مللى عينين .. عينيك ..
بربي حاول باش ما تخزرليش .. من فضلك !
خليك بعيدة ..
في مسافة الأمان !
هكا ، خزرت عينيه كانت تقوللها..
وقت اللي دخلت ، نحات مراياتها الكحل ،
مشات صوابعها على شعرها ..
ولوحت عينيها عالفضاء ..
و اختارت طاولة ، مقابلتو .. وبجنبو .. وتبسمت وقعدت ..
وكايني ما على بالهاش السيدة ..
حطت ساق على ساق ..
بالقصد والا موش بالقصد ..
حاجة أخرى ..
ما حبش يقرأ النوايا ..
لكن قال بينو وبين روحو ..
مللى عينين ، عينين بلون العسل ..
لازمني نتأمل في هالعينين ولو لحظة ..
ماشاء الله ..
ما يقللي حد اشبيك ..
هاي رصاتلي كي الجنرال اللي طال بيه التقاعد ..
بعدما تعدات عليه قداش من حرب ، كسب وخسر ، وتجرح وتداوى ، وقام وقعد ..
اليوم هو في استراحة المحارب ..
لكن الحرب ما تحبش تسلم فيه ..
سبحان الله ، كايني ما تحلى الحرب كان كي يبدا هو في وسط المعمعة !
منين لراجل عجوز ، كيفو ، باش يتوقع حاجة كيف هاذي ..
تنهد تنهيدة خفيفة ..
واطياف من ذكريات بعيدة طلت في خاطرو ..
فيسع تجاوزها ..
جبد جريدتو ، حلها ، هرب من عينيها .
هرب ، بعدما جات العين في العين ..
كانت عينيها هي اللي ماليه المكان ..
خبى راسو وعينيه ، وراء الجريدة ، قول تخبى بكلو ، كايني في طرنشي والا في مغارة ، شدو الخوف وترعب ، حس اللي هي تضحك عليه وتقللو :
جنرال جبان ، خسرتها قبل ما تبداها ..
وسمع ضحكتها وهي تشرقع .. وتقللو :
هه .. ما قعدلك كان النواشن ..
جنرالات آخر زمان !
اووووه .. شنوة هذا ، انتفض في بلاصتو .
طوى الجريدة ، حطها قدامو ، مد يدو للفنجان ترشف رشفة خفيفة من قهوتو . خزرلها . تبسملها يلقاها سابقتو بابتسامة فيها كل معاني التحدي والمبارزة ..
مللى عينين عليك !
قال ، زعمه نقولهالها ..
تراجع ..
مكنتو الرهبة والحشمة ..
لكن عينيها ما حبتش تسيبو ، حاصرتو ، ماخلاتلوش فرصة باش يعاود يهرب . هي ، باش تزيد تحطو قدام مصيرو في هالمعركة اللطيفة ، عملت نظرة ع الجريدة الملوحة قدامو وقالتلو :
مللى جرايد عندنا !
جبدت باكو الدخان ، عرضت عليه سيغارو ، وحطت سيغارو بين شفايفها ، تبسملها وحط عينيه في عينيها ، ثبتهم فيها بكل لطف ولكن بكل عزم ، فرعسلها الموقف متاعها بكلو ، بهذلها ، وكي شافها هربت عينيها ، رجعلها وقاللها :
شكرا . العفو . عندي مدة طويلة مللي بطلتو ..
شعلت سيغاروها و قالتلو :
صحة ليك . عملت بالراي .
ما سيبهاش .
رجع لحكاية الجريدة ، قاللها :
الجرايد الكل في الدنيا ، مكثرها ولات هكا .. خرجت الثقافة ، والتحاليل الرزينة ، وخذات طريق الآثارة ، اسلوب للتسويق وكسب المستشهرين .
قالتلو :
انا ما عادش يطاوعني مخي باش نقرأ الجرايد ، رجعت نقرأ الكتب كي عادتي ، بعدت ع الأمور اللي توتر .
قاللها وهو يتبسم ويقدم بالشوية بالشوية ، بدأ يستوعب في حصار عينيها ، ومشى في ثنية المواجهة ، هو صحيح عندها عينين ما تتقاومش ، ما ينجم حد يقاوم هالنظرة اللي فيهم ، كايني اول مرة يخزر لهالعينين ، عينين نمرة متحفزة ، ماترحمش ، ماشية باش تفترس ، موش عينين قطوسة ، اي نعم ، القطوسة كي تشد معاها صحيح تهرب ، لا . هاذي عينين نمرة ، و بألوان عينين النمرة ، ما توخرش ، عمركش سمعت بفريسة تخوف المفترس ..
هذا هو العجب ..
وكاينو فاق من حالة الذهول متاعو ، رجعلها مستسلم باش يقوللها بنبرة خاشعة ، خاشعة وفيها شيء مالاستسلام ، والذعر ، ولكن فيها إصرار على المواجهة والصمود والتحدي :
صحة ليك ، والله الواحد يحسدك على حاجتين واحدة منهم نحشم باش نقولهالك والثانية ننحم نقولهالك ..
ضحكت بدلال وبمكر ودهاء ، وخزرتلو كايني تقللو :
زيد اخزر في عينيا ، نعرف اللي هوما غلبوك ، وربثوك وزعزعولك كيانك ، ومن بعد تبسمت ابتسامة خفيفة بعدما حطت السيغارو في الصوندريي وقالتلو :
لا عاد ، هكا ما نتفاهموش ، من غير احراج ، ومن غير حشمة ياسيدي .. تفضل ، ابدا بالحاجة اللي انت حاشم باش تقولها .
تربث ، ورعشت يديه ، قرب عكازو ، شدو بيدو اليسار باش يتدارك الرعشة ، ريقو شاح ، مد يدو للكاس خذا حغمة ماء ، وما ارتاح واسترجع انفاسو ، كان كي جاء السارفور ، وصبح عليها ، وحط قائمة المشروبات قدامها وقاللها :
تفضل مادام ..
و انسحب بهدوء .. بعدما شكرتو بكلمة :
مرسي ...
( نرجعوا وقت آخر .. إلى اللقاء )
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire