طار النوم من عينيا ..طار عليا النوم .. وكيف طول بيا السهر ، هاو كيفاش وليت نخزر للأمور .. وشوفوا كي وليت نهتري ، ونهز ، ونحط في السائل ..
ماكم تعرفوا ، كي الواحد يكبر ، يوللي يتقاللو في حالات الصفاء والسحاب " راجل كبير " ويستمد آحترامو ، والا قلة آحترامو كيف كيف ، من كبر سنو ، ومن بياض شعرو ، ومن بركتو في الدار ، ومن حاجتو للخرين ، ومن تخرنينو ، ومن لهوتو بالتفاصيل الصغيرة في كل بلاصة ، ومن ضعف البصر ، ومن ضعف السمع ، ومن تجاوز اللي معاه لأسئلتو ، ويوللي كي يخزر خزرة هكا وإلا هكا ، وإلا يتصرف تصرف فيه تحدي للي عايش في وسطهم ، يوللي يتقاللو :
شيبة جهنم .
مثلا :
شيبة جهنم جاء . شيبة جهنم مشى . رد بالك يسمعش شيبة جهنم ، الشيب والعيب .
وشيبة جهنم ، يوللي هو والتلفزة علاقة ما تحكيش ، يوللي يحلل مع المحللين ، ويفكر مع المفكرين ، ويقرا الجرايد ، وما يحبش يسمع الغناء ، لكنو يتضاهر بسماع القرءان ، ويحب يحط كريسي ، ويقعد قدام الدار ، في أيام الصفاء والدفاء ، وياويح اللي ما يسلمش عليه مالجيران ومالماشي والجاي ، يقوم هو يسلم عليه ، زعمه زعمه ، عالسلامة يللي مكش متربي . هاني شفتك متعدي وما سلمتش عليا ..
وشيبة جهنم ، كيف كيف ، يوللي لسانو يغزل الحرير ، وساعه على ساعه يطيش كلمة اللي هيا في المناطق العمرانية الآهلة بالرقة والجمال ، وقتها ، أنت ولبستو وهيبتو ومضهرو ، كانو فيه ما يتشاف ، يتقال عليه :
ماحلاه وما بنو راجل كبير بكلو سول وعسول ،
وكانو مطيح ، ومهنتل ، بالتأكيد باش يتقال عليه :
شوف آش يطلع منو شيبة النحس ، الشيب والعيب ، واحل في كحه ، وما زال يحب يسلعق ، خيت عليه ممسطو ، حاسب روحو زعمه زعمه يتضومر .
في الحقيقة عملت مراجعة لروحي ، وعملت كيف كيف ( تمييز ) إيجابي لروحي ، شكلا ومضمونا ، وقمت نضحك ،
ومن بعد قلت :
تو الواحد لو كان يحط (هاكدللي واش تا يقولو فينا ) متاع حبوبة ، ويدورها مزود ويقوم يعمل عليها شطحه موش خير ؟
تفكرت اللي أنا في الليسته متاع ( جهنم )
وقتها ينجم زاده يتقال :
شوف ، الشيب والعيب ، كبر وهتر ، لو كان موش عقلو خف ، يقوم يحط حبوبه ويلوي حزامو ؟
مره أخرى ، قمت نضحك ، ولعنت الشيطان ، ومن بعد ، آعتذرتلو ، قلتلو بربي سامحني ياسي الشيطان ، راني والله ما نعرفكش ولا عمري ريتك ، غير هكاكا جبان بلاء ، قمت نشتم فيك لا طاح لا دزوه .
من بعد ، مانيش عارف ، أشبيني تقلبت فرد قلبه ، هاوكا عندي زوز كتب بحذايا واحد بديت نقرا فيه عندي جمعتين ، نقرا فيه في عقلي ، هو كتاب حسن بن عثمان الجديد اللي عنوانو : تونس السكرانه .
والثاني كتاب معروف الرصافي ( وإلا الأحسن نقول المنسوب لمعروف الرصافي ) واللي عنوانو :
الشخصية المحمدية .
والكتاب هذا ، شريتو مرتين ، الشرية لولى تعدى عليها عام ، وبديت فعلا نقرا فيه ، ومشيت فيه شوط ، وتهردت أموري الصحية ، وليت لاهي بيها ، ومن وقتها ما نعرفش ، الكتاب هذا وين غبر ، وسافرت ورجعت وسافرت ، والكتاب ما نعرفش وين غبر ، حتى الحكومة كيف سألتها ، قالتلي ماتدخلنيش في هدرة الكتب متاعك ، ورصاتلي عاودت تكوطت في آش وستين دينار ، وشريت الكتاب من جديد .. باش نقراه . وإن شاء الله ننجم نقراه .
مئات الكتب اللي شريتها وعملت عليها نظرة ، قريت منها صفحات ، وأحيانا فصول ،، وما كملتهاش ، ومئات المجلات اللي قريت منها مقالات ، واللي لتو ، عندها عشرات السنين ما تحلتش ، ما قريت كان العناوين اللي عالأغلقة ، وفمه كتب ومجلات تم نفيها في بيوت أقاربي ، محطوطة في كراضن ، تستنى ساعة الفرج والأفراج ، هديت منها اللي هديت وخليت منها اللي خليت ، لكن المشكل موش هذا ، المشكل وللى عندي ، مشكل وقت ، وطاقة ، وبصر ..
أنا ، في الواقع ، ماعنديش عادة القعاد في الدار عامل بهاك المثل اللي يقول :
الراجل في الدار يجيب لكدار .
وانا لا نحب نتكدر ولا نحب نكدر .
وكيف كيف زاده ، ماعنديش لا وقت ولا هواية القعاد في القهاوي ودقان الحنك والتبحليق في الماشي و الجاي ، وما نمشي نقعد في قهوه إلا بموعد .
قلت لروحي من بعد :
شفت علاش حقك راك عملت شويه سياسة ، وإلا حتى برشه ، آش يهم ، عالأقل عندك فاش تعدي وقتك ، وعلى شكون تعدي وقتك ، وآنت ، هاك قاعد تتنقد وتتسب عاد لخره تتسب وينقدوك ، وآنت مستنفع ، وشايخ في امها الكلبة ، واشنية السياسة في هالبر هذا ، ماهي شوية تبلعيط وبلوط ودقان حنك ، وأنت هاك لسانك داير برقبتك ، ولا يسلم منك لا اللي كفر ولا اللي سلم ، ماشاء الله عليك ، بلعوط كبير ، والناس تصدقك وتقول :
مستحيل راجل كبير ، وعندو تجربة ، فخار ناس قبل ، ما يخرجش العيب من فمو ، وعندو الحكمة ، ومجرب وما يعداها عليه حتى حد ..
لكن طلعت ما حقنيش .. وكي ما عملتش السياسة خير ..
اللي قعدوا في دومان السياسة في بر تونس ، وهوما كبار خرجوا على منتنة ..
طاحوا جاو قطعة ما تركب على أختها ..
وطيحة الكبير ياكبدي ما فماش ما أصعب منها ..
الصباح قرب .. قرب برشه ..
قاعد نشوف في خيوط الضوء مالشباك ، ما عاد ما مزال ، يلزمني نقوم ، ننظم أموري ، ونفطر فطوري ونشرب دوايا ، ونخرج نعمل المارشا متاعي ، كي العادة ،
الباهي في الليل كونو قد ما يثقل على بنادم ، ما يدومش ، يجي ضوء الصباح ويخرجو .
صباحكم خير وبهجة وأمل .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire