في الدشرة متاعنا ، كانت الافراح والاعراس والطهورات يتعملو بالهليلة .
وكانت الافراح تتعمل بعد المندرة . معناها بعدما تكمل الناس
شغل الحصايد والدريسة واللي تعرفوه من شغل الأرياف في الفلاحة البسيطة متاعنا .
بالطبيعة اللي عندو ( ترأس ) يعرسلو ، واللي عندو وليدات يطهرلهم .
طقوس العرس عندنا تشبه لطقوس الطهور . لكن أيام الفرح ثلاثة ايام للعرس ونهارين للطهور ، نقصد في الأيام اللي يكون فيها الطبال حاضر .
وبالطبيعة في الدشرة متاعنا ، عندنا طقوس ، ثمه ( رجال كبار ) لازمنا ناخذو بخاطرهم ونعلموهم ، وفي الدشرة متاعنا المهام كانت مقسمة ، مثلا ( وهنا راني باش نستعمل أسماء مستعارة ) سي عمار ، هو اللي يتعهد باش يمشي لشيرة لمطة ، على خاطر طبال اعراسنا وافراحنا هو سي العجمي اللمطي ، وكيف كبر سي العجمي ولينا نجيبو سي محرز المساكني ، هاك الطبال اللي تشهر برقصة القلال فوق راسو . وسي فرحان مهمتو ينظم المسائل مللي يبدا العرس لين يوفى . وعندنا دادا الزاهية ( دادا بمعنى للا ) .. دادا الزاهية متكلفة بالعرضان (العرضه عندنا معناها الاستدعاء) ، وهي اللي تقوم بمرافقة الطبال والزكار وتدور عالديار باش تعرض على اهل كل دار وحدها ، وكيف تدخل لكل دار يستقبلوها بالزغاريط ويضرب الطبال ضريبات هو والزكار ،
ومن بعد يتعداو يكملو يعرضو ، معناها يستدعيو بقية اهالي الديار لخرين . كيف كيف عندنا زاده سي السهيلي ، هذا مهمتو التنشيط ، وسي السهيلي هذا اية في الطرافة والفدلكة ولا يخللي لا اللي كفر ولا اللي سلم بالفدلكة متاعو . وفي سهرية الطبال ، الرجال يقعدو مجموعات ، وثمه اشكون يطيب التاي .. التاي لحمر اللي يتوزع في كيسان طرابلسي . وفي اعراسنا الرقيص موش مسيب ، الرقيص نسميوه ( نخان ) بحيث ماتهبط واحدة تنخ كان ما يعرضولها الجيهان السبعة ويشدوها من يديها ويحلفو عليها بالايمانات الكل . وفي افراح دشرتنا عندنا القاوق متاعنا في اللبسة والهمة والسهرية مثلا ليلة حنة العريس نلبسولها حوائج عليها القيمة ، على خاطر اللمبارة ( البريموس ) اللي تضوي بالبترول تكشف كل شيء وضوها تقولش عليه ضو الشمس ، ماو ما كناش نعرفو ضو التريستي ، اللي ما خلطوه لدشرتنا كان تو تو يمكن في أواخر السبعينات ، النساء في ليلة الحنة ونهار العرس ، تلس التخالل لحمر ويحطو الحلي متاعهم ( الحلي هو الذهب عندنا ) وما تشوف كان اللي حاطه شركة الليرة والا قلادة ذهب على صدرها ومعلقة في وذنها تكليلة والا ونيس ، ولابسة خلخال الفضة ، وحاطه في يديها اللي عندها ، مقياس واللي حاطه شناشن ، وتلقى النساء مسوكين محمرين محرقصين واللي عاملة مردومه اللي محنية واللي مفوكه بالكونوليا ، وبالطبيعة اللوبان عاطي مسد ، كان البنات الصبايا ، ما يعملوش هالقاوق هذا . وما يرقصوش في الأعراس ، لكن في حنة العروسة يرقصو ويغنيو ويشيخو الجو . عندنا كيف كيف مهمة الماشطة هاذيكا ياسيدي بن سيدي تستلم الطفلة من نهار الحجبة متاعها لليلة متاع الدخلة ويتسكر عليها الباب مع عريسها . مانيش باش ننسى وظيفة أخرى جوهرية ، هي وين ( يهرب) العروس . امالا سيدي ، احنا في دشرتنا وقت اللي تبدأ أيام العرس ، يهربو بالعريس في دار واحد من اصحابو والا اقاربو اللي في سنو ، ويتلمو بيه اندادو اللي تسميوهم العراسة وفي الغالب معظمهم تراسة ( التراس بمعنى شاب عازب وموش معرس ) . وعندنا اشكون تتكلف بتطييب الزهومة ، يعني تطييب الكسكسي باللحم باش نهار العرس تطعم الناس الكل ، على هاذاكا نسميوه نهار الطعمة . والناس تفزع وتمشي الكل تاكل الكسكسي باللحم في دار العرس . وفما زادة مرافق الطبال ، هذا لاهي بشؤون الطبال والزكارة اللي معاه من اول ما بوصلو لنهار اللي يكملو الفرح .
لازم تعرفو اللي الفرح في دشرتنا هو عبارة على مهرجان وحدث استثنائي في اهل الدشرة بكبيرهم بصغيرهم بنساهم برجالهم .
نهار الطعمة هو النهار تللي يوفى في الليل بالدخلة . كي يدخل العروس يقعد الطبال يطبل والتزغريط . واللي تنخ واللي تصلي عالنبي . والعريس والعروسة مسكرين عليهم الباب حتى لين يخرجلهم السورية علامة فض البكارة واللي العروسة صبية معناها عذراء !
وقتها تأخذ ام العروسة السورية وتقوم تنخ بيها ويقوم التزغريط ومن بعد كل حد يروح لدارو .
في الصباح يخرج سي العريس . مع اصحابو باش يعملولو
" الجنادة " . والجنادة هاذي عبارة على مهرجان رياضي بأتم معنى الكلمة يستعرض فيه التراسة قوتهم وخفتهم في التنقيز وفي المصارعة اللي نسميوها القراش والقراش هذا شي يشبه للمصارعة اليابانية .
العروسة في الصباح تمشيلها امها وقريباتها . ومعاهم الماشطة ، باش تبرقشها وتزينها ومن بعد يجبدو الزهاز متاعها ويحطوه عالكلة ، وبالطبيعة تحط السورية وعليها اثار الدم .. دم العذرية ، والزهاز اللي يتمثل في ملابس العروسة يتعرض في صورة تشبه لمعرض القماش توري فيه العروسة اش جابت في زهازها من تقارط ومحارم وافط وبلاغي ومراول فضيلة .
حاصيلو حكايتنا اليوم مع طبالنا سي العجمي ! وطيحتو المشومة وشكون كر عليه يعمل طويسات لين رصاتلو ......
( ما نطولش عليكم .. نكملوها وقت آخر )
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire