وقتلي كملت الراقصة عواطف وصلة الرقص لولى ، حيات الجمهور وخرجت للوج متاعها ، اللوج عبارة على سويت متاع اوتيل مالنوع السياحي الراقي ، نحات حوايج الرقص ، دوشت ، لبست الكاب/د/بأن ، حطولها عشا خفيف ، سلاطة خضرا ، وقطعة كبدة مشوية ، مع كعبة انزاص ، الشرط في هذا ، كيما نصحها طبيب التغذية متاعها ، الكثرة لا ، ومن بعد قعدت عالفوتاي ، جابولها كأس تيزانا بالنعناع ، حطوه عالطاولة بحذاها ، دخلت السكرتيرة ، حلتلها المسجلة على موسيقى رايضة وخفيفة ، تعودت السكرتيرة اش تسمع عواطف ، ولات تحطلها الموسيقات والطربيات اللي تعرفها ترتاح لها وترتحها ، عواطف ، تحب تسمع في العادة ، الطقاطق القدم ، تسمع الغناء التونسي اللي فيه أصوات تكيفها ، تحب ورده ، وصليحة ، وعبد الحليم ، والجموسي وسيد علي والجويني ، والفنان عبد الوهاب الحناشي ، هي تقول :
تطربني وتعجبني برشه اغانيه ، وخاصة اداؤو للأغنية اللي يقول مطلعها :
محبوبي مثلتك شجرة إذا هبت لرياح
تتكى الورقة ع الورقة وتداوي لجراح
ولكن ، كذلك ، يعجبها ياسر زياد غرسة ، خصوصا في غنايتو اللي اعتبرتها رائعة ، اغنية " بابا عزيز " ،،
عاد كي سالوها في مجلس من مجالسها :
علاش هالغناية هاذي ، غناية بابا عزيز بالذات ، هيا اللي مركزة عليها ؟
بعدما سمعتهالهم قالتلهم :
هاو علاش ، على خاطر هالغناية تشيد ، ولأول مرة ، براجل مثقف ، يتكلم بلسان التوانسة ، ويتسمع في البر الكل ، ومحبوب ومهضوم مالناس الكل ، ودخل وجدان التوانسة بأسلوب بسيط ، وبلغة مفهومة ، عاد كي تسمع زياد غرسه يغني عليه ، خصوصا ، وكلمات الأغنية ، كلمات راقية برشه ، وتحسها مشحونة بالوفاء ، وبالمحبة ، وبالاكبار لشيخ الحكائين ، وعمدتهم بلا منازع ، عبد العزيز العروي ، ما تنجم تقول الا برافو ، هذا هو الفن ، اللي يزرع فينا قيم الاحترام ، والوفاء لمبدعينا . ولكن عواطف ، في سياق أحاديثها
وكلامها عالعروي ، ما تخليش اعجابها بالزعيم يتخبى ، هي تقول ، اللي جزء كبير من عيقرية الزعيم ، بالإضافة لتشبعو بثقافة التنوير وفلاسفة وكتاب الغرب ، قدرتو الكبيرة على استعمال مفردات اللغة التونسية البسيطة ، واللي ما فيهاش تعقيد ، هذا كيما ترى هيا ، نتاج الاحتكاك بفئات الشعب في البر التونسي ، مع قدرتو الكبيرة عالاستعمال الذكي لحركة الجسد ، هنا ، هو ممثل قدير ومؤثر ، ومفوه فصيح ما يماثلو حد ، طبعا الكلام هذا عالزعيم برشه مالواصلين الجدد للسلطة ، ما يعجبهمش ، لكنهم كانوا قدامها يدنكسوا روسهم علامة الموافقة والاتفاق مع رأيها ، اولا على خاطر المرا عندها زاد ما يتوفرش لبرشه غفاصة منهم ، وثانيا على خاطر حاجتهم ليها ولدورها ولمجلسها ، تحتم عليهم يلوجو معاها عالرضا والسلامة ، ماهي حتى هيا عرفت كيفاش ترمي حبالها و خيوطها في المؤسسة ، ومع الوقت كونتلها مراكز قوية ونافذة في السلطة اللي تدير اللعبة ..
عاد في فترة استراحتها ، تحب هي ساعات تختار اش تسمع ، وفي نفس الوقت ، تكون عرفت المعلومات المهمة مالسكرتيرة متاعها ، اللي تعطيها موجز على حركة وسير العمل في ممتلكاتها ، وتقارير ع الوضعية المالية متاعها في البنوك ، كل شيء ، هنا ، في غرفتها ، قول في السويت متاعها ، يتم بهدوء وبنظام ، بعد هاك الاستراحة هاذيكا ، تدخللها لستيتيسيان ، نزيهة ، مرا عندها شهرة كبيرة ، وما يمشيولها كان بالرونديفو ، عاد النساء الهاي ، كي يتقابلوا مع بعضهم في عرس ، والا في احتفالية متاع فساد تتعمل باي مناسبة وتحت اي كذبة ، كل واحدة تتفخر باللوك متاع مشطتها وماكياجها ، باعتبار اللي هي ، خارجة من تحت يدين نزيهة !
عاد قلنا تجيها لستيتيسيان نزيهة ، تعمللها شوية بوماضة ، وتمسدلها فخاذها ، وفاراتها ، وظهرها ، وتعمللها تمسيدة خفيفة لوجهها مالجبهة للدقنونة للخشم ، تكون هيا ، الشختورة عواطف ، استعادت نشاطها . وقعدت بحذاها يتحدثوا في أمور خاصة برشه .
الليلة ، بالصدفة ، قعدت في بالها حكاية الدرابكي والتصرف اللي قام بيه ، بحيث زاد في الحبل وصلة ، ورصاتلها تشطح خمسة دقائق زايدين ، هذا الكل على خاطر واحد مالفاسدين في الطاولة نومرو خمسطاش بعثلو مشموم فل وهز كاسو وصاح قاللو :
الله الله عليك ، الحوت عليك ، زيد ضريبات آخرين ، ربي يحفظ هاك الصويبعات يا فنان ،..
وتعرف ، هي ، عواطف ، اللي هاك الحريف هاذاكا بالذات ، ملايكتو رزينه ، وابلد منو ما فماش ، بالأخص كي يضربو سيس/دوز ، لكن ، اش عندها ما تعمل هيا وشريكها ، الله غالب ، ما باليد حيلة ، الراجل خبيث وواطي ونذل ، وعندو موقع حساس في المؤسسة ، وكلمة منو هو ، تنجم تهز بنادم وراء الشمس .. ولهذا ، هيا وشريكها متفقين على بلعان هالحنضل ، وعلى كل ، يلقاو أنفسهم قدام مسألة ما عندهمش ليها حتى علاج الا الصبر . صبروا..
قالت للسكرتيرة :
عيطلي لهاك الدرابكي الزفت !
دقيقتين ، وهاك الدرابكي دق الباب ودخل ، صلعتو تلصف ، وكرشو دازه لقدام ، من كثر شربان البيرة ، النهار وطولو ، وهو يزبرط ويقعب في البيرة ، مبهذل وحاشم و مفجوع !
قالتلو وهي تحاول باش تضهر اللي هيا ميش راضية عليه : اشنوه سي لسعد ، ضحكولو تمد على طولو ، وليت حتى انت فنان ، يبعثولك في المشامم ، ويعملولك في هيئة تقولش عليك فنان بالمنجد !
لسعد الدرابكي دنكس راسو وقاللها :
سامحني يا مدام عواطف ، والله من غير ما نقصد .
قالتلو :
كيفاش هالكلام ، ياخي ناوي تقصملي ظهري والا شنوة ؟
وما عطاتوش حتى فرصة باش يرد ، قالتلو :
قيس روحك عاودها هاذي ، هاو ننبه عليك ، المرة الجاية هز دربوكتك وبدل عليا وجهك لحرف .
خرج الدرابكي ، مدنكس راسو ، يحمد في ربي في قلبو ، اللي ما طردتوش ، والدنيا بايته والسوق كازه ، و لولاد عندهم عودة مدرسية ، حاصيلو ظروف تشكي لربي .كي لقى روحو في الكولوار راجع بحذا زملاه حمد ربي ، قال :
الحمد لله يارضاية الوالدين والا ترصيلي نطقطق من عرس لعرس ومن حي لحي ..
--------------------------------------
( الى الجزء الخامس من : ** راقصة عدم الانحياز **)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire