كي قريب نوصلو للحومة ، حطيت يدي عالمانات باش نبدل السرعة ، وشغلت الكلينوتون ونقصت شويه في السرعة باش نشد اليمين ، طبعا .. محضره روحي باش ناخو المسلك الفرعي اللي يدخلني للحومة ، حط يدو على يدي وقاللي :
ممكن نطلب منك طلب !
قلتلو بصوت فيه برشه دلول :
طلباتك أوامر ياسيدي !
قاللي :
مالا كمل طول ! نحي الكلينوتون ، نحب ناخذك لرستو طلياني في قمرت يطل عالبحر ، متعود نمشيلو ، ماكلتو لذيذه وما فيهش برشه دوه ، والسرفيس متاعو ممتاز !
قلتلو :
هكا نمشيو ! سبادري وكاسكات ودجين ! اشبيك هبلت ! حتى اللي يشوفنا يقول مللى مجانين وضحكت ...
قاللي :
أي نعم هكا نمشيو ! اشنوه اللي ناقصنا ! نحسبو رواحنا شباب .. هو احنا ماناش شباب ! شوف كيفاش بدأت علاقتنا ! بكل بساطه في سوبيرات ! اول ما شفتك قلت هاذي هيا الدره اللي غطس البحار عندو سنين وسنين باش يجبدها ! تملكني احساس مجنون ، ونلقاك ساكنه في عينيا وقلبي ! طيرت من عينيا النوم !
ضحكت وقلتلو :
يزي مالكلام الحلو ! راني قريب نسكر ! والسياقة في حالة سكر ماك تعرف جرايرها !
ضحك ضحكه طويله وعلق :
هيا حكومات الثورة لتو ما زالت ما وظفتش ضرائب على سكارى الحب ! في الحقيقة الواحد لازم ينبهها للمسألة هاذي لخره يدرجوها في الميزانية التكميلية !
وشدتنا كريز متاع ضحك .. ضحكنا من جنابنا ..
ياه .. اشكون قال بعد هالسنين الطويله مالجفاف والوحدة والروتين والفراغ الوجداني يطل عليا بوجهو ويقللي :
يزي مالانتظار والوحده والملل .. هاني جيت !
ويحل مغالق قلبي ويدخللي بهالسرعة والبساطة هاذي !
اوه... خليني نقول قدام البحر والسماء وعينيه التلمع بالأمل والبهجة والحب والجمال :
انا عاشقة ! انا نحب !
كيف وصلنا ، براكيت الكرهبة . فما درجات قدامنا لازمنا نطلعوهم . شدني من يدي بلطف تقولش عليه باش يستدعيني لرقصة وقاللي :
تفضل يامولاتي !
خذينا وجبة حوت مع صحن فروي/د/مار وسلايط !
ما جيتس باش ناكل !
لا انا ولا هو جينا باش ناكلو! جينا باش نستمتعو .
قاللي :
نستسمحك انا ما نحبش نغير عاداني ، مع الفطور ديما نعمل كويس والا ثنين .
قلتلو :
تفضل ما تغيرش عاداتك . اشرب حتى ثلاثه . المهم السائق ما يشربش محافظة على سلامة الركاب !
وهزتنا ضحكة طويلة وعريضة . اللي طولهم قراب منا قعدو باهتين وشايخين علينا ! في قلوبهم راهم يقولو :
زعمه نوصلو لأعمارهم وتاخذنا ضحكه حلوه وصافيه كي هالضحكة ! كمللي حكايتو :
عام اللي خذيت الباكالوريا . امي توفات . الوالد يلقى روحو وحدو . جدد حياتو بالوقت . مشيت للعاصمه . خدمت المرمة . شهرين والا ثلاثه . كنت عامل مطلب لوزارة المعارف . عيطولي خدمت . حطيت قدام عينيا باش نسيب البلاد .حسيت اللي موت امي خلاني غريب بلا وطن !
لقيت روحي في بلاد غريبة ! ما نعرفش لغتها . كنت نشط شوية بالانكليزية ، ربما هاذاكا اللي سهللي الامور ، كان في هاك الوقت ساهل باش ندبر خدمة . وفعلا لقيت خدمة عون استقبال في بانكة . وصممت باش ندخل الجامعة وخذيت قفة شهايد ووليت نقري في الجامعة ونكتب في بعض المجلات المختصة في علم الاجتماع ، اول مرا تعرفت عليها ، ارتبطت بيها ، زميلتي في الجامعة ، خلفنا زوز أولاد ، ولد وطفلة ، الحمد لله ناجحين ومستقلين في حياتهم ، في اخر الرحلة لقينا رواحنا وحدنا المرا حبت تملا فراغها انخرطت في جمعية تهتم باليتامى ولقطاء الحرب وولات كل مره فليجتها ومسافرة في مهماتها التطوعية ، حسينا مع بعضنا بالمسافة بدات توساع بيناتنا ، نهار قالتلي :
شوف حبيبي ! ماذا بيا ما نخليكش مقيد ! خوذ حريتك !
مرتي من عائلة لابأس بيها ، تنازلتلي على حصتها في الشقة ، قالتلي هاذاكا بيت العائلة ماذا بيا نقعدو نتلمو لهنا في البرطمان !
وهكا كان الامر .
كانت تجي معايا في العطل ، حتى بعدما خذينا التقاعد قعدنا نجيو ، لكن مللي جات وشافت الدمار لزرق اللي ولات عليه تونس بعد هاللي يسميوها المساطيك ثورة ، ولات خايفة وماعادتش تحب تجي !
وانا تو أربعة سنين عازب ! هاذي حكايتي ياللا بالباء والتاء ..
في مجتمع كيف اللي نعيش فيه الحب عندهم علاقة موقعها السرير ، لكن عندهم الاحترام والالتزام والوضوح !
حلوا مشاكلهم مع الجنس مره وحده !
الجنس عندهم مسألة ما تحتاجش لبرشه فلسفة ، إللي يحب كيفنا نحنا في مجتمعاتنا يعتبر عندهم اسطورة تتكتب عليها القصائد والقصص والاغاني !
كي وصلتو قدام البالاص وين يسكن ، قاللي :
حكايتك اغرب من حكايتي عشره سنين وانت .. حقيقة يعطيك الصحة قداش عندك قوة احتمال ، ومن بعد خذا يدي بين يديه ، وخزرلي في عينيا حسيت بروحي في عالم آخر ، قاللي بلهجة فيها الصدق والود والحب والحنان :
بالمجد انا محظوظ اللي الأيام خلاتك تستنى فيا حتى لين وصلت !
مد يدو نحا الكاسكات من على راسي ، ومشى يدو على شعري ، وحسيت بالنفس متاعو كي اللهليبه شاعله في بدني ، باسني من خدي وبوستو ، وزاد حط شفايفو على شفايفي ، وقرب شفايفو لوذني ووشوشلي بصوت كي النغمة الرفيقة الهادئة الحلوه قاللي :
نحبك يا عزيزتي !
قربت شفايفي من رقبتو وخطفت بوسه وقتلو :
نموت عليك !
وتهنا في سماوات بكلها بهجة وورد وسعادة ورقص وأنغام ،
دنيا واسعة وعريضة مالامل واصوات رقيقة تغنيلب وتقللي :
قدم ما توخرش ! دنيتك الجديدة مفروشه باللي تتمناه كل طفلة حاطه ساقيها في الدنيا !
تواعدنا برشه مرات . وتلاقينا . وتفرهدنا . مع بعضنا ، وبت في حظنو ، برشه ليالي ! اي نعم ! برشه ليالي دفاني بصدرو الحنين ، حسيت بالروا وبالدفا ! الوردة تسقات وبدأت تدب فيها الروح وتتنعوش ! وفاحت ريحتها !
ما عرفتش كيفاش ننقل لبنتي حكاية حبي !
حشمت منها وخفت عليها !
ما لقيت كان تسيبي .
مشيتلو للعياده في اخر وقت . دخلت . قعدت قدامو !
قاللي :
ما تقولش جيت باش تعدي !
طبست راسي مالحشمة . كايني طفلة صغيرة عامله عمله ! ووجهي حمار ، وتربثت ، حتى مالكلام هرب عليا ، اش باش نقللو زعمه ياربي !
نسمع فيه كايني صوتو جاييني من بعيد يقللي :
يا وحيده ! هالجيه هاذي ميش بلاش ! ايا احكيلي وما نحبك تخبي عليا حتى شيء .. هاني نسمع فيك !
هزيت راسي وقلتلو :
عندي ما نقللك وحاشمة ! .. حاشمه منك وخايفه من بنتي !
ضحك ضحكه هزتني وحطتني !
قلت بيني بين روحي اش مجيبك ليه ! تعرفو فدلاك واللي في قلبو على لسانو هاو كشفك يا مجنونه !
خرج من وراء بيروه وقاللي :
لا . انت جيتني باش نكشف عليك ياتاتا . انت خطفك سلطان الغرام ! انت مصابة بفيروس الحب وما تقلليش لا !
وكمل بالتفدليك متاعو الحلو ، وعمل روحو يتكلم بالجد :
نعرفكم راكم بنات تو ، تعملو عملتكم ، ومن بعد ، تجيو لأولياء اموركم تتسكبنو زعمه زعمه حاشمين وتحبوهم باش يسلكوهالكم !
قرب كرسيه مني شويه وخزرلي في عينيا وقاللي :
راني لا انا لا بنتك لا خوك زاده عنا النية باش ناقفو في طريق سعادتك ، والشيء اللي يسعدك ويفرحك يسعدنا نحنا زاده ياتاتا . المهم انت عرفت اش تختار !
وشدني من يدي وهزلي راسي بلطف وباسني وقاللي :
مبروك . فرحتلك برشه ! يزبك مالكبي ! عيش حياتك !
وسكت شويه وقاللي :
توه ننجم نقللك بالرفاه ! والسعاده ! والفرح ! والهناء !
.. وكمل بلهجة مسرحية :
واما البنين ! عندك ماشاء الله ! يلزمك تعمل تحديد النسل ! وما تنساش بنتك واولادها ينجمو يغيرو !
بعد ايام ..
كنت انا وهو في المطار .
خويا مسح دمعتو وهو يعنق فيا قاللي :
باش تخلينا وحدنا !
وشفت الدموع في عينين بنتي ونسيبي
زوجي قاللهم بتاثر وهو يمسحلي في دمعتي :
ماناش باش نعيشو غادي راهو .. نمشيو سياحة وكهو ، اشكون يسلم في تراب تونس وشمسها وهواها وناسها الطيبين اللي كيفكم !
في الطياره ، حطيت راسي على كتفو ، وخزرت للبحر والبني اللي مرصوص في خليج تونس ، وقلت :
وداعا للوحدة !
-------------------------------------------------
( ** ) نشرت بتاريخ 4 جوان 2018
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire