dimanche 8 décembre 2019

(راقصة عدم الانحياز ( الجزء الأول


الناس الكل  متفقين ، أصحاب واقارب وخصوم ، على نزاهة وشفافية واستقامة السيدة عواطف  ، على هاذاكا كانت مطلوبة في كل الاوقات وفي كل المناسبات ، سيدة جميلة وسلسة ، وعندها سحر في تقاسيم وجهها ، حد ما ينجم يقاومو ، ما نتحدثوش عاد على تناسق بدنها ، بدن ما شاء الله ، من فاراتها لصدرها منحوت نحتان ، عينيها تبعث ضياء تقول فيهم مغناطيس ،
ريت وريت ياخويا ، وكيف الشختورة هاذي عيني ما رأت ، بالحرام الواحد يبيع على خاطرها الملمة وماثمه ، ياحبيبي .. ياحبيبي .. اشنوه هالزين وهالقد وهالعين مللى مرا ومللى هيا ، اشنوه هالقعر .. 
هكا قال السيد القاعد عالفوتاي ، قريب المدار ، ما يكون كان سي جابر ، الكناتري الشهير باسم " الدبابة " وهو يمز في الشامبانيا .
جاوبو صاحبو ، عبد الصمد ، وزير سابق مالتسعة المفسدين ، وتنجم تقول زاده ، وزير لاحق ، ماو الحكومة توه ولاو  عاملينها كي المارشي سنترال ، إللى  هذا يدخل يقضي قضيتو ، يهز اش حاجتو ويخرج ، عاد الوزير قاللو :
رد بالك تبدأ تسيب في هاك الرويق متاعك ، تسكر ، وتقوم للمدار ، وتحب تشطح معاها ، بالحرام ليلتك تشوم ، ويهزوك يد يد ، ساق ساق ، ويرميوك البره ، هذا اذا كان ما زادوش  بطوك بطريحة ، ولهذا احترم روحك ، واقعد بقدرك ، راك ماكش في بار ، والا في كاباري من هاك الكاباريهات متاع صب واقعب وفرفش ، راك تنجم تعتبر روحك في ساركل هو عبارة على نادي ، والنادي هذا يجيوه ناس محترمين برشه ، و معروفين ، ومفروزين ومن كل فيا ، ومن كل جهة ، ولهنا ، أكثر من ثلاثة ارباع البزنس اللي في البلاد ، يتعمل في هالنادي ، شوفني انا مثلا  ، كنت وزير ، وهاني توه عندي افاريأتي ، لكن الدولابات الكل ، حتى متاع السياسة ، تتعمل لهنا . 
صب جابر كأس الشامبانيا في فمو ، ويشوف في سرعوفة داخلة ، ناس مالوزن الثقيل ، في الحومة ، هو يسمي البلاد بكلها حومة  واحدة ، الراجل قريب يشرق ، كل شيء كان يتوقعو ، الا انو يشوف هالاسماء الكبيرة تجي لهالنادي ، هو في النهاية نادي ليلي ، علا شانو والا صغر شانو ، وطبس على صاحبو ، ظهرلو كاينو باش يقللو حاجة مهمة برشه ، وشوشلو في وذنو قاللو  :
لا الحق الحق ، ياسي عبد الصمد ، إذا كان هاذم لهنا ، ننجم نطمنك اللي انت اكثر واحد محترم في المحل ، بعدي انا طبعا يا معالي الوزير ، لا ، وننجم نسميك أمام المحترمين زاده ، صار انتوما هكا بكلكم ، والله ، كنت معجب ياسر بوطنية هاك السيد اللي دخل يدز في كرشو ، وباخلاقو وبجديتو كي يتكلم في التلفزة ،
طبس عليه عبد الصمد قاللو  :
 شوف يا جابر ، كل ميدان عندو الكناترية متاعو ، انت متاع دخان وفستق وبندق وفواكه وعجالي ومازوت ، وهاك الريق متاع الحتحت اللي كيفك ، هاذوكم  ، كناترية متاع فلوس ، ورشاوي ، وعمولات ، ومناصب عليا ..
السيدة عواطف ، كيما قلنا مرا موش ساهل على أي واحد يشوفها ، وكيانو ما يتخلجش ، وما يتهزش وما يتقلبش  ، أنوثة مغرية وصارخة ، مرا مكتملة وتحلى في العين ...
السيدة عواطف  ، الشختورة  ، كيما يدللوها ، يتداولو  في الأوساط ، اللي هيا مجازة  في انكليزية الأعمال ، وعندها ثقافة واسعة ، وتقرأ الأدب لنكليزي ، وتحفظ برشه شعر فرانساوي ، وانكليزي ، وعربي  ، وتحب قراءة حنا مينه ، ونجيب محفوظ ، وغسان كنفاني ، لكن عندها موقف من احلام مستغانمي بعدما قرأت كتابها ، عابر سرير ، وعندها المام واسع بالاديان ، وتحفظ نبذ من نهج البلاغة ، وشعر عنتر ، وعمر بن أبي ربيعة ، هكا يتداولو في الأوساط ..
لكن ديما ، وين تجي سيرتها وتحصيلها الثقافي و الجامعي ، ثمه شكون يسأل  ويقول  :
مالا هيا كي عندها هالمستوى هذا ، اش بيها تخدم رقاصة ، وطبعا ديما ثمه شكون يجاوب  :
ياسيدي اشبيه الرقص ، موش عمل ثقافي وسياحي وجزء لا يتجزا من حضارات الأمم والشعوب ، وهي ، على كل حال ، تتعاطى فيه كفن إبداعي ، وقاريتو قرايه ، وعملت فيه برشه ستاجات ، ودورات تكوين في أوروبا والشرق ..
طبعا  ، السيدة عواطف تتمتع بحس تجاري ، وعملت من مهنتها ، مهنة الرقص ، مؤسسة تجارية بأتم ما في الكلمة من معنى ، وعندها مدير لاعمالها ، وعندها زاده المرا اللي تلبس
والمرا اللي تمكيج ، وعندها المعد البدني ، ومدرب الرياضة  والرقص ، وعساسة ، وخدامة في محل السكنى ، وكذلك في البيرو متاعها ..
بحيث ناس تخدم وتعيش من نشاطها ، وكي دز الخير ما بعزقتوش ، شرات اراضي وعقارات مبنية ومحلات تجارية ، وسانية في الوطن القبلي ، الطمسون متاعها يضربوا بيه المثل ، يقللك  "طمسن عواطف" 
حتى الملهى اللي ترقص فيه عندها فيه النص ..
مسكين وبره  ، المحاسبي اللي شادلها حساباتها ..
قال جابر ، وزاد كمل :
هاي عندها ثروة متلتلة ياصاحبي !
قاللو  جليسو  عبد الصمد :
موش قلتلك راك جيت لبلاصة محترمة ، ولازمك تشكرني اللي انا عملت عليك مزية كي جبتك معايا ..
سخن الجو ، والدرابكي تخمر ، ومتاع الاورغ ، وهي بدأت تلوي ، وتلعب بصدرها ، بزازلها يادوب متحملها سوتيان  شفاف ، وشعرها الليلي يذري مع كل حركة من راسها ، اشكون ما يشطحش على نغمات موسيقى ، مولد القمر ، قطعة موسيقية راقصة ، ابدعها خصيصا ليها هي ، الملحن الكبير ، فؤاد خوجا ، ايام اللي كان مضروب فيها ، ويحب يتلم عليها ، ياخي بعثتو يقضي ، وكملت مسيرتها ، ومشى هو في الأقدام مسكين ،
يلعن بو العشق وعمايلو ،
قال الوزير وهو يحكي في السيرة اللي قالولوا عليها للسيدة عواطف . الشختورة . 
وهوما خايضين ما بين الكأس والكلام ، وعينيهم ، تلوج على فرصة باش تترشق على بزازلها ، وعلى فخاذها  ، وبدنها اللي يلعلع ويشعشع  ، مغلف في لبسة شفافة ، اعتى الصابرين ، والناسكين ، والاتقياء  ، ما يصمدش قدامهم رمشة عين ، إذا بيها تهبط مالمدار وتقدم خطوة ، وخطوة أخرى ، ودورت حزامها ، وخلات العازفين يعزفوا وقربت طبست على جابر وشوشتلو في وذنو  :
يكب سعدك يا جابر ، ما تقلليش شبيك اتبع في هالفاسد اللي معاك يامتعوس ، مادام كر عليك وجابك لهنا ، والله الا ما يبيعك في اللي وراك واللي قدامك ..
ودارت عواطف بالطاولة في خطوات رشيقة وبعد ما وزعت ابساماتها عالجمهور القواعد في الطول المجاورة ، عاودت قربت لجابر وقالتلو :
رد بالك منو هالضبع هذا ، راهو خامج كبير .
الوزير ، ضحك ضحكة صفراوية ، ووقف وخذا يدها وطبس باسها وقاللها بصوت خايف كايني يتوسللها باش ماتزيدش على قدام  :
ربي يحفظك ويخليك لينا يا مدام عواطف ، والله تظلم فيا ، تو انا متاع هذا ، اش عملتلك تفسدلي في سمعتي مع الراجل ..
بهت جابر ، طارت السكرة ، تهز وتحط ، استلبس ، مكنتو الحشمة والنغرة ، كيفاش كيفاش ، عيشة بنت خالتو تخرج هكا ، بحوايج الرقص ، ويكحل عليها اللي يسوى واللي مايسواش ، الدم فأر في راسو ، وقف . خزرلها بعينين غضابة ، قاللها بصوت هاك الراجل ولد الدشرة الأصيل والموجوع والمصدوم :
انت عيشة والا مكش عيشة ! مانيش مصدق عينيا ! اضربني بكف ياعيشة ! فيقني ! ولد خالتك مشى فيها ! يلعن جد اصل هالجية المنحسة ياعيشة بنت خالتي ! 
شدتو نوبة بكاء وقاللها :
اش عملتلك خالتي ، وراجل خالتي ، وأما وباباي ، يلعن بو الوقت الكلب ! عيشة بنت خالتي ترقص !  راقصة ! علاش يا عيشة ! اش عملنالك يابنية خالتي ، انت هيا ، عيشة بنت خالتي ! انت هيا ... اه .. ااااه .. ناري عليك يا جابر ، يا واطي ! يا طحان ! ياساقط ! انت تشرب وتشوف في بنت خالتك تشطح عريانة ، عريانة زنط !!.. ااااه ياعيشة يابنت خالتي ، جيتيني هابنية خالتي ، راني سترتك ، اللحم إذا نتن ليه اماليه ، وأنت لحمك ما نتنش ياعيشة ، ولد خالتك موجود ، عرصة ما تطيحها زلازل ، والله ما عرفتكش ، سامحني ، بربي سامحني  ، وجهك تبدل عليا ! حتى كي نويت باش نهبط نلوي معاك ، هالمغط اللي معايا خوفني ، قاللي :
يهبطوك وتاكل طريحة .. 
وشدتو نوبة مالبكاء ، وللى يبكي بالشهقة ! 
وقاللها وهو يمسح في دموعو  :
براس بنت خالتي شطحني معاك ، خللي الناس تعرف قيمتي،
حزميني عيش بنت خالتي ، خليني نشطح على مصيبتي ياعيشة !! هاهاهاها 
حطت كفها على فمو  ، وضحكت عيشة ، وغمزت المزيكجية باش يرفعوا في الإيقاع ، بحيث ضاع صوت جابر ، وسحبت روحها بحركة زعبانة ، وهي تبعد عليه وتتبسم قالتلو :
اسمي عواطف يا مغط .. عواطف موش عيشه .. كي تجي خارج تو نوصيهم  يوصلوك لداري .. 
-----------------------------------------------
( ** نرجعو وقت آخر  ** )

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire