mercredi 11 décembre 2019

أوراق الخريف 3/2 بقية الجزء 3/2


نتفكر اخرصيف عديناه مع بعضنا ، انا وعيسى ، كان صيف عام 2007 .عدينا نصف شهر في اوتيل ، في الحمامات . كي عندي تو آخر جويلية وبداية اوت .
الحمامات مدينة حلوة وفيها امبيانس يعمل الكيف . 
نمشيو عالصباح بكري نعملو تبحبيحة ، ومن بعد نرجعو نفطرو فطور الصباح ، ونطلعو للبيت ندوشو ، وكل حد منا يتلهى في اللي عندو ، انا مغرومة بمطالعة كتب الادب ، وهو يموت عالقصص البوليسية ، ولثنين ما عناش علاقة لا بتلفزة ولا بجرايد . الا اذا كان ثمه فيلم جديد ، او فيلم كلاسيكي ، وموضوعو مفيد ، وقتها نعطيو لرواحنا فرصة باش نتفرجو فيه . 
انا وعيسى ، قرينا فرد مكتب ، في الثانوي ، هو سابقني بخمسة والا بسته سنين ،  معناها كان زميل خويا ،  كانت معرفتي بيه سطحية ، ووفات كيف هو خذا الباكالوريا ، 
ومن بعد تقابلنا مقابلة ازفت منها ماثماش !
كنت في بيرويا في الوزارة ، ما زلنا يافتاح يارزاق عادنا وين بدينا الخدمه ، نسمع في واحد هايض ويصيح : 
ويني هالمسؤولة متاعكم ! نحب نتعرف عليها ! ماتريال بسيط باش يوصل من مخزن الوزارة للسبيطار ، مسافة خمسميات ميترو نقعدو نستناو فيه اكثر نصف شهر . 
سمعت موظف ثمه يريض فيه نسمع فيه قاللو :
 وسع بالك يا دكتور !
جاوبو بغش قاللو : 
ما نوسعش بالي عالتكركير ياسيدي ، أكثر من وسع البال هذا اش تحبو  ، وبنو الضمير المهني ، تحبو كان عاللقم الباردة ! 
السيد عمال يصيح ويعللي في صوتو وزايد على قدام ، دخل عليا ، شعرو مشبشب ، وهو يعفس في طاجين يقعرو ، كشاكشو خارجه على بره ، وطول قاللي : 
ملا خدمة .انتوما شادين البيروات والتكييف واحنا الطبه كل شيء في روسنا !
قعدت نخزرلو ببرودية دم وانا ساكته ، بعدما شفتو فرغ المزود متاعو وعرفتو بهت كي شافني نخزرلو ونسمع فيه من غير ما رديت الفعل قلتلو :
صباح الخير دكتور .
قاللي :
 صباح الخير 
قلتلو : 
تفضل أرتاح .
جبد الكرسي دوبلاش وقعد .
قلتلو : 
تفضل سيدي ، عندك مشكلة ؟
وقبل ما يجاوبني كملت :
الساعة سيادتك تخدم معانا !
قاللي بتنرفيز :
لا للا . نخدم في زاوية سيدي عبد القادر !
جاوبتو بدم بارد قلتلو :
مالا يضهرلي فيك غالط في لدريسة ، هنا وزارة الصحة ، ميش زاوية سيدي عبد القادر !
وقف ، ووخر خطوتين ، وما نعرفش كيفاش قرأ اسمي عاللافتة اللي عالبيرو ، قاللي بصوت رايض وهو يتبسم :
والله نعرفك .طلعت كي سعيد خوك،  زعام كان في الدم البارد ، جاب ربي ما كملناش مع بعضنا ، كان ديما يجبد عليا بالدم البارد ، قداش كنت نحبو ، أما خسارة تفرقنا ، هو مشى للمدرسة الفلاحية وانا مشيت للطب ! ورجع قعد عالكرسي ، قاللي :
صار هو انت هاك الفزغولة ، اختو ، كنا كي الحراس الشخصيين لسيادتك وياويح اللي يقربك !
عيسى ! قلتلو وانا باهته ! ومن بعد كملت وانا نضحك :
والله حلال نلوح عليك بواط/دارشف ندمغك بيها خليني نوريك سيدي عبد القادر ، سلمنا على بعضنا ، وشربنا قهوة ، وناديت للمسؤول عالمخازن وقلتلو يجيبلي امر التزويد 
طلعلي قاللي :
سامحنا . امسحوها فيا ، العون اللي سلمتلو الإذن،  حطو في القجر ونهارتها نهار سبت ، ماعلمنيش ، ولا علم زميلو باش يتم التنفيذ والتوصيل ، والدكتور كيف يتغشش عندو الحق .
قلتلو : 
شفت سيدي كيفاش أمورنا منظمة ، وحرصنا على مصلحة الخدمة ما فيها حتى شك ، أما هاك تشوف ، يعملوها الصغار ويوحلو فيها الكبار !
وفات الحكاية ، وقفت غادي ، ونسيت الموضوع ، بعد تقريب جمعتين خويا كي العادة جاء هو ومرتو للدار ، فطرو وقعدنا في الصالة ، سي خويا تلفت لبابا قاللو : 
بابا ، بعد اذنك هالطفلة بنتك كي المسطرة ، وهي نهار كامل ياخدمة يامسكرة على روحها البيت وشاده كتاب ، هاذي  تنجم توللي عزوزة وما يزفر عليها حد ، 
بابا قاللو بلهجة مسرحية نعرفها انا :
اش نعمل سيدي ، نطبعلها تصويرتها وندور بيها في الشارع ونبرح : 
ياللي تأخذو هالطفلة . راهي مزيانه ، وباهية ، وتحفونة ، وبنت اصل ، جدتها الكاهنة  وواحد من جدادها يوغرطا، وخدمتها باهية ، وشهريتها باهية ، وزهازها يعبي كميونه ، 
أما شنوه كبيره شوية في العمر ، كهبت عالواحد وثلاثين سنا ، يزي عاد ما عادش فيها .
 وهبط مراياتو على خشمو وخزرلي وعامل روحو يتكلم بالجد وقال :
اي . لا . في الحقيقة وقيت ياللا حنان . كي انت رميت المنديل ، خليني انا وخوك نلعبو الماتش في بلاصتك !
امي ومرت خويا اللي هيا بنت عمتي اترشقو بالضحك !
صاح بابا بنفس الأسلوب :
اشنوه ياللواتي تضحكوا . اش يضحك فيكم ، ماو اعملولنا بروفه ، زعمه زعمه جانا العريس باش يخطب والسيدة حنان باش تجيبلنا المشروبات والمرطبات ، الخ .. الخ ..!
جاتني كي البهته ، فوزيه ، مرت خويا ، خذاتني من يدي  وخرجتني ، هو صحيح بابا ما يبطلش مالفدلكة حتى كي يتغشش في الحقيقة  ما يتغشش .. يقوم يفدلك !
فوزية مرت خويا ، كي دخلنا للكوجينة ، قالتلي :
يعطيك ياحنان ! الراجل صاحب خوك ، تقوم تبهذلو هاك التبهذيلة وتجبد عليه بالدم البارد ! جانا مسكين في حاله ، وشكا منك لخوك قاللو :
 لو كان ما طلعتش أختك ، والله راني ما جيتكش  !
قلتلها :
اما راجل وأما بهذلتو زاده ، شكون اللي جاء يشكي لخويا !
مرت خويا ، الله يرحمها حتى هي كيف خالها التمقعير راضعينو في الحليب ، قالتلي :
لو كان تشوف خوك كي تغشش ، ماك تعرفو يوللي صيد بوقلاده ، وما عاد ينجمو حد ، وقف وهو يوصل فيه للباب بعد ما عملنا معاه الواجب وقاللو :
اش باش نقللك يادكتور عيسى ، صحه ليك جيت في ساعه سعيده ، ولو كان ماجاش الوقت موخر شوية تو نزيد نهزك للوالد كمل اشكيلو ، باش يعرف بنتو اش عاملة فيك !
امي خلطت عليا وانا نضحك بالدموع والطريقة اللي عملتها المقصوفة مرت خويا ، ضحكت وقالتلي : 
الحمد لله عليك بنيتي كي ضحكت ، وانت نهار كامل قارنه عبستك ، مسكين الراجل اللي باش تاخذو ، بره هز التاي لبوك وخوك . ان شاء الله يكون من زهرك غير برك هني روحك ! 
اوه .. ذكريات .. ذكريات .. نشوف المشهد والابطال يتحركوا قدامي .. ايه .. ايه .. رحل اللي رحل وقعد اللي قعد لكن ، كانت ايام خفيفة عالقلب وحلوه ، عائلة صغيرة ، رايضة ، ما فيهاش هاك البغبش !
ما طولناش . جاب عايلتو . خطب . وفيسع عرسنا ، وجبنا بنية ، الحقيقة ماكانش ثمه حب ، في الاول كان ثمه رضا ، ومن بعد مع العشرة والايام وللى ثمه ود .. الله غالب ، ما حبيتش وماعشتش قصة حب . !
عاد من طرائف هاك الصيفية ، كنا نخرجو نتعشاو لبره مالاوتيل ، ونعملو مشية وجيا ، يا في الحمامات الجنوبية ، وفي الغالب عالكورنيش ومارينا ،  يانمشيو للحمامات الشمالية ، لكن ، ثمه قهيوة تحت سور المدينة الجديدة في الحمامات الجنوبية ، اكتشفناها بالصدفة ، كان فيها مطرب ،  راجل في الخمسين ، استاذ موسيقى يضهرلي من دار شعبان عندو صوت ممتاز ، والراجل متمكن مالعزف والعود ويغني بإحساس ،  وكان معاه وزان اسمراني ممتاز ، القهوه ماكانتش  تتعبى ، وقت اللي قعدنا وسمعناه ، قاللي عيسى :
والله الراجل عندو صوت وأداء راءيع ومعاه وزان فاهم شغلو ، كانت الأغنية اللي غناها قدامنا لصباح فخري ، ومن بعد غنى لعلي الرياحي ، والناس تتكلم مع بعضها ، والسيد تقولش عليه يغني لروحو ، نتفكر وقتها قلت لعيسى :
والله عيب وقلة ذوق ، حتى تصفيقه ، والا كليمه تشجيع حلوة لا .
قاللي عيسى : نبداو برواحنا !
بطلنا الكلام ، وقعدنا نسمعو ، وساعات نرددو معاه ، ونصفقو زاده ، ثمه كوبل بحذانا ، كبار شويه في السن تبعونا ، وبدأت الناس تتفاعل ، وتنحات الحشمة ، وعطاو وذنيهم وولاو يسمعو معانا في الغناء ، ما كملت الثلاثة سهريات كان وللى صوت السيد يتسمع ، والناس ولات تجي للقهوة كيفنا نحنا بالذمة ، ولينا كل سهرية نهديولو طوق ياسمين ، ومشموم فل ، ونقترحو عليه بعض الاغاني ، السيد متمكن ، يلبي الطلب وهو فرحان وشايخ . 
ومارسنا معاه طقوسنا العادية ، وللى الا هذا يعمل كيفنا ، نتذكر مره في عقاب سهرية مالسهريات  ، جانا وسلم علينا والدموع في عينيه قاللنا :
بارك الله فيكم ، اللي عطيتو معنى وقيمة للسهريات هاذي ، وخليتو هالساحة عبارة على موقع فني راقي ونظيف موش مجرد قهوة تبيع في المرطبات ، والفن حاجة عالهامش ، اليوم جبت عائلتي وبرشه من تلامذتي باش يشوفو نموذج مالجمهور اللي يجي باش يسمع ويتمتع ويستمتع !
قلتلو :
انت فنان وتستاهل باش نجيوك ونسمعوك ونشكروك على هالمتعة اللي تعطيهالنا كل ليلة .
عاد في ليله مالليالي دخلت سيده ، جميلة وانيقة ، معاها زويز وليدات ، قعدت عالدكانة اللي مقابلتنا ، شويه وخلطت صاحبتها ، الحقيقة احنا كنا متسلطنين ومتفاعلين بالغناء وبالترديد ، كبار وصغار ، نساء ورجال ،  مع غناية ، كلماتها نعرفوها والمغني متاعها هو الصادق ثريا ، لكن مطربنا اداها بالعود حاجة روعة .. والله كي نتفكر هاك السهرية بالذات ، قلبي يرف ويرق ويذوب ونغيب عالوجود نمشي لعوالم اخرى مزيانة وباهية وجميلة :
كي يضيق بيك الدهر يا مزيانه 
وتدور وتدور ماتلقاش غيري انا !
نشوف في عيسى لوح عينيه وخزر خزره عابرة ، لكن كنت نشوف في المرا راشقه عينيها في عيسى بكل جرأة ، حتى كي خرجوا أولادها بعدما شاوروها ما تلفتتلهمش حتى تلفيته ،
هو وانا الحقيقة كنا في غاية البهجة والسعاده ، وشوشلي في وذني حب يشيخ عليا قاللي :
ريت هاك الترنكوشة كيفاش راشقة عينيها فيا . عندك راجل بدا يكون في حرفاء !
وشوشتلو في وذنو :
اوه حتى انت .. تخزر للصباح ما يهمنيش ، المهم الجوهرة معلقة في صدري ، يخزرو قد مايحبو ، هذا دليل  على اختياري الباهي ، انت جوهرتي الغالية ، تهنئ ما يفكك مني حد ، نعرف اش عندي ! 
عمل رشفة من كاس التاي ومال عليا قاللي : 
منين تجيب في هالمشاعر ياطفلة ، راك هبلتني ، اول مرة نحس اللي  عندي عشيقة وحبيبة وزوجة في وحده هبلتني بحبها .. لو كان موش الناس قاعدين أو نذوب هاك اللسان الحلو في فمي !
كي كمل المطرب الغناية نفخت السيدة الدخان من فمها وقالتلو :
انت عمري .. انت عمري !
خزر عيسى لمنقالتو ووشوشلي في وذني :
السيدة ناوية تصبح بينا ، ضحكني من جوارح قلبي . قمنا . حيينا المطرب بإشارة من روسنا كي العادة وخرجنا مشينا دغري للوتيل ، ودخلنا للبيت .
اول مره ، في حياتي الزوجية ، حسيت احساس كبير  بالحب !
ولقيت روحي في حضنو ، كي قمنا الصباح نلقاو لبستنا ملوحة كل حاجة في شيره ، الصبابط كل فردة درا وين والسروال متاعو والجيب متاعي والخلعة والسوتيان ، شيء في القاعة وشي فوق الفوتاي سحبت روحي بالشوية وقلتلو ،  بعدما بستو من شفتو وانا في غاية السعادة كايني صبحت صباح عرسي :
يابو العمايل !
خذاني بين احضانو وذبنا ، مزعمو في التوشويش ، قاللي :
نموت عليك يا عزيزتي ، خليني نزيد نحبك..
قلتلو : 
حبني وزيد حبني ياعزيزي !
وهزتنا لحظات مشاعر قد العالم الكل ..
نتذكر ، ونحنا في هاك العمر ، اول مرة نحس اللي احنا راكبين في فلوكة اسمها الحب ! 
اااااه .. وااااوه .. ما نعرفش كيفاش وعلاش عاودت طلت عليا تصويرة السيد ، وهو يلوحلي في ابتسامتو  ويقللي تفضل مدام ، اش يحب عندي وانا وهو في هالعمر هذا ، 
بابورنا زمر ! 
لا البابورات الكل لازمها تزمر .. لكن ماتخليناش في الميناء !
والله قالت الحق هاك لستيتيسيان ، علاش ! مازال مازمرش وما زال عندنا في زنودنا ما نعريو .
( نكملو الجزء الأخير في وقت آخر )
------------------------------------------
(  **  ) تدوينة نشرت في 25 ماي  2018

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire