dimanche 8 décembre 2019

( راقصة عدم .. (الجزء الثاني


 بو عيشه ، اللي عطات لروحها اسم عواطف ، عمك صالح كارانط ، كان خدام في الكبانية ، مكسبو هيا ، قراها في المدرسة ، خذات السيزيام . كملت الثانوي ونجحت في الباكالوريا  ، دخلت للكلية ، قرات الإنجليزية . خذات الاجازة ..
وحطت ساقيها لثنين في ثنية الدنيا/الغابة ..
وبدأت كي الشباب الكل ، تلوج على خدمة ، طفلة ، من دشرة مرمية في الآفاق ، لا معارف لا أكتاف ، كل باب تدقو تلقاه محلول لكن العينين كانت مغروسة ، في هالجسد اللي بكلو انوثة واغراء ،،
فهمت اللي الشرط صعيب ،
عالم بكللو ذيابة هالادارة ..
غابة ..
موش قلنا حطت ساقيها لثنين في ثنية الغابة .. 
لازم تدفع رشوة ..
والرشوه اللي طالبينها منها هو جسدها ..
ملا بلاد ، وملا مدينة ، وملا إدارة ..
مالا انا علاش قريت هالقراية هاذي ..
وبابا ، علاش صرف عليا هالمصروف هذا الكل ، اشنوه ، باش نمشي في لخر ، نبيع كرامتي !
لازم حل ..
ولازمني نقول لبابا عللي نفكر فيه .. 
وقت اللي حدثت بوها عألمواقف الرخيصة اللي تعرضتلها ، كي قابلت برشه مسؤولين ، على اساس باش يخدموها ،
بوها قاللها :
شوف يابنتي ، هاك تشوف في الدنيا كيفاش ولات ، وأنت دليلك ملك ، نصيحتي ليك كان مازلت ننجم ننصحك ، انت توه عندك زوز اسلحة ،  سلاح دمار شامل ، تنجم تهزم بيه اللي ياقف قدامك إذا تحسن استعمالو بطريقة ذكية ، والسلاح التقليدي لآخر ، اللي تنجم تدافع بيه على وجودك ، وأنت عقلك في راسك ، لكن نقللك ، تنجح كي تستعملهم لثنين مع بعضهم بطريقة ذكية ..
هوما ، يخزرولنا باعتبارنا اقعار ، وبدو ، اولاد ريف ، من ورا البلايك ، لقمة ساهلة وبارده ،  يعطيوا لانفسهم الحق ، باش يتعاملوا معانا باعتبارهم ، هوما الاسياد ، ونحنا العبيد ...
حتى اللي خارجين من برورنا ، ووصلوا ، كي يحطوا ترمهم على كراسي السلطة ، يعملوا نفس الشيء ، يقفزوا ، ويمارسوا حتى هوما قذاراتهم وتسوقيطهم مع الناس اللي خرجوا من ترابهم وطينهم ، ويوللي اللي هذا يحب يمد يدو وياكل
ويتعدى !
بوها ، في الاصل كان مقاول صغير ، في مدينة متوسطة ، عايش مستكفي بنفسو ، يخدم ويروح لدارو في الدشرة ، ويجيك البلاء ياغافل !
على غفلة ، هبط عليه المعتمد ، ولجنة التنسيق ، والوالي ، قال شنوه قال لازمك تتبرع ، وتبني مستوصف ، لدشرة الحمارنة ، الدشرة اللي في نواحيهم ، في حملة برنامج التبرعات لصندوق النهب سيء السمعة ، الشهير بصندوق 26/26  . 
قاللهم  :
الله يبارك ، نعاون بزوز خدامة يد عاملة ، حاضر عالراس والعين ، لكن السلعة راهو ما في حاليش ،
قاملو كاتب عام لجنة الحزب قاللو :
شنوه ، شنوه  ، هو الرئيس جاي يستعطى عليك !  تبني وتتحمل المصاريف يد عاملة وسلعة ، وراسك لوطا ، هذا برنامج صانع التغيير راهو ! 
حاصيلو ، من كلمة لكلمة ، رصاتلو المسكين ، في ثلاثة شهر حبس ، وفيسك ، وبيعوه في شوية الماتريال اللي عندو ، والدين اللي عندو في البلدية ، وفي الولاية ، ما خلصوهش فيه ، وخرج الراجل يمرد  ، ولو كان موش طبة الأرض اللي عند امو ، راهو من نهارو خرج يساسي !
عاد كي قلبو مناظرهم هاك الزنوس المايلة ، اللي تسببولوا
 في الكارثة ، عمل يدين وساقين ، ودخل خدام في الكبانية ، لاهي بالترقيع والصيانة متاع البنايات متاعها ، اهي على كل حال ، خدمة فيها دخل يستر بيه روحو ، ويقري بنتو ، ويعيش كي خلق ربي الكل .
عواطف ، وهي تخزر لبوها ، وتسمع فيه ، تذكرت هاك الحادثة الحرفة ، وهيا في سنة التخرج ، وتشوف في بوها مسكين يتكب ويتقعد ، كيفاش استاذ مالاساتذة متاعها ، رمي عليها سميطتو ، وحب يهزها للبرطمان متاعو ، لكنها حاولت باش تفهمو اللي هيا ما عندهاش استعداد باش تشري اعدادها برقده معاه ، وهوما في القهوة ، وللى السيد يساوم فيها ، يا ترقد معايا ، يا نخليك تعاود العام ، هاو ثمه استاذ من جهتهم ولد حلال ، هزت وحطت ، وقالت نمشي نحكيلو بعدما كملت  قالتلو :
تو يرضيك سيدي ، نكبة بابا ، ونزيد انا ننكبو فيا انا .. 
خذا الاستاذ المسألة بجد وتصرف بشهامة ، ومشى مرمد زميلو ، ومسح بيه القاعة قدام زملاه ، لين السيد وللى سيبني نشعف ..
بعدما سمعت كلام بوها ، فهمت عواطف اللي لازمها تعمل ظوافر حديد ، وما يلزمهاش تخللي روحها ، فريسة للضبوعة.، ولازمها تعمل اللي يلزمو يتعمل ، باش تأخذ موقعها في البلاد ، وفي الحياة ، ما يلزمهاش تتاكل كيفما اتاكل بوها .
اه يا عواطف ، ما أصعب ثنيتك !
وما أصعب ظروفك !
وما أصعب وقتك !
بدأت عواطف تمشي في ثنية طويلة ، فيها كل أنواع الوحوش الضارية  ، وكان لازمها تتسلح بنفس عقيدة الوحوش ، وتمشي في المسارب الكل ، وفي الثنايا الكل ، للايقاع باللي يجي في ثنيتها من هالوحوش الكاسرة !
عرفت اللي باب الدخول لهالوسط الفاسد ، مفتاحو عندها ، وصممت باش تدخل وتأخذ بلاصتها ، وتقهر وتنتقم من كل اللي فسدوا ، وعملوا كل شيء باش يركعوا الغلابة اللي كيف بوها وكيف الآلاف اللي عاناوا مالقهر والظلم والاستبداد ، ربما أقسى مللي عاناه بوها ..
وحبل الفساد طويل ، ما يوفاش ، وما عندوش قياس ، لكن حبل الصبر أطول ، واشد ، وأقوى  ، واللي يصبر ينتصر وينال ..
هكا حدثت نفسها عيشة ، بنت الدشرة المرمية في الآفاق ، واللي عطات لنفسها ، اسم عواطف ..  وهي تبدأ مسيرتها
 في غابة الوحوش ..
(  نلتقي في الجزء الثالث )

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire