثرنتك ملسن ! وقداش تجيب وتجلب ! هاك ماشاء الله عليك حافظ مليح ! يعطيك الصحة ! مالا توكلوا على الله ! نحبكم تبداو فيه فيسع ! خللي الشعب يزهى ويتفرهد في الصيفية هاذي ويبدل الساعه بساعه أخرى ! ويزيه مالكبي والتقلقيل ! وكان ممكن اعملوه في التياترو اللي دروجو حجر نحب نشوف رعيتي زاهية وتنسى الهموم ! اسمع .. ماذا بيك ما تنساش شويه تلبيق غناء وشطيح .. الرعية راهي كي تلقى الزهو والطرب تسيب اللي في يديها وتبدا النبي مولاك !
( نكملو البقية المره الجاية )

mercredi 11 décembre 2019

أوراق الخريف 3/3 ( الحلقة الأخيرة / انتهى


كي قريب نوصلو للحومة ، حطيت يدي عالمانات باش نبدل السرعة ، وشغلت الكلينوتون ونقصت شويه في السرعة باش نشد اليمين ، طبعا .. محضره روحي باش ناخو المسلك الفرعي اللي يدخلني للحومة ، حط يدو على يدي وقاللي :
ممكن نطلب منك طلب !
قلتلو بصوت فيه برشه دلول :
طلباتك أوامر ياسيدي !
قاللي :
مالا كمل طول ! نحي الكلينوتون ، نحب ناخذك لرستو طلياني في قمرت يطل عالبحر ، متعود نمشيلو ، ماكلتو لذيذه وما فيهش برشه دوه ، والسرفيس متاعو ممتاز !
قلتلو :
هكا نمشيو ! سبادري وكاسكات ودجين ! اشبيك هبلت ! حتى اللي يشوفنا يقول مللى مجانين وضحكت ...
قاللي :
أي نعم هكا نمشيو ! اشنوه اللي ناقصنا ! نحسبو رواحنا شباب .. هو احنا ماناش شباب ! شوف كيفاش بدأت علاقتنا ! بكل بساطه في سوبيرات ! اول ما شفتك قلت هاذي هيا الدره اللي غطس البحار عندو سنين وسنين باش يجبدها ! تملكني احساس مجنون ، ونلقاك ساكنه في عينيا وقلبي ! طيرت من عينيا النوم !
ضحكت وقلتلو : 
يزي مالكلام الحلو ! راني قريب نسكر ! والسياقة في حالة سكر ماك تعرف جرايرها !
ضحك ضحكه طويله وعلق : 
هيا حكومات الثورة لتو ما زالت ما وظفتش ضرائب على سكارى الحب ! في الحقيقة الواحد لازم ينبهها للمسألة هاذي لخره يدرجوها في الميزانية التكميلية !
وشدتنا كريز متاع ضحك .. ضحكنا من جنابنا ..
ياه .. اشكون قال بعد هالسنين الطويله مالجفاف والوحدة والروتين والفراغ الوجداني يطل عليا بوجهو ويقللي :
يزي مالانتظار والوحده والملل .. هاني جيت !
 ويحل مغالق قلبي ويدخللي بهالسرعة والبساطة هاذي !
اوه... خليني نقول قدام البحر والسماء وعينيه التلمع بالأمل والبهجة والحب والجمال :
انا عاشقة ! انا نحب !
 كيف وصلنا ، براكيت الكرهبة . فما درجات قدامنا لازمنا نطلعوهم . شدني من يدي بلطف تقولش عليه باش يستدعيني لرقصة وقاللي : 
تفضل يامولاتي !
خذينا وجبة حوت مع صحن فروي/د/مار وسلايط !
ما جيتس باش ناكل ! 
لا انا ولا هو جينا باش ناكلو! جينا باش نستمتعو .
قاللي :
 نستسمحك انا ما نحبش نغير عاداني ، مع الفطور ديما نعمل كويس والا ثنين . 
قلتلو :
تفضل ما تغيرش عاداتك . اشرب حتى ثلاثه . المهم السائق  ما يشربش محافظة على سلامة الركاب ! 
وهزتنا ضحكة طويلة وعريضة . اللي طولهم قراب منا قعدو باهتين وشايخين علينا ! في قلوبهم راهم يقولو : 
زعمه نوصلو لأعمارهم وتاخذنا ضحكه حلوه وصافيه كي هالضحكة ! كمللي حكايتو :
عام اللي خذيت الباكالوريا . امي توفات . الوالد يلقى روحو وحدو . جدد حياتو بالوقت . مشيت للعاصمه . خدمت المرمة . شهرين والا ثلاثه . كنت عامل مطلب لوزارة المعارف . عيطولي خدمت . حطيت قدام عينيا باش نسيب البلاد .حسيت اللي موت امي خلاني غريب بلا وطن !
لقيت روحي في بلاد غريبة ! ما نعرفش لغتها . كنت نشط شوية بالانكليزية ، ربما هاذاكا اللي سهللي الامور ،  كان في هاك الوقت ساهل باش ندبر خدمة . وفعلا لقيت خدمة عون استقبال في بانكة . وصممت باش ندخل الجامعة وخذيت قفة شهايد ووليت نقري في الجامعة ونكتب في بعض المجلات المختصة في علم الاجتماع ، اول مرا تعرفت عليها ، ارتبطت بيها ، زميلتي في الجامعة ، خلفنا زوز أولاد ، ولد وطفلة ، الحمد لله ناجحين ومستقلين في حياتهم ، في اخر الرحلة لقينا رواحنا وحدنا المرا حبت تملا فراغها انخرطت في جمعية تهتم باليتامى ولقطاء الحرب وولات كل مره فليجتها ومسافرة في مهماتها التطوعية ، حسينا مع بعضنا بالمسافة بدات توساع بيناتنا ، نهار قالتلي :
شوف حبيبي ! ماذا بيا ما نخليكش مقيد ! خوذ حريتك ! 
مرتي من عائلة لابأس بيها ، تنازلتلي على حصتها في الشقة ، قالتلي هاذاكا بيت العائلة ماذا بيا نقعدو نتلمو لهنا في البرطمان ! 
وهكا كان الامر .
كانت تجي معايا في العطل ، حتى بعدما خذينا التقاعد قعدنا نجيو ، لكن مللي جات وشافت الدمار لزرق اللي ولات عليه تونس بعد هاللي يسميوها المساطيك ثورة ، ولات خايفة وماعادتش تحب تجي !
وانا تو أربعة سنين عازب ! هاذي حكايتي ياللا بالباء والتاء ..
في مجتمع كيف اللي نعيش فيه الحب عندهم علاقة موقعها السرير ، لكن عندهم الاحترام والالتزام والوضوح ! 
حلوا مشاكلهم مع الجنس مره وحده ! 
الجنس عندهم مسألة ما تحتاجش لبرشه فلسفة ، إللي يحب كيفنا نحنا في مجتمعاتنا يعتبر عندهم اسطورة تتكتب عليها القصائد والقصص والاغاني !
كي وصلتو قدام البالاص وين يسكن ، قاللي :
حكايتك اغرب من حكايتي عشره سنين وانت .. حقيقة يعطيك الصحة قداش عندك قوة احتمال ، ومن بعد خذا يدي بين يديه ، وخزرلي في عينيا حسيت بروحي في عالم آخر ، قاللي بلهجة فيها الصدق والود والحب والحنان : 
بالمجد انا محظوظ اللي الأيام خلاتك تستنى فيا حتى لين وصلت ! 
مد يدو نحا الكاسكات من على راسي ، ومشى يدو على شعري ، وحسيت بالنفس متاعو كي اللهليبه شاعله في بدني ، باسني من خدي وبوستو ، وزاد حط شفايفو على شفايفي ، وقرب شفايفو لوذني ووشوشلي بصوت كي النغمة الرفيقة الهادئة الحلوه قاللي :
نحبك يا عزيزتي !
قربت شفايفي من رقبتو وخطفت بوسه وقتلو : 
نموت عليك !
وتهنا في سماوات بكلها بهجة وورد وسعادة ورقص وأنغام ، 
دنيا واسعة وعريضة مالامل واصوات رقيقة تغنيلب وتقللي :
قدم ما توخرش ! دنيتك الجديدة مفروشه باللي تتمناه كل طفلة حاطه ساقيها في الدنيا !
 تواعدنا برشه مرات . وتلاقينا . وتفرهدنا . مع بعضنا ، وبت في حظنو ، برشه ليالي ! اي نعم ! برشه ليالي دفاني بصدرو الحنين ، حسيت بالروا وبالدفا ! الوردة تسقات وبدأت تدب فيها الروح وتتنعوش ! وفاحت ريحتها !
ما عرفتش كيفاش ننقل لبنتي حكاية  حبي !
حشمت منها وخفت عليها !
ما لقيت كان تسيبي .
مشيتلو للعياده في اخر وقت . دخلت . قعدت قدامو !
قاللي :
ما تقولش جيت باش تعدي !
طبست راسي مالحشمة . كايني طفلة صغيرة عامله عمله ! ووجهي حمار ، وتربثت ، حتى مالكلام هرب عليا ، اش باش نقللو زعمه ياربي !
نسمع فيه كايني صوتو جاييني من بعيد يقللي : 
يا وحيده ! هالجيه هاذي ميش بلاش ! ايا احكيلي وما نحبك تخبي عليا حتى شيء .. هاني نسمع فيك !
هزيت راسي وقلتلو : 
عندي ما نقللك وحاشمة ! .. حاشمه منك وخايفه من بنتي !
ضحك ضحكه هزتني وحطتني !
قلت بيني بين روحي اش مجيبك ليه ! تعرفو فدلاك واللي في قلبو على لسانو هاو كشفك يا مجنونه !
خرج من وراء بيروه وقاللي : 
لا . انت جيتني باش نكشف عليك ياتاتا . انت خطفك سلطان الغرام ! انت مصابة بفيروس الحب وما تقلليش لا !
وكمل بالتفدليك متاعو الحلو ، وعمل روحو يتكلم بالجد :
نعرفكم راكم بنات تو ، تعملو عملتكم ، ومن بعد ، تجيو لأولياء اموركم تتسكبنو زعمه زعمه حاشمين وتحبوهم باش يسلكوهالكم !
قرب كرسيه مني شويه وخزرلي في عينيا وقاللي : 
راني لا انا  لا بنتك لا خوك زاده عنا النية باش ناقفو في طريق سعادتك ، والشيء اللي يسعدك ويفرحك يسعدنا نحنا زاده ياتاتا  . المهم انت عرفت اش تختار !
وشدني من يدي وهزلي راسي بلطف وباسني وقاللي : 
مبروك . فرحتلك برشه ! يزبك مالكبي ! عيش حياتك !  
وسكت شويه وقاللي :
توه ننجم نقللك بالرفاه ! والسعاده ! والفرح !  والهناء !
.. وكمل بلهجة مسرحية :
واما البنين ! عندك ماشاء الله ! يلزمك تعمل تحديد النسل ! وما تنساش بنتك واولادها ينجمو يغيرو !
 بعد ايام ..
كنت انا وهو في المطار .
خويا مسح دمعتو وهو يعنق فيا قاللي :
باش تخلينا وحدنا !
وشفت الدموع في عينين بنتي ونسيبي 
زوجي قاللهم بتاثر وهو يمسحلي في دمعتي :
ماناش باش نعيشو غادي راهو .. نمشيو سياحة وكهو ، اشكون يسلم في تراب تونس وشمسها وهواها وناسها الطيبين اللي كيفكم !  
في الطياره ، حطيت راسي على كتفو ، وخزرت للبحر والبني اللي مرصوص في خليج تونس ، وقلت :
وداعا للوحدة !
-------------------------------------------------
(  **  ) نشرت بتاريخ 4 جوان 2018

أوراق الخريف 3/3 ( الحلقة 2 من 3/3

اوراق الخريف 3/3 ( الحلقة الثانية من 3/3 ) (  **  ) 
__________________ 
لبست لبستي الرياضية ، السبادري والسرفاتمان ، حطيت الكاسكات على راسي ، هبطت للباركينغ ، ركبت في الكرهبة ، خدمت الموتور ، وخرجت ، تعديت عالسوبارات ، صبحت ، صبح عليا سالم وقاللي : 
اشنوه مدام ، كي العادة . شويه فوتينغ ، والله صحة ليك !
جبدت دبوه ماء صغيرة مديتلو عشره آلاف قاللي : 
مدام ، من بعد كي تقضي خلصني ، ما عنديش صرف .
رجعت العشره آلاف لسطوشي ، خذيت دبوزة الماء ، قلتلو :
ايا ربي يعينك .
خرجت . ركبت في الكرهبة وديماريت ، نتلامح فيه شادد الماده وماشي قدامي ، زعمه هو ! موش هو ! زعمه نرجع لسالم نسألو عليه ! والا فك عليا ! عاد اشبيه سؤال بريء ! اشنوه اللي فيه عيب ! اوه حتى انا زاده ! رانا عايشين في تونس ! الحومة مازالت صغيره ، اش خللى سالم متاع السوبارات يعرفنا بالواحد ! فك عليا اش مرجعني نسال في سالم ! هاني تو نعمل رالنتي ونثبت ! كان طلع هو تو نصبح  عليه ! ديماريت ، كي قربتلو ، ثبتت فيه طلع هو ! هو ! هو !
قريب نزغرط ! فرحت ! قلبي تهز وتحط ! قريب نقوم نشطح مالفرحة ! ااااه مللى هبله .. الفولون في يديا ! ايا الحمد لله ! ما شلقتش على روحي وسالت سالم ! فتو شويه . وقفت الكرهبة ! قعدت نخزر في الرتروفيزور ! خلط هو وفاتني من غير ما يتلفت ! زمرت عليه التزميره لولى ، والثانية ، ثمه خدام متعدي قاللو :
سي محمد يضهرلي المدام تزمرلك . 
تلفت ! رجع خطوتين ! طبس راسو ثبت فيا ! كلاني بعينيه ! وكلاتني الحشمة ! هاذي قالتلهم اسكتوا عاد ! مرا تبزنس في راجل كيما يقولوا فروخ توه ! وعلاش لا ! اشنوه اللي فيها عيب كي مرا تتضرب في راجل !  السن ! ياخي اللي في عمري وعمرو ماتت قلوبنا ! ما عادش عندنا احاسيس ! موش من حقنا باش نحبو ونتحبو مادمنا عايشين ! وعلاش كي نكبروا نتخمدو ونخرجو رواحنا من دورة الحياة باش نقعدو فرايجية في تياترو ، الناس اللي معانا واللي قدامنا وحدهم يتحركو فيه ! من شيرتي كنت ديما رافضه هالسلبية ! هاذاكا علاش عبيت اوقاتي بالنشاط المفيد ، المطالعة الرياضة ما نفلتش حتى مناسبة والا حفلة ! الا الفراغ اللي في وجداني مالقيتش كيفاش نعبيه ! نخزر .. نخزر .. شيء ، ما واتانيش الراجل اللي يملا العين ! ماو زاده الواحده والا الواحد منا ،
ما يصومش دهر ، ومن بعد يفطر على جراده ! سبحان الله . هنا المسالة توللي مسالة كيوف ! انا هكا . نحب نشري الغلة المزيانة والحوته اللي تشهيني باش ناكلها ! التملغيص ما نحبوش !
اوه .. صوتو خذاني من لحظة التوهان ! رجعني من مالبهته والشرود ! مد يدو ، مديت يدي تصافحنا ! حسيت برعشة خذات بدني الكل ! تبهذلت وتدرولت . ضعت مالقيتش روحي ! نازلة عالفران وحاطه بروميار ما نعرفش كيفاش ساقي تهزت من عالاكسيليراتور ! وقف الموتور . تخضت الكرهبة ويدي في يدو ! نسمع في صوتو داخل كي النغمة !
قاللي ساعد روحك ! رجع بوان مور واجبد الف ان ا/مان !
طبقت نصايحو من غير ما نشعر ! وحليتلو الباب من غير ما نشعر ! ونلقاه بجنبي عالكرسي ما نعرفش كيفاش ! وما نعرفش كيفاش نحيت المرايات من على عينيا ! ومن غير ما نشعر حطيت عينيا في عينيه وقلتلو بعينيا :
نفركس عليك عندي مده طويله .. بطيت عليا برشه !
خزرلي بعينيه الزرق خزره فيها جواب واحد والف سؤال لخصتهم عينيه الزرق ، الهازه الحلم والخيال والرقة والعاطفة الفايرة في كلمات كاينهم ابيات شعر :
سامحني ! انا اللي كنت نلوج عليك ! ركبت البحورات ! وطرت في السماوات ! كلاتني الايام والسنين . تغربت وشرقت وغربت ! ريقي شاح وانا نلوج عليك يااحلى واجمل مرا شافتها عينيا ، وحبها قلبي وروحي ووجداني ! انا اللي قريب نصيح :
 وينك يا عزيزتي ! اجريلي راني ما لقيت بيها وين ! 
شنيه هالدخله ! فيق ! الراجل عندك ! بحذاك عالكرسي ! بجنبك في الكرهبة ! عاودت نحيت المرايات الكحلة من على عينيا ! عاودت خزرتلو . شفت في عينيه فرحة ، قاللي:
نهارك زين يامدام ، سامحني والله ماشفتك ،  بارك الله فيك اللي وقفت .. يعطيك الصحه . 
ريقي نشف  .. قلتلو :
نهارك طيب . وين ماشي نشيعك معايا ؟ 
قاللي : 
ما عندي وين ماشي ، كل صباح نخرج نتمشى ، نلف الحومة وندور عالجنينة ثلاثة والا اربعه مرات ، معتبر المسالة كايني مسلك صحي ، وانا من اصلي نحب المشي ، من بعد نروح للدار نشد كتيب بين يديا ، في نفس الوقت اللي نكون حطيت فطوري عالنار  ! وضحك وهو يكمل :
هاذاكا حال العازب اللي كيفي .. لازم نقدملك روحي عالاقل من باب اللياقة ، انا اسمي عبد الواحد البكري .. جارك مؤقتا .. زمقري في بر الدانمارك ، كيما ولاو يسميونا !
ما خليتش الفرصة تفوت :
قلتلو نتشرفو بيك . علاش انشاء الله تكون جار دائم .. وان شاء الله الزمقرية الكل كيفك ، أخلاق وسلوك وذوق وثقافة سي عبد الواحد  !
بيني بين روحي قلت :
 ااااا .. هذا كلام يشبه للغزل . 
عاودت قلت :
عاد شبيه ! بين عينينا ماي مشات آلاف الكلمات بكلها غزل .
قدمتلو انا روحي ومن بعد قلتلو : 
الحقيقة ما نحبش كلمة أرملة ، ونحنا التوانسة  ، نستعملو كلمة هجالة ، حتى هي كلمة رزينة وبليدة وركيكة ، 
وتبسمتلو وكملت :
عاد ماذا بيك لو كان تلقى كلمة أخرى أخف تعوضها يكون احسن ! 
خزرلي خزره فيها برشه حنان ، وبرشه حب وتبسم ! تبسم  تبسيمه وراتني فم ، فيه سنين متناسقة ، شفايفو حمر ، مبسمو حلو برشه ..  يشره ! اوووووه حتى انا اشبيني وليت هكا ، تقولش عليا فرخه مالفروخ متاع توه . وفروخ توه قداش يعجبوني . واضحين . مباشرين . يمشيو للموضوع طول . ساعات يبالغوا . لكن .. فقت على صوتو وهو  يقللي :
عندي ! 
اه .. 
عندي .. عندي الكلمه اللي تفرحك وتفرحني وتزهيك وتزهيني .. انت الورده .. والفله .. والياسمينه .. و.. 
خرج صوتي كاينو غناية ونغمه رايضه ..
اااااه .. مااحلى كلامك .. ماذا بيا نقعد نسمع فيه .. 
ومن بعد قلتلو :
  تحب تتمشى معايا في المسلك الصحي متاع المنزه 
قاللي :
ونطير ونجح معاك في مسالك الدنيا والحياة  لو ترضى وتحب يا عزيزتي !
عزيزتي مره وحده !
دخل للموضوع فيسع !
شمعناها لو كان ترضى ! 
شمعناها في مسالك الدنيا والحياة !
قداش ذوقو باهي وكلامو حلو ينعوش ويفرعس الاشواق الراكده عندها سنين .. يرد الروح !
اوه ..تفكرت نسيبي ، راجل بنتي ، وتخيلتو وهو كايني يوخر خويا ويحط يدو على راسي باعتبارو ، كيما يقول هو ، ولي امري ! وهزتني ضحكة مليانة بالبهجة والفرحة والسعادة والأمل !
اي نعم بالأمل ! 
خزرتلو كي تبسم ! وشفت في عينيه فرحه وهو يسألني قاللي : 
اش يضحك فيك .. ضحكني خليني نضحك معاك  !
قلتلو وانا نبدل بروميار  وانديماري الكرهبة :
خليك متفكر السؤال .. باش تعرف جوابو في وقت آخر !
( سامحوني طولت عليكم ..ان شاء ننجمو نكملو آخر حلقة في الحكاية الكل في أقرب فرصة .. مع التحية )
------------------------------------------
(  **  ) نشرت في 3 جوان 2018

أوراق الخريف 3/3


قمت الصباح على غير العادة مخر .. مخر برشه زاده  . 
ليلة كاملة وانا نتقلب في فرشي !
ما جانيش النوم .. جبدت كتاب نقرأ فيه ، كتاب عالمعجزة الصينية ! شريتو عندي مده ! قلت لازمني نوع قراءاتي ! رشقت عينيا في الصفحة الثالثة بدات عينيا تقفز عالكلام والسطور وما فهمت حتى شيء . ومافرزت حتى حرف . شفت كان السطور متعدية قدام عينيا .  رجعت الكتاب عالطابل/د/نوي !
اشنية الحكاية !
خزرت للمنقالة نلقاها ماضي ثلاثة وخمسة من نص الليل !
الوقت موخر ! موخر برشة ! 
عجب ! 
انا اللي مستانسة وقت اللي نحط رأسي عالمخده نرقد على طول ! ياقع فيا هكا !
حليت التلفزة ، قعدت نازلة عالكوموند ، التلفزة محطوطة ديما عالاسترا ، فيها برشه شانات تبث افلام قديمة ! و.. هب فجاة نجي في قناة تعرض في فيلم فيه برشه مشاهد شفافة ياسر .. بورنو يعني .. هي رمات الفيسته متاعها عالديفون ، وهو مدلها الكاس ، خذاتو من عندو ، حطتو عالطاولة ، وهي تطبس ، حلت فلسة السورية متاعها بحيث بزازلها قريب تخرج مالسورية ، خذاها من ذراعها وجبدها لصدرو بلطف ،  عطاتو الطوع بعدما قالتلو :
عزيزي ! الشراب هذا ما يروينيش ! يرويني الشراب اللي في فمك ، ومشاو لثنين في بوسه طويلة ! 
مللى سيناريوهات في هالافلام هاذي ! تقولش عليه يجيب في الكلام درا منين ! 
اوف حتى انا . الليلة الريح تقولش عليها عاملة معايا بلعاني ، عاكستني بالمنجد ! لو كان تشوفني بنتي تو تقول : 
ماما خجت في عقلها ، عاملة كي المراهقين !
عندها الحق . هوما المراهقين اللي في وضعيتي هاذي ما يزيدوش عليا برشه ! 
تعديت لشان اخرى ، وشان اخرى ..هب ونلقى ناشيونال جيوغرافيك ، وحتى هالشان ، بالصدفة ، تعرض في فيلم عالتزاوج بين الحيوانات ! قلت ياوالله احوال !
استخايلت روحي كايني نسمع في ضحكة ، وظهرلي وجهو عالشاشة يغطي المشاهد ويقللي وهو يتبسم : 
هاهاها ! شيء ! الليلة مانيش باش تخليك ترقد ! نحب نسهر معاك ! طفيت التلفزه ! حليت البورت/فونيتر ! شيعت عينيا للسماء ! قاللي :
تفرج في النجوم الساهرة معاك ومعايا ومع القمرة ! 
ضربتني نسمه بارده شوية ، لكنها تنوعش ، فيسع دخلت لبست الروب/د/شانبر متاعي ، ورجعت ، قعدت عالفوتاي ! مللى فرجه في السماء ،  ونسمة الليل ماحلاها تمخلل ، وخذاتني غفوة هي بين اللحضة والساعات ، وحلمت ، جريت ولعبت وحبيت وضحكت وتبست وبست وتعنقت وعنقت وغنيت وشطحت ، كي مدلي الكاس ، قلتلو وانا ناخذو من يدو ونترشف منو الرشفه لولى : 
قداش لذيذ وبنين هالشراب !
خذا من يدي الكاس ، حطو عالطاولة ، قاللي :
الشراب اللي في شفايك ابن واحلى ! نحب نسكر ونفنى فيهم ! 
حطيت راسي على صدرو وقلتلو وانا نتدلل :
ووه ! لا يجعلني جرة !
ما فقت كان كي سمعت حس كهربة متعدية تزف ! اه .. قلت : 
شبيني لهنا لتو منطولة عالفوتاي متاع البلكونة !
 قمت فيسع ! دخلت ! سكرت الباب متاع البورت/فونيتر ! ونزلت عالفلسة متاع السطور باش هبطتو  ! وترميت عالديفون ، خذاتني عيني ! تعبت ! غلبني النوم ما فقت كان التسعة وربع متاع الصباح ، الشمس زرقت ! والدنيا ضوات ، وحيات والنهار بدأ بعدها ، دخلت لبيتي نحيت حوايجالنوم  ، دخلت لبيت البانو . دوشت ، عملت طلية شامبوان وطلية صابون وخليت روحي تحت الماء ! ايه ما بنو الماء هابط ملذذ على بدني الكل . بالمنجد متعة !
لفيت شعري بالمنشفه ، لبست الكاب/د/بان وترميت بكلي عالسرير . جبدت نفس طويل . رشقت عينيا في السقف قلتلو : 
عيب عليك يا اسمك انت تعمل فيا هكا ليلة كاملة !
تبسملي هاك التبسيمة وقال :
اش نقول انا يا عزيزتي مللي شفتك عينيا ما راتش النوم !
اوه هاو بدا يسيب في العسول متاعو من تو عالصباح ، اش باش نعمللو ،  اش تحبني نعمل فيك عالصباح ! فسدتلي نومي وفرعستلي حياتي وشقلبتلي اموري الكل !
انا خذيت السشوار ، حليتو ، وبديت نجبد في شعري . شفت مليح وثبتت في ملامح وجهي بالتفصيل ، مصللي عالنبي عليا ، وجهي ، وجبيني ، وحواجبي ، وعينيا ، عينيا العسلي ما حلاهم ومحلى خزرتي ، وماحلى خدودي ، ماعنديش تجليد في وجهي ، وخدودي موردين ،  وخشمي ،وشفايفي ، ودقنونتي ، ورقبتي ، شفتهم مليح ، وخزرتلهم في المرايا وانا نسشور ! قلت لروحي :
ما حلاني الحمد لله مانيش سمينه . سلسه ، ومانيش طويلة ومانيش قصيره . كايني مرا في لربعين ، هازه صحتها وماشية للدنيا باش نأخذ منها اللي تحب . مرا قرأت وخدمت وعرست وجابت لولاد ، ومنعتهم ، تو ما قعد كا تتلهى بروحها وتشرب من لذة الحياة وتشوف الدنيا ، هو صحيح انا مكهبة على ... اوه ، الساعة ما يضهرش عليا ، حتى بنتي قالت ما يضهرش عليا ، وموش كان بنتي هيا اللي قالت . لا . ثمه برشة مللي يشوفوني و يعرفوني  يقولولي :
صحة ليك . ما يضهرش عليك العمر  !
كي نحيت الكاب/د/بان  ، خزرت لبدني الكل ، صدري الحمد لله مازال مكبوس ، وشادد روحو حتى من غير سوتيان ، ما عنديش هاك البزازل المسيبة ،  وزنودي كيف كيف ، وكرشي الحمد لله ميش مقدمة لقدام ، مازلت زفالت ، حتى فخاذي مشحوطين ، وفاراتي مافيهمش لا زروقية  ولاهم يحزنون ، وقشرتي ماشاء الله ، شعري شعرة بشعره ، اللي يشوفني يقللي : 
مزينك . صحه ليك ، شعرك زايد فيك الشطر !
( نكملو البقية وقت آخر ان شاء الله )
-------------------------------------------
(. **  )  تدوينة نشرت في 30 ماي 2018

أوراق الخريف 3/2 بقية الجزء 3/2


نتفكر اخرصيف عديناه مع بعضنا ، انا وعيسى ، كان صيف عام 2007 .عدينا نصف شهر في اوتيل ، في الحمامات . كي عندي تو آخر جويلية وبداية اوت .
الحمامات مدينة حلوة وفيها امبيانس يعمل الكيف . 
نمشيو عالصباح بكري نعملو تبحبيحة ، ومن بعد نرجعو نفطرو فطور الصباح ، ونطلعو للبيت ندوشو ، وكل حد منا يتلهى في اللي عندو ، انا مغرومة بمطالعة كتب الادب ، وهو يموت عالقصص البوليسية ، ولثنين ما عناش علاقة لا بتلفزة ولا بجرايد . الا اذا كان ثمه فيلم جديد ، او فيلم كلاسيكي ، وموضوعو مفيد ، وقتها نعطيو لرواحنا فرصة باش نتفرجو فيه . 
انا وعيسى ، قرينا فرد مكتب ، في الثانوي ، هو سابقني بخمسة والا بسته سنين ،  معناها كان زميل خويا ،  كانت معرفتي بيه سطحية ، ووفات كيف هو خذا الباكالوريا ، 
ومن بعد تقابلنا مقابلة ازفت منها ماثماش !
كنت في بيرويا في الوزارة ، ما زلنا يافتاح يارزاق عادنا وين بدينا الخدمه ، نسمع في واحد هايض ويصيح : 
ويني هالمسؤولة متاعكم ! نحب نتعرف عليها ! ماتريال بسيط باش يوصل من مخزن الوزارة للسبيطار ، مسافة خمسميات ميترو نقعدو نستناو فيه اكثر نصف شهر . 
سمعت موظف ثمه يريض فيه نسمع فيه قاللو :
 وسع بالك يا دكتور !
جاوبو بغش قاللو : 
ما نوسعش بالي عالتكركير ياسيدي ، أكثر من وسع البال هذا اش تحبو  ، وبنو الضمير المهني ، تحبو كان عاللقم الباردة ! 
السيد عمال يصيح ويعللي في صوتو وزايد على قدام ، دخل عليا ، شعرو مشبشب ، وهو يعفس في طاجين يقعرو ، كشاكشو خارجه على بره ، وطول قاللي : 
ملا خدمة .انتوما شادين البيروات والتكييف واحنا الطبه كل شيء في روسنا !
قعدت نخزرلو ببرودية دم وانا ساكته ، بعدما شفتو فرغ المزود متاعو وعرفتو بهت كي شافني نخزرلو ونسمع فيه من غير ما رديت الفعل قلتلو :
صباح الخير دكتور .
قاللي :
 صباح الخير 
قلتلو : 
تفضل أرتاح .
جبد الكرسي دوبلاش وقعد .
قلتلو : 
تفضل سيدي ، عندك مشكلة ؟
وقبل ما يجاوبني كملت :
الساعة سيادتك تخدم معانا !
قاللي بتنرفيز :
لا للا . نخدم في زاوية سيدي عبد القادر !
جاوبتو بدم بارد قلتلو :
مالا يضهرلي فيك غالط في لدريسة ، هنا وزارة الصحة ، ميش زاوية سيدي عبد القادر !
وقف ، ووخر خطوتين ، وما نعرفش كيفاش قرأ اسمي عاللافتة اللي عالبيرو ، قاللي بصوت رايض وهو يتبسم :
والله نعرفك .طلعت كي سعيد خوك،  زعام كان في الدم البارد ، جاب ربي ما كملناش مع بعضنا ، كان ديما يجبد عليا بالدم البارد ، قداش كنت نحبو ، أما خسارة تفرقنا ، هو مشى للمدرسة الفلاحية وانا مشيت للطب ! ورجع قعد عالكرسي ، قاللي :
صار هو انت هاك الفزغولة ، اختو ، كنا كي الحراس الشخصيين لسيادتك وياويح اللي يقربك !
عيسى ! قلتلو وانا باهته ! ومن بعد كملت وانا نضحك :
والله حلال نلوح عليك بواط/دارشف ندمغك بيها خليني نوريك سيدي عبد القادر ، سلمنا على بعضنا ، وشربنا قهوة ، وناديت للمسؤول عالمخازن وقلتلو يجيبلي امر التزويد 
طلعلي قاللي :
سامحنا . امسحوها فيا ، العون اللي سلمتلو الإذن،  حطو في القجر ونهارتها نهار سبت ، ماعلمنيش ، ولا علم زميلو باش يتم التنفيذ والتوصيل ، والدكتور كيف يتغشش عندو الحق .
قلتلو : 
شفت سيدي كيفاش أمورنا منظمة ، وحرصنا على مصلحة الخدمة ما فيها حتى شك ، أما هاك تشوف ، يعملوها الصغار ويوحلو فيها الكبار !
وفات الحكاية ، وقفت غادي ، ونسيت الموضوع ، بعد تقريب جمعتين خويا كي العادة جاء هو ومرتو للدار ، فطرو وقعدنا في الصالة ، سي خويا تلفت لبابا قاللو : 
بابا ، بعد اذنك هالطفلة بنتك كي المسطرة ، وهي نهار كامل ياخدمة يامسكرة على روحها البيت وشاده كتاب ، هاذي  تنجم توللي عزوزة وما يزفر عليها حد ، 
بابا قاللو بلهجة مسرحية نعرفها انا :
اش نعمل سيدي ، نطبعلها تصويرتها وندور بيها في الشارع ونبرح : 
ياللي تأخذو هالطفلة . راهي مزيانه ، وباهية ، وتحفونة ، وبنت اصل ، جدتها الكاهنة  وواحد من جدادها يوغرطا، وخدمتها باهية ، وشهريتها باهية ، وزهازها يعبي كميونه ، 
أما شنوه كبيره شوية في العمر ، كهبت عالواحد وثلاثين سنا ، يزي عاد ما عادش فيها .
 وهبط مراياتو على خشمو وخزرلي وعامل روحو يتكلم بالجد وقال :
اي . لا . في الحقيقة وقيت ياللا حنان . كي انت رميت المنديل ، خليني انا وخوك نلعبو الماتش في بلاصتك !
امي ومرت خويا اللي هيا بنت عمتي اترشقو بالضحك !
صاح بابا بنفس الأسلوب :
اشنوه ياللواتي تضحكوا . اش يضحك فيكم ، ماو اعملولنا بروفه ، زعمه زعمه جانا العريس باش يخطب والسيدة حنان باش تجيبلنا المشروبات والمرطبات ، الخ .. الخ ..!
جاتني كي البهته ، فوزيه ، مرت خويا ، خذاتني من يدي  وخرجتني ، هو صحيح بابا ما يبطلش مالفدلكة حتى كي يتغشش في الحقيقة  ما يتغشش .. يقوم يفدلك !
فوزية مرت خويا ، كي دخلنا للكوجينة ، قالتلي :
يعطيك ياحنان ! الراجل صاحب خوك ، تقوم تبهذلو هاك التبهذيلة وتجبد عليه بالدم البارد ! جانا مسكين في حاله ، وشكا منك لخوك قاللو :
 لو كان ما طلعتش أختك ، والله راني ما جيتكش  !
قلتلها :
اما راجل وأما بهذلتو زاده ، شكون اللي جاء يشكي لخويا !
مرت خويا ، الله يرحمها حتى هي كيف خالها التمقعير راضعينو في الحليب ، قالتلي :
لو كان تشوف خوك كي تغشش ، ماك تعرفو يوللي صيد بوقلاده ، وما عاد ينجمو حد ، وقف وهو يوصل فيه للباب بعد ما عملنا معاه الواجب وقاللو :
اش باش نقللك يادكتور عيسى ، صحه ليك جيت في ساعه سعيده ، ولو كان ماجاش الوقت موخر شوية تو نزيد نهزك للوالد كمل اشكيلو ، باش يعرف بنتو اش عاملة فيك !
امي خلطت عليا وانا نضحك بالدموع والطريقة اللي عملتها المقصوفة مرت خويا ، ضحكت وقالتلي : 
الحمد لله عليك بنيتي كي ضحكت ، وانت نهار كامل قارنه عبستك ، مسكين الراجل اللي باش تاخذو ، بره هز التاي لبوك وخوك . ان شاء الله يكون من زهرك غير برك هني روحك ! 
اوه .. ذكريات .. ذكريات .. نشوف المشهد والابطال يتحركوا قدامي .. ايه .. ايه .. رحل اللي رحل وقعد اللي قعد لكن ، كانت ايام خفيفة عالقلب وحلوه ، عائلة صغيرة ، رايضة ، ما فيهاش هاك البغبش !
ما طولناش . جاب عايلتو . خطب . وفيسع عرسنا ، وجبنا بنية ، الحقيقة ماكانش ثمه حب ، في الاول كان ثمه رضا ، ومن بعد مع العشرة والايام وللى ثمه ود .. الله غالب ، ما حبيتش وماعشتش قصة حب . !
عاد من طرائف هاك الصيفية ، كنا نخرجو نتعشاو لبره مالاوتيل ، ونعملو مشية وجيا ، يا في الحمامات الجنوبية ، وفي الغالب عالكورنيش ومارينا ،  يانمشيو للحمامات الشمالية ، لكن ، ثمه قهيوة تحت سور المدينة الجديدة في الحمامات الجنوبية ، اكتشفناها بالصدفة ، كان فيها مطرب ،  راجل في الخمسين ، استاذ موسيقى يضهرلي من دار شعبان عندو صوت ممتاز ، والراجل متمكن مالعزف والعود ويغني بإحساس ،  وكان معاه وزان اسمراني ممتاز ، القهوه ماكانتش  تتعبى ، وقت اللي قعدنا وسمعناه ، قاللي عيسى :
والله الراجل عندو صوت وأداء راءيع ومعاه وزان فاهم شغلو ، كانت الأغنية اللي غناها قدامنا لصباح فخري ، ومن بعد غنى لعلي الرياحي ، والناس تتكلم مع بعضها ، والسيد تقولش عليه يغني لروحو ، نتفكر وقتها قلت لعيسى :
والله عيب وقلة ذوق ، حتى تصفيقه ، والا كليمه تشجيع حلوة لا .
قاللي عيسى : نبداو برواحنا !
بطلنا الكلام ، وقعدنا نسمعو ، وساعات نرددو معاه ، ونصفقو زاده ، ثمه كوبل بحذانا ، كبار شويه في السن تبعونا ، وبدأت الناس تتفاعل ، وتنحات الحشمة ، وعطاو وذنيهم وولاو يسمعو معانا في الغناء ، ما كملت الثلاثة سهريات كان وللى صوت السيد يتسمع ، والناس ولات تجي للقهوة كيفنا نحنا بالذمة ، ولينا كل سهرية نهديولو طوق ياسمين ، ومشموم فل ، ونقترحو عليه بعض الاغاني ، السيد متمكن ، يلبي الطلب وهو فرحان وشايخ . 
ومارسنا معاه طقوسنا العادية ، وللى الا هذا يعمل كيفنا ، نتذكر مره في عقاب سهرية مالسهريات  ، جانا وسلم علينا والدموع في عينيه قاللنا :
بارك الله فيكم ، اللي عطيتو معنى وقيمة للسهريات هاذي ، وخليتو هالساحة عبارة على موقع فني راقي ونظيف موش مجرد قهوة تبيع في المرطبات ، والفن حاجة عالهامش ، اليوم جبت عائلتي وبرشه من تلامذتي باش يشوفو نموذج مالجمهور اللي يجي باش يسمع ويتمتع ويستمتع !
قلتلو :
انت فنان وتستاهل باش نجيوك ونسمعوك ونشكروك على هالمتعة اللي تعطيهالنا كل ليلة .
عاد في ليله مالليالي دخلت سيده ، جميلة وانيقة ، معاها زويز وليدات ، قعدت عالدكانة اللي مقابلتنا ، شويه وخلطت صاحبتها ، الحقيقة احنا كنا متسلطنين ومتفاعلين بالغناء وبالترديد ، كبار وصغار ، نساء ورجال ،  مع غناية ، كلماتها نعرفوها والمغني متاعها هو الصادق ثريا ، لكن مطربنا اداها بالعود حاجة روعة .. والله كي نتفكر هاك السهرية بالذات ، قلبي يرف ويرق ويذوب ونغيب عالوجود نمشي لعوالم اخرى مزيانة وباهية وجميلة :
كي يضيق بيك الدهر يا مزيانه 
وتدور وتدور ماتلقاش غيري انا !
نشوف في عيسى لوح عينيه وخزر خزره عابرة ، لكن كنت نشوف في المرا راشقه عينيها في عيسى بكل جرأة ، حتى كي خرجوا أولادها بعدما شاوروها ما تلفتتلهمش حتى تلفيته ،
هو وانا الحقيقة كنا في غاية البهجة والسعاده ، وشوشلي في وذني حب يشيخ عليا قاللي :
ريت هاك الترنكوشة كيفاش راشقة عينيها فيا . عندك راجل بدا يكون في حرفاء !
وشوشتلو في وذنو :
اوه حتى انت .. تخزر للصباح ما يهمنيش ، المهم الجوهرة معلقة في صدري ، يخزرو قد مايحبو ، هذا دليل  على اختياري الباهي ، انت جوهرتي الغالية ، تهنئ ما يفكك مني حد ، نعرف اش عندي ! 
عمل رشفة من كاس التاي ومال عليا قاللي : 
منين تجيب في هالمشاعر ياطفلة ، راك هبلتني ، اول مرة نحس اللي  عندي عشيقة وحبيبة وزوجة في وحده هبلتني بحبها .. لو كان موش الناس قاعدين أو نذوب هاك اللسان الحلو في فمي !
كي كمل المطرب الغناية نفخت السيدة الدخان من فمها وقالتلو :
انت عمري .. انت عمري !
خزر عيسى لمنقالتو ووشوشلي في وذني :
السيدة ناوية تصبح بينا ، ضحكني من جوارح قلبي . قمنا . حيينا المطرب بإشارة من روسنا كي العادة وخرجنا مشينا دغري للوتيل ، ودخلنا للبيت .
اول مره ، في حياتي الزوجية ، حسيت احساس كبير  بالحب !
ولقيت روحي في حضنو ، كي قمنا الصباح نلقاو لبستنا ملوحة كل حاجة في شيره ، الصبابط كل فردة درا وين والسروال متاعو والجيب متاعي والخلعة والسوتيان ، شيء في القاعة وشي فوق الفوتاي سحبت روحي بالشوية وقلتلو ،  بعدما بستو من شفتو وانا في غاية السعادة كايني صبحت صباح عرسي :
يابو العمايل !
خذاني بين احضانو وذبنا ، مزعمو في التوشويش ، قاللي :
نموت عليك يا عزيزتي ، خليني نزيد نحبك..
قلتلو : 
حبني وزيد حبني ياعزيزي !
وهزتنا لحظات مشاعر قد العالم الكل ..
نتذكر ، ونحنا في هاك العمر ، اول مرة نحس اللي احنا راكبين في فلوكة اسمها الحب ! 
اااااه .. وااااوه .. ما نعرفش كيفاش وعلاش عاودت طلت عليا تصويرة السيد ، وهو يلوحلي في ابتسامتو  ويقللي تفضل مدام ، اش يحب عندي وانا وهو في هالعمر هذا ، 
بابورنا زمر ! 
لا البابورات الكل لازمها تزمر .. لكن ماتخليناش في الميناء !
والله قالت الحق هاك لستيتيسيان ، علاش ! مازال مازمرش وما زال عندنا في زنودنا ما نعريو .
( نكملو الجزء الأخير في وقت آخر )
------------------------------------------
(  **  ) تدوينة نشرت في 25 ماي  2018

أوراق الخريف 3/2


قمت الصباح كي العادة بكري ، خذيت البتي/داج متاعي ، ومن بعد عملت قهوة ززوة ، ومشيت للصالة ، حطيت القهوة عالطاولة الصغيرة بحذا الديفون ، قريب للبورت/فوناتر  ، ومن بعد طلعت شوية الريدو ، باش ننجم نشوف وجه الصباح ، بالأخص الصالة متاعي شرقي ، الشيء اللي يمكنني باش نشوف الدنيا البراح اللي قدامي ، على فكرة ، الصالة زاده تطل على جنينة عمومية ، البلدية لاهية بيها لهوة خاصة ، ووجود البرطمان في الطابق الثاني ، يخليني نتمتع بمحيط ومنظر باهي ، زيد على هذا ، ما عنديش في الحقيقة جيران مزعجين .
قعدت عالديفون ، عملت رشفة قهوة ، ورميت عينيا عالمنظر البراني ، قعدت نشوف في مطلع الشمس ، وهي ترمي نورها عالجنينة والشبابك والحيوط والعباد .
شمس الصباح نورها يبعث البهجة والأمل في الروح !
وجات تصويرتو قدامي .ملامح وجهو وشلاغمو ، وشعرو لكحل اللي فيه كعبات شيب ، والفيسته المارون اللي لابسها فوق سورية بيضاء ، والسروال الدجين لزرق .. اووووه حتى انا زاده . شبيني هكا .. اش مجيبو قدامي .. 
ثمه ، عالطاولة ، مجلة باري ماتش ، فيها موضوع على جوني هوليداي علاقاتو ، وزيجاتو  ، وعايلتو وثروتو ، قريت منو صفحتين ، التلفون رن . عرفتها بنتي ، تطلبني كل صباح ، باش تطمن عليا ، صبحت عليا ، وقالتلي :
ماما . ما تنساش العشا بحذانا . ايجا بكري عاد راهم لولاد مستاحشينك برشه .
خرجت . عملت المارش متاعي . وانا راجعة تعديت عالسوبارات . شفت سالم وحدو . اغتنمت الفرصة ودخلت . صبحت ومشيت خذيت كعبتين ياغرت ، نسيت اللي انا ماخرجتش فلوس معايا قلت لسالم :
من بعد تو نتعدالك .
قاللي :
تفضل مادام . والله صحة ليك في هالسبور اللي تعمل فيه . نقوللها المدام على النشاط متاعك تبارك عليك . تقللي : ملقيتش وقت !
توه سالم عالصباح يحب يحل معايا مستوج . حطلي الكعبتين ياغرت في الصاشي ، خذيتها من عندو وسالتو بطريقة حاولت باش تكون عادية قلتلو :
بربي قللي هاك السيد اللي لقيتو بحذاك البارح يسكن في حومتنا !؟
خزرلي سالم وضحك قاللي :
 حتى هو سألني عليك نفس السؤال ، اي نعم مدام ، يسكن في البالاصات اللي مقابلين بالاصاتكم ، في الجهة لخرى مالجنينة . اما ما يضهرش ديما . يعيش في الخارج ، كانت مرتو تجي معاه ومن بعد وللي يجي وحدو يعدي الصيف هنا ، راجل متربي وأخلاقو عالية ، والله كل مره يجي يجيب لعب للاولاد وشكالط وحلوى ، حاصيلو مانحكيلكش يامدام  والله لين يحشمني على روحي !
خرجت من عند سالم وانا ما عادش انا !
شبيه السيد يسال عليا ! اشنوه اللي يحب عندي ! هذا الكل من هاك الخزره المجنونة ! السيد وللى قريب يسكن في مخي ! الساعة كنت رايضة على روحي ! جرت هاك المشية للسوبارات ! زعمه اش قاللو عليا سالم ! جاب ربي ما سالتوش اش قال عليا ! والا الضحكة الخبيثة متاعو توللي عندها معنى !
محسوب . زعمه هو ماشلقش كيف سال عليا ! ما نظنش ! راجل كيفو هو ما نتصوروش فريفطه ! فريفطة والا موش فريفطه انا اش يهمني فيه ! 
ولقيت روحي نحط في المفتاح في باب البرطمان . حليت الباب ودخلت . طول مشيت للدوش عملت ترفريفة . من بعد شيحت شعري .حليت الراديو على اذاعة مالاذاعات . نسمع في وردة تغني : بتونس بيك .. ومن غير ما نفكر . خذيت التلفون كلمت لستيتيسان متاعي . قالتلي :
حنان ! وينك عزيزتي ! طولت الغيبة والا بدلتنا ! حتى السؤال ما تسالش على اختك !
قلتلها :
كليتني بالكلام ! ديما كي عادتك ود ود . خليني لخره نقللك نهارك زين ! ايا قللي وقتاش نجيك العشية ! نسيبلك بدني ، وبالاخص وجهي ! والله ياحلومه ساعات نشوف روحي في المرايا نحس اللي انا خيبت برشه ووليت مسلمه في روحي ! 
قالتلي حلومه لستيتيسان :
لا عزيتي ! ما نسلموش في رواحنا ! ايجا العشية وقت اللي تحب عزيزتي . اسمع . نحبك تجيني بطولك . ما تجيب معاك حتى شيء . عندي بوماضات تهبل . حتى البارفان من عندي . بارفان جديد من كوكو شانال فيه ريحه بنينة ما نقلكش  ..
في قلبي فرحة جديدة . قريب نطير ونجنح !
دخلت لبيت النوم باش نبدل حوايجي . وقفت قدام المرايا . هكاكا عريانة ! قلت شبيه بدني وطولي ووجهي  . وزنودي . الحمد لله لا عندي تكميش في وجهي شوية برك تحت العينين تو يتنحى بشوية تمسيد بالبوماضة ، شفت في المرايا تصويرة عيسى معلقة ورايا عند رأسي فوق السرير ! تلفتتلو ووليت نضحك . قلتلو  :
هاني كايني باش نقابلك اول مرة .
في بالي نكلم في راجلي . اذا بيها تصويرتو غطات الكواطرو . اوووه . موش معقول ! اشبيني هكا اليوم ! قريب نعمل جوانح ونطير !
نزلت عالناقوس حللي رضا نسيبي الباب . واحد مقعار . ساعات يسيب عليا ركاكتو لين يفددني ويحشمني على روحي . ما يعرفش يعف . شيء . هو شافني . حل عينيه على وسعهم ، وحل فمو علامة البهتة ، وصاح باش يسمع ليلى بنتي :
واو .. اشنوه  هذا باتاتا ! اشنوه هالزين والعين  ، والقد واللبسة  ، والبارفانات اللي ريحتها ترد الروح ، اههههاه .. والمشطة ، مشطة تقتل . والله تقولش عليك انجلينا جولي !  انا انجلينا جولي ، باللازمة لا تجي قدامك شيء ! ايجا ياليلى ! اخلط هاي اختك جات !
ومد وجهو كي العاده باسني ! جات بنتي باستني  . حتى هيا ميش ناقصه زادت في الحبل وصلة قالتلو : 
والله قلت الحق ! 
وتلفتتلي وكملت :
 ماما اللي يشوفك ما يعطيكش عمرك .. صحة . صحة لماما انسامبل جديد ، وبروش ياعيني ، وصباط جديد ، وبارفان جديد من كوكو شانال ، شريت منو نهار السبت . حلو ياسر ويهبل .. 
قلتلهم : 
ازيتوش توه مالرويق متاعكم . نعرفكم راهو كي تتقابلو عليا . ايا عيطلي للاولاد توحشتهم . ودخلنا جميع للصالة . جاو لولاد ترماو عليا ، بنتي عندها زوز بنات ووليد ، الوليد هو الوسطاني . تبارك الله عليهم الثلاثة مزيانين ما نحكيش . ربي يفضلهم . قالتلي الطفلة الكبيرة :
مامي انت مزينه هكا ما احلاك . وين ماشية الليلة ياخي . ضحك بوها وقال : 
هاذم أولادك قلتش حاجة انا !
تلفتلو . غلب عليا ، وليت نضحك . باش نغطي الحشمة متاعي . قلت بيني بين روحي :
 زعمه شموا حاجة ؟
واستعوذت مالشيطان وقلت :
حتى انت مخك وين سرح !
دخلنا لبيت الفطور ، نسيبي خذا من عندي الفيسته ، مشى علقها في القلص . ورجع . جبدلي الكرسي وقعدني  وقال بلهجة مسرحية : 
العرايس أولا !
حسيت بوجهي حمار ونبهذلت . قالتلي بنتي:
 شبيك ماما وجهك حمار . ياخي ماكش مستانسة بتفدليكو !
والله ماما هالليسة والمشطة والماكياج زادو فيك الشطر !
قعد نسيبي بحذا مرتو . شفتو كي مسها بمرفقو وقاللي : 
والله ياتاتا ماناقصك كان ترنكوش يشدلك جنبك . هكاكا  وندخلوك عروسه . والله الفرقه من عندي وعلى حسابي . غير شاورلي عالعريس برك الا مانخطفو ونجيبهولك جري . 
قلتلهم وانا في حالة حشمة كبيره :
زيتوش توه مالفدلكة الماسطة متاعك لثنين ..
وحسيتو كاينو قاعد بحذايا وانا نقللو : 
يزي احشم . بنتي وراجلها والصغار يخزرو . 
فيسع استرجعت قوتي . وغلبت حشمتي . وتماسكت وخبيت ضعفي وكملت :
اولا كم تسمع . احشمو شويه عاد  . ما كانش تو نخليكم  ونقوم !
نسيبي ما يعرفش يفك باقي شادد صحيح قاللي : 
والله يانانا كي نخزرلك توه نقول تبارك الله عليك ! كاينك انت أخت ليلى موش امها ! بربي قللي يانانا !  اش ناقصك بالله . قد وزين وعين . كانك عالمرحوم  ، الله يرحمو لوكان ثمه إمكانية باش نسالوه تو يقلك  :
 ما تقعدش وحدك ! عاود حياتك ياحنان يا عزيزتي ! تمتع بشبابك !
باقي في نفس الحلقة . اشبيني بين نهار وليلة كياني تشقلب . اش جرالي . اشبيهم لولاد جبدولي حكاية العرس . اشبيها حلومة بعدما كملت قالتلي :
 والله تبارك الله عليك خرجت تهبل ! حنان عزيزتي . اتلهى بروحك ياديني . الى متى وانت قاعده هكا تبوم وحدك ، بين اربعة حيوط . جدد حياتك . المرا منا ياعزيزتي لازمها راجل يونسها .
 وكملت بخبث وهي تعنق فيا قدام باب الخروج :
حنان عزيزتي . مازال في زنودنا ما تعريو راهو !
قلتلها من غير ما نشعر : 
اللي فيه الرضا والخير ربي يسهل فيه . وكي يكتب المكتوب ماناش باش نسكرو الباب .
 ( نواصلو كمالة أوراق الخريف في مناسبة أخرى )
--------------------------------------
(  **  ) تدوينة نشرت في 24 ماي 2018

أوراق الخريف 3/1


من اول خزره خزرتلو عجبني . والله ماعادش نعرف ، جاتني هكا كي الكو/د/فودر !
عينيه مخبين ورا مرايات كحل نوع " بوليس " .
 كنت بجنبو كيف حط كعبة الباغات عالكنتوار متاع السوبارات . سالم ، مولى السوبارات ، سلم عليه بكيفية عجيبة فيها برشه مهابة وبرشه احترام !
عاودت خزرت لوجهو .
وجه سمح وباهي !
اووووه .. لعنة الله عليك يابليس !
كي رد عالسلام متاع سالم ، مولى السوبارات ، خذا الباغات ، مدلو دينار ، ومن بعد حط وجهو في وجهي ، وفيسع تلفت لسالم قاللو :
العفو سي سالم ! المدام قبلي ، 
وعاود حط وجهو في وجهي . وخر دوب اللاش وقاللي وعلى فمو بسمه صغيرة : 
تفضل مدام .! سامحني  ، طريقك انت ! 
ما نعرفش اش صارلي ، تو انا في العمر هذا ، يجرى فيا هكا !
قلتلو وانا مبهذلة :
لا. ما فما حتى مشكل تفضل انت .
قال سالم  :
المدام متاعنا . ومازال عندها ما تقضي ! 
وتلفتلي باش ينعتني عالكرام فراش قاللي :
مدام هايكا بحذا الرايب ثبت هايكا لداخل شوية . 
باش زدت طولت شويه قلتلو :
مادامني متفكرة . بربي كارط تيليكوم بعشره الاف !
ما قعدش يستنى . طول دخل فيا . لا عالسلامة ولا هاني جيت . نحى المرايات ورشق عينيه في عينيا ، ماامضى عينيه ، ما خلالي حتى فرصة باش نهرب من خزرتو قاللي : 
يامادام .هيا مازالت كارطه بعشرة آلاف . قول بحداشن الف واربعميا . قريب ياخذو ضريبه على انفاسنا !
قلتلو وانا نهرب في عينيا :
والله قلت الحق . الدنيا شعلوا فيها النار !
شيء . ماحبش يفلتني . مازال يخزرلي . وما خلاش عينيا تهرب من عينيه . وكمل الحديث . السيد تقولش علينا معرفة قديمة :
وزادو هالضرائب عالمتقاعدين عاد . انت عاد مازلت تخدم . اللي ينحيوهولكم ضرايب يزيدوهولكم ترقيات !
عرفتو وين يحب يوصل ، بالأخص كي شاف شعري شعره بشعره قلتلو : 
ايهاه .. حالنا واحد .. 
كيفاش نعمل باش نتخلصو منو ياربي . انا نكلم في روحي وهو مد يدو لسالم خذا الصرف . ومن بعد قال : 
الساعة والله وجهك تبارك الله منور .
وتلفت لسالم ورجعلي وقال : 
يرحم والديها المدام . فكرتني في الرايب ! والا الحكومه تعمل حاله ! انتوما صعاب في حكاية القضية ياويح الراجل اذا نسى !
وتبعني وقاللي : 
عن أذنك تو انا نحل الفريقو .
وحل الفريقو . جبد باكو رايب وقاللي :
مدام تحب نجبدلك الكرام فراش . بعيده شويه راهي . قداش تحب ؟ 
قلتلو : 
مرسي . يعطيك الصحة . نحب اثنين .
جبدهم . وقف . مدهملي وقاللي :
تفضل مدام . ان شاء الله بالشفاء .
قلتلو :
مرسي . يعطيك الصحة . بارك الله فيك .
قاللي : 
العفو مدام . في الخدمة . تفضل .
سبقني ومشى ورايا . نعرف اللي عينيه تاكل فيا ماكلة !
اش هالراجل ! اللطف منو ! على خزره خزرتلو ، كبش ماحبش يعف . قريب يستدعيني على قهوه . 
حياتي كانت زيت فوق الماء ! بعدما عرسنا للطفلة استقرينا في البرطمان هذا في هالمنطقة . منطقة رايضة وهاي . برطمان في عماره محروسه . بدلنا الكرهبه . نتفكر  المرحوم قاللي وقتها : 
الحمد لله . كملنا كل شيء . تو الواحد يدلدل ساقيه . وبيناتنا خير كي خلينالها الفيلا . قريبه للفارماسي متاعها والعيادة متاع راجلها .
قلتلو :
 احسن . الفيلا قلقها برشه . جنان . وعساس . ومرا تجي كل يوم . ودروج . واحنا ما عادش متاع هذا .
ايييه . كي عندي تو . فيسع هز ربي امانتو . تسعة سنين تعداو توه . كايني أمس في ليام . من وقتها وانا عايشه وحدي في البرطمان . بنتي تجي تطل عليا . وساعات خويا ومرتو يجيو مالهنشير يعديو بحذايا الويك/أند . بخلاف هالرتابة العائلية . كان ثمه روتين الشغل . وبلادة برشه زملاء . وتفاهة برشه اخرين . كنت نحاول باش تكون علاقتي بيهم في حدود المعاملات اليومية . وبحكم مسؤوليتي ، حافظت على مسافة بيني وبين الكل . حتى لين خذيت التقاعد . 
الحمد لله اللي نجحت باش تكون حياتي مليانة بأمور إيجابية ومفيدة . ركزت برشه عالمطالعة . كنت نحب الأدب الفرانساوي . ونحب نسمع الموسيقى والغناء عربي وغربي . وساعات نتفرج على فيلم جديد في التلفزة . نظمت حياتي تنظيم ايجابي . من اصلي هكا . ما نحبش الفوضى .حافظت على ممارسة الرياضة باش نستحفظ على لياقتي البدنية . 
ما عليناش .. نرجعو لهالصبحية .. 
توه . يجي هالسيد هذا . على خزرة خزرتهالو . يحب يشقلبلي كياني . في صدفة تقابلنا فيها في السوبيرات . والسيد يكلم فيه سالم كاينو معرفة . زعمه يسكن في فيلا من هالفيلات اللي بحذانا . والا في بالاص مالبالاصات اللي دايره بينا .. اووووه شبيني هكا .. وانا لواه نسال.. واش يهمني فيه .. فرد مره .. يسكن وين يسكن !
( نكملو البقية المره الجايه )